انتقل أبو مسلم الرواحي إلى زنجبار مع والده سنة 1295هـ/ 1878م، فوجد هناك كوكبة من العلماء مثل: الشيخين العلامتين عبد الله بن علي بن محمد المنذري ومحمد بن سليمان بن سعيد المنذري، ووجد في زنجبار جواً علميا ساعده في القراءة والاطلاع على مختلف الكتب النفيسة في شتى العلوم. وعاد إلى عُمان سنة 1300هـ/ 1883م، وظل فيها حتى سنة 1305هـ/ 1887م، ثم عاد إلى زنجبار التي سكن فيها في حي مَلِينْدِي بالعاصمة، وكانت له رحلة وحيدة خارج عُمان وزنجبار لأداء فريضة الحج سنة 1306هـ/ 1889م. وصل أبو مسلم الرواحي زنجبار في عهد السلطان برغش بن سعيد (1287-1305هـ/ 1870-1888م)، ومكث فيها حتى وفاته في 2 صفر 1339هـ/ 15 أكتوبر 1920م، وبهذا يكون عاصر 8 سلاطين -جزء من عصر السلطان خليفة بن حارب- من سلاطين زنجبار. وأبرز الأحداث في سيرته الوظيفية:· تقلّد منصب القضاء في عهد السلطان حمد بن ثويني (1310-1314هـ/ 1893-1896م)، وكان مستشاراً للسلطان، وله فيه قصائد مدح. استمر عمل أبو مسلم في القضاء حتى عهد السلطان علي بن حمود.
أبو مسلم البهلاني في قائمة اليونسكو: أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" إدراج الشاعر العُماني ناصر بن سالم الرواحي الشهير بـ"أبي مسلم البهلاني"، ضمن الشخصيات المؤثرة عالمياً بمناسبة الذكرى المئوية الأولى على وفاته؛ حيث توفي عام 1920م وتم ذلك خلال انعقاد أعمال الدورة 40 للمؤتمر العام لليونسكو بمقر المنظمة بباريس بتاريخ 14 نوفمبر 2019م. وهو خامس شخصية عُمانية يتم ادراجها ضمن هذا البرنامج.
]]>
وُلد السلطان السيد تيمور بن فيصل في عام 1302هـ/ 1885م في مسقط، والدته السيدة علياء بنت ثويني بن سعيد بن سلطان. تربى السلطان تيمور في قصر والده وتحت رعايته، ونشأ نشأة السلاطين، فقد تلقى مراحل تعليمه الأولى في مدرسة مسجد الوكيل التي أسسها والده السلطان فيصل بن تركي، وكانت هذه المدرسة تدرس علوم القرآن الكريم والفقه واللغة العربية، فتتلمذ السلطان تيمور على يد الشاعر محمد بن شيخان السالمي، بعد ذلك أرسل إلى الهند لاستكمال دراسته في كلية مايو بمدينة أجمير بالهند. تزوج السلطان تيمور عدة زوجات من جنسيات مختلفة، منهن: السيدة فاطمة بنت علي بن سالم بن ثويني بن سعيد بن سلطان في عام 1321هـ/ 1904م (والدة السيد سعيد)، وسيدة يابانية تدعى كيوكو في عام 1936م (والدة السيدة بثينة). وسيدة تركية شركسية تُدعى كاملة أجرالي (والدة السيد طارق). وعموماً للسلطان تيمور خمسة أبناء، هم: سعيد وماجد وطارق وفهر وشبيب، وبنت واحدة هي السيدة بثينة.
دخل السلطان تيمور بن فيصل الحياة السياسية في سنٍ مبكرة، حيث كلّفه والده السلطان فيصل بن تركي في عام 1318هـ/ 1901م بمرافقة الحملة البريطانية إلى مناجم الفحم في صور، وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره. وفي عام 1902م توجّه السيد تيمور إلى الهند ممثلاً عن والده للمشاركة في احتفالات تتويج إدوارد السابع (1901-1910م) ملكاً للمملكة المتحدة وامبراطوراً للهند.
