الوصال – جمال الكندي

وقع في يدى  من مجموعتي دولار امريكي من الفضة نقش عليه تاريخ "1840" و حيناه تذكرت ذلك العام وما حدث في مثل هذا اليوم "30" من أبريل من عام"1840" .

عند فجر يوم الخميس دخلت سفينة ميناء مدينة نيويورك، سفينة عربية تحمل أول سفير ومبعوث عربي إلى الولايات المتحدة الامريكية من قبل سلطان مسقط وزنجبار السيد سعيد بن سلطان بن أحمد البوسعيدي حكم"1273-1219"هجري الموافق"1856-1804م". وها هي السفينة تقترب رويدا رويدا لترسو على رصيف الميناء، نعم انها السفينة "سلطانة" نزل من السفينة السفير والمبعوث العماني أحمد بن النعمان الكعبي بعد رحلة دامت "87" يوم من الأبحار منذ مغادرتها جزيرة زنجبار في "11"فبراير "1840".

وكان يوم مشهودًا فلم يشاهد الأمريكان قبل ذلك عرب الجزيرة العربية وقد كان في مقدمة المستقبلين نائب الرئيس الأمريكي وعدد كبير من المسؤولين وقد كتبت عنهم الصحف ونشرت الخبر، فالسفينة سلطانة كانت تحمل على متنها مجموعة من الهديا الثمينة و القيمة للرئيس الأمريكي"مارتن فان بورين" عبارة عن جواهر منها لؤلؤتان كبيرتان على شكل كمثرة وعقد لؤلؤ و "120" قطعة من المأس ذات وزن"18" قيراطا وسيف مطعم بالذهب وبعض الشالات الكشميرية و من ارقي السجاد الفارسي ومجموعة من العطور الزيتية الطبيعية وكذلك جوادين عربيين أصلين للتناسل،وهناك ايضا بضائع و سلع اخرى من التمور والبن والتوابل والسجاد الفارسي بغرض بيعها بالأسواق الأمريكية وقد بيعت بمبلغ وقدره "26975" $ وبالمقابل تم شراء سلع من الأسوق الأمريكية.

كانت مهمة السفير أحمد بن النعمان مقصورة على تسليم رسالة رسمية من السيد سعيد بن سلطان للرئيس الأمريكي وتسليمه الهدايا التى شكلت مشكلة لدى المجالس النيابية الأمريكية.، والذي قرر بعد التداول والمناقشات بأستلام الهدايا وبيعها و العائد يودع بخزانة الدولة.

و في المقابل أهدى الرئيس الأمريكي مجموعة من الهدايا للسيد سعيد بن سلطان عبارة عن زورقا فخمًا مؤثث و مرآتين كبيرتين وشمعدان دقيق الصنع في غاية الأبداع مع مسدسات تدور ذاتيا ومتعددة الطلقات نقش عليها باللغة العربية "من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى سلطان مسقط و عمان" و احدى هذه القطع معروضة بالمتحف الوطني بمسقط وكذلك بنادق صيد متطورة، والأهم من ذلك رسالة معبرة تفيض بالثناء والعرفان للسيد سعيد بن سلطان ال سعيد سلطان مسقط و زنجبار من الرئيس الأمريكي.

غادرات السفينة سلطانة ميناء مدينة نيويورك عائدة إلى زنجبار بعدما قامت بمهمتها في توثيق العلاقات بين البلدين وتبادل النشاط التجاري و نشر المحبة والسلام بين شعوب العالم

 

.

--:--
--:--
استمع للراديو