الوصال - سعيد البوسعيدي

الكثيرون منا يستغلون شهر رمضان للعودة لكل ما هو جميل ومحبب ومبهج للنفس والروح، وتجد الكثيرين يعودون للالتزام بالصلاة وقراءة القرآن، ويعودون للرياضة وصلة الأرحام.  كثيرًا ما نفكر هل سيغفر لنا الله تقصيرنا وإهمالنا قبل رمضان وهل سوف نستمر على هذا بعد الشهر الفضيل! نفكر أحيانا هل سيتقبل أهلنا قربنا منهم في رمضان ونحن لا نعلم كيف سوف نكون بقربهم بعده!، الرياضة هل أنا على يقين بأني سوف استمر أم هي مجردة نزوة وتختفي!

جميعنا نخطئ ونواصل الخطأ إلى أن تصبح عادة ونعتقد بأن تغيرها أصبح من المستحيل، نحاول ونفشل بعدها نحاول وننجح فترة وبعدها نفشل، قد نصل لطريق ونعتقد بأن الطريق مسدود ولا مجال للتغير ونتوقف، ولكن يقال " ما ضعف بدن عما قويت عليه النية "، فالتغير يحتاج إيمانا داخليا وقوة عزيمة للتغير، لذلك نجد بأن شهر رمضان الفضيل هو فرصة للتسهيل للنية الصادقة، هو فرصة لتغير العادات السيئة للحسنة.

من أهم نصائح التغير الإيجابي هو القدوات الحسنة والتقرب ممن قد يساعدك في ذلك والبحث والتعرف على تجارب الأخرين وكيف استطاعوا التغلب على مثل الصعوبات التي تواجهك قد يسهل عليك الأمر ويختصر لك الكثير. لذلك ابحث عمن قد يكون قريبا منك وله تجربة مثلك واستفد من تجربته. بعدها ابدأ التغير على مراحل ولا تبدأ كل ما تريد تغيره في ضربة واحدة، فذلك قد يثقل عليك كاهلك وتصل لمرحلة سريعة من الإحباط والفشل، فحين تنتقل من عادة إلى أخرى سوف تجد أن نفسك بدأت تتقبل التغير وتتأقلم معه بسهولة ويسر.

نسمع الكثير من المتذمرين الذي يرسلون الرسائل السلبية لمثل هؤلاء الأشخاص الراغبين في التغير، يثبطون من عزيمتهم ويدفعونهم للتوقف، وقد يكونون من أهم الأسباب لعدم ثبات الشخص على التغير الإيجابي.  لما لا نكون نحن من نشجع هؤلاء الأشخاص على المواصلة، فالله غفور رحيم، وبرغم كل أخطائنا يغفر لنا. ونستمر بعدها في الخطأ ولكن تبقى أبواب المغفرة مفتوحة، فلندفعهم للمواصلة ونساندهم حتى لو عادوا للخطأ، فهنالك دائما أمل لنصبح أناسا أفضل مما نحن عليه اليوم.

--:--
--:--
استمع للراديو