تولى السلطان تيمور الحكم في اليوم التالي لوفاة والده بتاريخ 5 ذي القعدة 1331هـ/ 5 أكتوبر 1913م. وكان يبلغ من العمر 27 عاماً. تولى السلطان تيمور بن فيصل الحكم في ظروف سياسية واقتصادية صعبة، وحاول القيام ببعض الإصلاحات الإدارية والمالية من أجل التغلب على تلك الأوضاع، ففي عام 1336هـ/ 1918م قام بإعادة تنظيم الإدارة المالية، وتنظيم إدارة الجمارك. كما شكّل السلطان تيمور أول مجلس وزراء في تاريخ عُمان في محرم 1339هـ/ أكتوبر 1920م برئاسة أخيه السيد نادر، وعضوية محمد بن أحمد الغشام البوسعيدي والي مطرح، مسؤولاً للمالية، وراشد بن عزيز الخصيبي قاضياً لمسقط، والزبير بن علي آل جمعة مسؤولاً للعدل، وذلك للإنابة عنه في إدارة شؤون البلاد أثناء وجوده خارجها. وفي صفر 1348هـ/ أغسطس 1929م عيّن السلطان تيمور ولده السيد سعيد رئيساً لمجلس وزراء عُمان.
تنازل السلطان تيمور بن فيصل عن الحكم لابنه السيد سعيد بن تيمور الذي تولى الحكم في رسمياً إلى 2 شوال 1350هـ/ 10 فبراير 1932م. وعاش السلطان تيمور بعد تنازله عن الحكم لنحو ثمانية وعشرين عاماً حياة هادئة تماماً، بعيداً عن السياسة وشؤون الحكم، وقضى أغلبها في الهند، وقليلاً منها في اليابان. وتوفى في 28 يناير 1965م في مدينة بومباي الهندية، حيث دفن في مقبرة ملحقة بإحدى مساجد المدينة. ويذكر الأديب عبد الله الطائي أن الكثير من أفراد الشعب أطلقوا عليه لقب: (السلطان المُحسن)؛ وذلك لاحترامه وتقديره لرجال العلم والأدب ورعايته للفقير والمحتاج.
]]>
تكمن أهمية هذه الموسوعة في أنها تقدم صورة حضارية متكاملة عن عُمان؛ إذ تتناول الانعكاسات الجغرافية والتاريخية المرتبطة بالأسماء، وتقدم لها أحياناً تأصيلاً لغوياً ولمحة أدبية، بل تورد أحيانا ما توافر من شواهد من القرآن أو الحديث أو الشعر للاسم ودلالته وما إذا كان قد أطلق قديما على أماكن أخرى في الجزيرة العربية، إلى جانب أنها تضم مجموعة من القوائم الإحصائية والرسومات البيانية لبعض موضوعات الموسوعة.
ومما يميز هذه الموسوعة فهرستها للأسماء؛ فإلى جانب الفهرسة الألفبائية للمدن والقرى يوجد مثلا فهرس مفصل بالأسماء المكررة مما يسهل دراسة هذه الظاهرة في عُمان، وأخرى عن المعالم الطبيعية كالجبال والأفلاج والعيون والأودية والسيوح والرمال والخيران والجزر.
استمدت (موسوعة أرض عُمان) مصادرها من الوثائق التي حصلت عليها من الجهات الرسمية ذات الاختصاص في السلطنة، ومن (موسوعة أودية عُمان) ومن كتاب (التجمعات السكانية بالسلطنة حسب نتائج تعداد 2003). وجاء في المقدمة أن العمل وضع نصب عينيه الجهود المبذولة في كتب معاجم البلدان القديمة والحديثة وفي المعاجم اللغوية. صدرت الموسوعة في عام 2005م عن مكتب مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي.
ونذكر ما ورد في هذه الموسوعة عن 4 ولايات/ مدن لها خصوصية في تاريخ الدولة البوسعيدية وهي:
أدم: الأَدَم بفتحتين جمع أديم، وقد يجمع على أدِمَة، وربما سمي وجه الأرض أديما. والأدَمة: باطن الجلد الذي يلي اللحم والبشرة ظاهرها. والأُدْمَة: السمرة والأدم من الناس الأسمر والأدم من الإبل الشديد البياض. والشائع في سبب تسمية أدم بهذا الاسم أنه مأخوذ من الأدمة، وهي التربة الخصبة، وكانت أدم سوقا من أسواق العرب في الجاهلية، وبها ولد الإمام أحمد بن سعيد جد أسرة آل سعيد التي تحكم عُمان، أو نسبة إلى أديم الأرض بمعنى وجه لأرض، وفي هذا دلالة على قدم البلد وعراقته. وقد أطلقت كلمة "أَدام" بفتح الهمزة على واد بتهامة وبئر بها، كما سمي أحد أودية مكة "أُدام" بضم الهمزة.
