( لا أذكر أني في يوم من الأيام كتبت الإعلامي محمد المرجبي)

                                               محمد المرجبي

قرابة الأربعين عاما وهو في هذه المهنة ، قدم وأعد برامج إذاعية كثيرة ، منها ماله علاقة بهموم الناس وقضاياهم، ومنها ماغاص فيها في محيطات التراث والثقافة، فأخرج لنا لأليء جميلة مهما كان البحث صعبا ومتعبا وشاقا ومهما كان عليه أن يغوص في الأعماق دون دعم كاف.

وفي هذه المسيرة الممتدة له محطات متوهجة أضاء فيها في التلفزيون، فوضع بصمات إبداعية، منها ما امتد من مسقط إلى زنجبار. وله قلم رفيع المقام في الكتابة وفي الفكرة ، فنشر قليلا مما كتبه في صراج الإصدار وكذلك صراج الأعمدة الصحفية .

 سكن الأستاذ محمد المرجبي عالم الإعلام وقدم فيه وله الكثير ولا يزال يقدم دون كلل أو ملل. ومع كل الحب الذي نشره بين جمهوره إلا أن من يتفحص مسيرة الأستاذ محمد المرجبي سيجد ذلك الزهد العجيب  لديه في الضوء . فنعم  يبهجه أن يضيء فكرة ما، أو أن يوجه كشافا إلى محطة ما في تاريخ عمان ، أو أن يسلط الضوء على قضية هنا أو هناك ، إلا أنه يرفض أن يكون هو موضوع الضوء.

عندما تلتقي ب ( أبو علي )، تلتقي بهالة من التواضع الجم و تلتقي بصوت فخم علوا ودفئا عبر المذياع أو في الواقع، قريب إلى قلب كل من يسمعه، أو يحادثه.  فليس غريبا أن يقول لي بأنه لايمتلك حسابات في مواقع التواصل الإجتماعي  وليس غريبا بأن يقول لي بأنه لا يحق للإعلامي أن يزكي نفسه وليس غريبا بأن يقول لي بأنه لا يذكر بأنه كتب في يوم ما لقب إعلامي قبل إسمه . وليس غريبا بأن يقول بأنه يقف عن كتابة  بعض من سيرة ذاتية خشية من أن يكون في الأمر شيء من الأنا.

وعندما سألته عن ماذا سيكون عنوان مقالك إذا كتبت عن إبتعادك عن الشهرة أو زهدك بها . قال لي في كل الأحوال لن أكتب عن نفسي وشيء له علاقة بالإبتعاد عن الضوء والشهرة فذلك سيكون من النرجسية .

ماذا نقول أمام رجل كالأستاذ محمد المرجبي ! ونحن نرى اليوم جيلا على وسائل التواصل الإجتماعي، جزء منهم للأسف الشديد مسعوربالشهرة وبالأنا العالية المتضخمة ، وشهرتهم هي شهرة سلبية بسبب حدث سلبي لا نتيجة عمل أستحقوا عليه التصفيق أو الضوء أو مساهمة حقيقية في المجتمع أو للوطن. وعن أهل الشهرة السلبية في مجتمعنا العماني  سيكون مقالي القادم...

ولمن يريد أن يستمع للحلقة التي بثت الثلاثاء ( 6 فبراير ) أن يسمعها على الرابط للساوند كلاود

 

https://soundcloud.com/al-wisal/acnuefefe3co

أوالإستماع للإعادة يوم السبت 10 فبراير التاسعة مساءً على الوصال.

للمقالات بقية..

سالم العمري

--:--
--:--
استمع للراديو