صحار: يقال، أصحر المكان: اتسع، وصار كالصحراء، والصَّحَر والصُّحْرة: غبرة في حمرة خفيفة إلى بياض قليل، ويقال، أبرز له الأمر صحارا أي جاهره به مجاهرة. فالصحار هو العلانية والوضوح. وسميت بهذا الاسم إما نسبة إلى صحار بن إرم بن سام بن نوح أخو طسم ورباب وجديس، أو لأنها واسعة كالصحراء، قال الشاعر:إذا ما حللتم في صحار فألْمِموا بمسجد بشار وجوزوا به قصدا
وقد تحدث كثير من الرحالة والمؤرخين عن صحار، فقال ياقوت: صحار مدينة طيبة الهواء، والخيرات والفواكه، ليس في تلك النواحي مثلها. وقال البشاري عنها: "ليس في بحر الصين بلد أجمل منها، أو عامر مثلها، أهلها أهل حسن وطيب وهو ذوو يسار وتجار، ولهم آبار عذبة وقناة حلوة وهم في سعة من كل شيء وهي دهليز الصين، وخزانة الشرق والعراق ومعونة اليمن" وقد نقل عنه ذلك ياقوت في معجمه.
الرُستاق: الرستاق جمع رساتيق، موضع فيه مزارع أو بيوت مجتمعة. وهي معربة عن الكلمة الفارسية رزداق، التي تحمل المعنى نفسه. وفي معجم الألفاظ الفارسية (لأدي شير) الرزداق والرستاق السواد والقرى تعريب روْستا. وسميت بذلك نسبة للبلدان المتقاربة بعضها إلى بعض. وقد أطلقت الرستاق كذلك على مدينة فارسية ناحية كرمان.
مسقط: على وزن (مفعل). ويطلق هذا الاسم على منطقة استراتيجية حصينة، تقع على لسان بحري جبلي، تلتقي عليه أمواج بحر العرب من جهة، وخليج عُمان من جهة أخرى، فهي ملتقى البحر العربي والمحيط الهندي، وموقعها مهم. وسميت مسقط إما لسقوط مكانها بين جبال عالية، أو لسقوط الأودية عليها من المنحدرات والمرتفعات الجبلية المحيطة بها. وليس لها إلا بوابة بحرية واحدة كانت مرسى للسفن. وتتميز هذه البوابة بأنها محصنة بجبلين عاليين يمتدان إلى عمق البحر كأنهما ضلعان، ويفصل بينهما خليج عميق جداً. وقد أقيمت على قمتي هذين الجبلين قلعتان كبيرتان لحراسة المدينة. وفي الماضي كانت تستخدم كلمة "مسكد" و "مسكت" للدلالة على مسقط في كثير من المصادر والمراجع. وقد تحدث عنها الرحالة والمؤرخون وذكرها ياقوت الحموي في معجمه المؤلف في القرن السابع الهجري، وفصل القول فيها –في القرن الثامن الهجري- صاحب الروض المعطار في خبر الأقطار فقال: إنها مدينة يمر عليها من أراد بلاد الهند والصين، وهي مرفأ للسفن بين جبلين ويستقي المسافر من آبار عذبة المياه هناك ويحمل منها الحجارة لرمي العدو إذا خرج عليه. وفي النهضة الحديثة شملت تسمية مسقط العاصمة العُمانية بجميع ضواحيها. وقد لعبت هذه المدينة دوراً بارزاً في التاريخ البحري والسياسي للمنطقة، منذ أن اتخذها البوسعيديون عاصمة للدولة العُمانية.
]]>
وفي تقديم السيد محمد بن أحمد بن سعود البوسعيدي لكتاب الطالع السعيد يقول: "قام الأخ الشيخ القاضي سيف بن حمود بن حامد البطاشي، ببحث متواصل، وجهد مستمر، مع ما يعاني من مرض حتى توصل إلى إخراج كتاب "الطالع السعيد نبذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد" وذلك مع قلة المراجع، لأن كتب التاريخ التي دونها أجدادنا أصيبت بعدة عوامل، ففقدنا أكثرها، والباقي لا يمكننا من عمل ما نحن نريده، من توسع في كتابة تاريخ رجل عظيم كالإمام أحمد بن سعيد لكن: "ما لا يُدرك كله ل يُترك كله"، فعسى من يأت بعدنا يُتمم ما قُمنا به، ونأمل أن يكون الشيخ سيف بن حمود قدوة، يقتدي به شبابنا في مواصلة البحث والتعلم منه، في المثابرة والجهد الكبير، الذي يبذله في التنقيب عن التاريخ، والله ولي التوفيق".
ونُعرِّف قليلاً بمؤلف كتاب الطالع السعيد، فهو الشيخ العلامة سيف بن حمود بن حامد بن حبيب البطاشي، ولد في الثالث والعشرين من رمضان عام 1347 هـ ببلدة (إحدى) من أعمال ولاية دما والطائيين، وهي بلدة أنجبت العديد من العلماء الكبار، تعلم البطاشي في مدرسة الإمام محمد بن عبد الله الخليلي، كما تعلم على يد علماء كبار آخرين منهم الشيخ خلفان بن جميل السيابي، والشيخ عبد الله بن عامر العزري، والشيخ إبراهيم بن سعيد العبري.مارس الشيخ سيف البطاشي العديد من الأعمال وتنقل بين عددٍ من المحطات الوظيفية كان يجمع بينها العلم والبحث والاطلاع، فاشتغل منذ عام 1960م في القضاء، فكان قاضيا على جعلان بني بو حسن، وضنك، وإبراء، وقريّات، والسيب، وبوشر، ودما والطائيين، ثم عيّن في عام 1981م بوزارة التراث القومي والثقافة لمدة ست سنوات لتصحيح المخطوطات ومراجعتها، وفي عام 1991م عمل بمكتبة السيّد محمد بن أحمد البوسعيدي مصححا وباحثا.يعد الشيخ سيف بن حمود البطاشي من العلماء غزيري الإنتاج العلمي، حيث ألَّف العديد من المؤلفات المهمة من بينها: إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عُمان، وهو مؤلف يتكون من ثلاثة أجزاء بذل المؤلف فيه جهدا كبيرا لتتبع سير العديد من العلماء العُمانيين في مختلف المجالات، وكتاب إرشاد السائل إلى معرفة الأوائل، وكتاب تاريخ المهلّب القائد وآل المهلّب، وكتاب دما ومآثرها التاريخية، وكتاب الطالع السعيد نبذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد الذي -كما أشرنا سابقاً- تناول بالتفصيل ومن خلال الرجوع إلى العديد من الوثائق النادرة سيرة الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية. وفي المجال الأدبي له كتاب إيقاظ الوسنان في شعر وترجمة الشيخ خلف بن سنان الذي يتناول سيرة وشعر أحد أشهر الشعراء والعلماء زمن الدولة اليعربية، والذي كان يضرب بمكتبته المثل في عدد الكتب التي ناهزت التسعة آلاف كما ورد في بعض أبيات الشاعر خلف بن سنان الغافري.توفي الشيخ سيف بن حمود البطاشي إثر مرضٍ عضال وهو على مشارف السبعين من عمره، وذلك في 23 رمضان 1420هـ/ 9 سبتمبر 1999م، وخلّف الشيخ سيف بن حمود البطاشي مكتبةً مهمة في بلدته “إحدى” من أعمال ولاية دما والطائيين تحتوي على حوالي (2600) كتاب، و(70) مخطوطة. ]]>
]]>
]]>
وبالعودة إلى مذكرات السيدة سالمة، فهي حافلة بالكثير من المعلومات التاريخية وليس من المبالغة القول بأن مذكراتها ما هي إلا تاريخ كُتب من شاهد عيان لفترة تاريخية مهمة من تاريخ عُمان وزنجبار وملحقاتها، فتذكر المترجمة د. سالمة صالح في مقدمتها: "... نتعرف فيها من خلال مذكراتها على امرأة ذكية وطموح لم تكتف بدور المرأة والأم وحسب وإنما حاولت أن تقتحم عالم السياسة والدبلوماسية وشغلتها شؤون ومشكلات وطنها زنجبار رغم إقامتها في ألمانيا".وتوضح السيدة سالمة في مقدمة مذكراتها المكتوبة في مايو 1886م، الهدف الرئيس من كتابة مذكراتها فهي كانت بمثابة وصية لأطفالها للتعرف على والدتهم وأصولها؛ لأنها اعتقدت أنها ستموت قبل أن يكبروا وتقص عليهم ما كتبت لهم، فتقول السيدة سالمة: "لم أكتب مذكراتي للنشر وإنما لأطفالي الذين أردت أن أترك لهم كوصية حبا أموميا صادقا. ولكنني قررت بعد أن حاول أكثر من شخص إقناعي أن أنشرها أخيرا". وبدأت السيدة سالمة كتابة المذكرات في عام 1875م ولم تضف لها سوى المقطع الأخير (العودة إلى الوطن ثانية بعد تسعة عشر عاما) بعد زيارتها لزنجبار في عام 1888م في عهد أخيها السلطان خليفة بن سعيد (1305-1307هـ/ 1888-1890م). ومن المهم الإشارة إلى أن السيدة سالمة كان لها رحلتا عودة إلى زنجبار وكان الهدف منهما الحصول على نصيبها من تركة والدها ونصيبها من تركة كل من مات من أسرتها. فالعودة الأولى كانت في عام 1885م في عهد أخيها السلطان برغش (1287-1305هـ/ 1870-1888م)، أما العودة الثانية كانت في عام 1888م في عهد أخيها السلطان خليفة (1305-1307هـ/ 1888-1890م). وقد تم نشر المذكرات في عام 1886م –كما سبق الإشارة إلى ذلك-.استطاعت السيدة سالمة في مذكراتها التأريخ لجوانب مختلفة من تاريخ الأسرة البوسعيدية وتقديم تجربتها ليس فقط الإنسانية وإنما كذلك علاقتها بالقوى الاستعمارية الألمان والإنجليز من خلال سعيها للحصول على حصتها من ميراث والدها ومن توفى من أهلها في زنجبار والتي من خلالها أماطت اللثام عن جوانب دقيقة من أطماع القوى الاستعمارية في تلك الفترة الزمنية. ومن الضروري الإشارة إلى أن أهم مصدرين تناولا تاريخ الأسرة البوسعيدية في زنجبار تحديداً هما: جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار لسعيد بن علي المغيري (ت: 1381هـ/ 1962م)، والبوسعيديون حكام زنجبار لعبد الله بن صالح الفارسي (ت: 1402هـ/ 1982م). وأغلب المعلومات التاريخية التي جاءت فيهما عن السيد سعيد وأسرته عموماً- مستقاة من كتاب السيدة سالمة: (مذكرات أميرة عربية). ويصرح الفارسي بذلك فيقول: "وهذا الكتاب -يقصد مذكرات السيدة سالمة- هو الكتاب الذي استخلصت منه الكثير مما ذكرته آنفاً عن أطفال السيد سعيد".]]>
]]>
يقع أمام بيت المتوني، على شاطئ البحر، مظلة (منظرة) واسعة ذات بناء دائري مفتوحة من جميع جوانبها، وكانت أرض المنظرة وسقفها ودرابزيناتها من الخشب الثمين اللماع، وكان يوضع فيها كراسي من الخيزران، ونُصِب منظارٌ في طرفها من جهة البحر. وكانت المنظرة المكان المفضل للسيد سعيد حيث كان يقصدها مرتين أو ثلاثاً في اليوم لتناول القهوة مع زوجته السيدة عزة بنت سيف وبعض زوجاته الأخريات والبالغين من أولاده، وكان بربض أمام المنظرة المركب السلطاني الخاص المسمى بالرحماني. وقد هُجر القصر بعد وفاة السيد سعيد وتهدم بناؤه، وقيل إن الذي ساعد على سرعة تهدمه ما أحدثه فيه السلطان برغش بن سعيد من حفريات بعد اعتلائه العرش بحثاً عن كنوز أبيه. وقد اتخذته الحكومة فيما بعد مخزناً لبعض حوائجها.
بيت الساحل: قصر بناه السيد سعيد بن سلطان ويقع في مدينة زنجبار. وتولى إدارة هذا البيت زوجته العراقية الملقبة بنجم الصباح، وبعد وفاتها انتقلت إدارة القصر إلى ابنتها السيدة الخولة الابنة الأثيرة للسلطان سعيد بن سلطان وهو ما تشير إليه السيدة سالمة ابنة السيد سعيد في مذكراتها "مذكرات أميرة عربية".
بيت الواتورو: بيت السيد ماجد، وتشير إليه السيدة سالمة في مذكراتها حيث أنها انتقلت للعيش فيه حتى وفاة أبيها السلطان سعيد في عام ١٨٥٦م، وتولي أخيها السلطان ماجد الحكم. حيث عادت إلى بيت الساحل لتعيش مع أختها خولة التي اشتركت السيدة سالمة معها في المحاولة الانقلابية التي قادها أخيها السيد برغش ضد أخيهما السلطان ماجد في عام 1858م، وعندما انكشفت المحاولة تم نفي السيد برغش إلى الهند، وغادرت السيدة سالمة المدينة لتسكن في الريف في مزرعتها في بوبوبو، وفي عام 1867م غادرت زنجبار إلى عدن باتجاه ألمانيا وتزوجت في عدن من التاجر الألماني هاينريش رويته.
تأخذنا السيدة سالمة إلى قلب الحياة العائلية وتفاصيلها الجميلة والمثيرة في قصور السيد سعيد بن سلطان، حيث ترسم لنا يوميات عائلة سلطان عُمان وزنجبار في بذخ العمارة العُمانية هناك. حيث تتحدث السيدة سالمة في مذكراتها عن قصري والدها السيد سعيد "بيت المتوني" و "بيت الساحل" بالإضافة إلي بيت أخيها السيد ماجد "بيت الواتورو". والبداية مع المتوني -حيث وُلدت السيدة سالمة- وهو القصر الذي بناه السيد سعيد في زنجبار (الريف). يقع القصر على البحر ويبعد عن مدينة زنجبار حوالي ثمانية كيلومترات وقد سُمي بهذا الاسم نسبة إلى نهر المتوني الصغير الذي "يخترق القصر بأكمله ويصب خلف أسواره مباشرة في ذراع البحر الرائع". ولكم أن تتخيلوا المشهد الجمالي لتلك الصورة. تصف السيدة سالمة تقسيمات القصر بغرفه -التي غاب عددها عن ذاكرتها- وحماماته الكثيرة المصطفة في أقصى الفناء، وفي الطرف الآخر يقع الحمام الفارسي، "كانت السلالم الكثيرة التي ليس ثمة ما يضاهيها في شدة الانحدار من خصائص بيت المتوني"، وتُقدِر عدد قاطني القصر بألف شخص. كما تصور السيدة سالمة الحركة الدؤوبة في القصر والتي تبدأ من الرابعة صباحاً حتى منتصف الليل. كما تذكر دروس ركوب الخيل التي يبدؤون في تلقيها من سن الخامسة ولمرتين يوميا صباحا ومساء، وبعد تمكنهم من هذه الدروس يتلقون هدية من والدهم، "للصبيان أن يختاروا بأنفسهم حصانا من الحظيرة"، أما الفتيات فيحصلن على "حمير مسقطية كبيرة ناصعة البياض".
مزرعة مارسيليا: يذكر المؤرخ العُماني المغيري في كتابه جهينة الأخبار أن مارسيليا مزرعة تحمل اسم مرسيليا وهو اسم لمدينة فرنسية، سماها السيد برغش بهذا الاسم تقديرا للفرنسيين بعد أن أهداه ملك فرنسا هدية ثمينة. يُنسب إليها الحرب التي وقعت بين السلطان ماجد وأخيه السيد برغش في عام 1859م لأنها المزرعة التي تحصن بها السيد برغش. يطلق عليها أيضا ثورة مرسيليا وبالسواحيلية حرب الماتشوي. أما السيدة سالمة فتذكر في مذكراتها أن مزرعة مرسيليا لأخيها السيد خالد، وسماها بهذا الاسم لحبه لفرنسا وكل ما هو فرنسي. قصر المرهوبي: قصر في جزيرة زنجبارة (جزيرة القرنفل) بشرق إفريقيا، كان يقع على أطراف المدينة على ساحلها الشمالي، بناه السلطان برغش بن سعيد، ولا يعرف تاريخ بنائه بالضبط إلا أن من المرجح أنه بني في السبعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، في أوائل حكم السيد برغش، وقد احترق القصر في عام ١٨٨٩م في عهد السلطان خليفة بن سعيد البوسعيدي. أحيط القصر بأشجار الأمبا (المانجو) المستوردة من الهند، وبني حوله سور من الحجر، وكان فيه ثلاث نافورات مستديرة واستراحة، وقد أوصلت المياه إليه بالأنابيب. ويشير الباحث الزنجباري شريف: "أن القصر كان مدهشا بدرجاته المبنية من الرخام الأسود والأبيض والتي تؤدي إلى شرفة كبيرة قائمة على أعمدة صخرية دائرية". كان القصر يحتوي في جانبه الجنوبي على عدة حمامات مقسمة إلى قسمين، قسم خاص بالسلطان يتألف من سبعة حمامات منفردة، وكان يفصل بين القسمين سور تتوسطه فتحة.قصر العجائب: يُعد قصر العجائب تحفة معمارية في زنجبار بشرق إفريقيا. بُني في عهد دولة البوسعيد في سلطنة زنجبار أثناء الحكم العُماني، حيث بناه السلطان السيد برغش بن سعيد البوسعيدي في عام 1883م. وكان من أهم القصور في شرق أفريقيا في القرن التاسع عشر الميلادي. وسُمي ببيت العجائب لأنه كان يعد من أعجب وأجمل التصاميم المعمارية في البناء بشرق أفريقيا في ذلك الوقت. بُني القصر على أعمدة حديدية ضخمة، وُزخرفت أروقته وأبوابه بالآيات القرآنية المكتوبة بماء الذهب. ويتكون القصر من طابقين ومنارة عالية محكمة الصنع. اتخذ سلاطين زنجبار قصر العجائب بعد السلطان برغش مكانا للسكنى ومقرا للحكم. تقوم حالياً وزارة التراث والسياحة العُمانية بترميمه. يصف المغيري قصر العجائب: "ومن أعماله الجليلة التي تدل على عظيم همته وقوة سلطانه بناء القصر الفاخر العجيب المعروف الآن ببيت العجائب، وهو من عجائب البناء بأفريقية الشرقية يومئذ. وقد بني هذا القصر على أعمدة ضخمة من الحديد، تدور به الرواشن (جمع روشن وهو الكوة) من جهاته الأربع، وزينه بكتابة القرآن العظيم بماء الذهب، تدور في كل طبقاته وفي أبوابه الفاخرة، ونوافذه، ويحتوي هذا القصر على طبقتين عاليتين، ومنارة عالية محكمة الصنع، وكان انتهاء بنائه سنة ١٣٠٢هـ".تجدر الإشارة إلى أن هذه القصور المعمارية كانت تأخذ اسم بيت وليس قصر ولهذا دلالة عميقة تستقرئ من التراث العُماني العميق المعبر عن البساطة والرقي المعماري ويتند إلى فلسفة وفكر ديني عميق، ونذكر بعض القصور العُمانية في الوقت الراهن: بيت البركة العامر في السيب، وبيت بهجة الأنظار في صحار.]]>
يصف لوريمر ردة فعل السيدة جوخة إزاء حبس أخيها: "ولم يكد يبحر حتى وصلت السيدة جوخة -شقيقة هلال- هذه الشديدة المراس، فاستولت على سويق وأشعلت التمرد بهدف إطلاق سراح أخيها". وينبغي التوقف قليلاً عند ما ذكره لوريمر فالسيدة جوخة لم تذهب إلى السويق بل كانت فيها على اعتبار أنها أخت الوالي ولم تشعل تمرداً بقدر ما هو موقف إزاء ما فعله ابن عمها السيد سعيد بأخيها هلال. وعموماً بعد هذا التطور المثير نتيجة حبس السيد هلال بن محمد، قام السلطان سعيد بن سلطان بإطلاق سراحه عند عودته إلى مسقط في مايو 1830م، وفي نهاية المطاف، انتهت تلك الأزمة التي كانت عنواناً من عناوين تأزم الوضع الداخلي في عُمان، والتي كشفت لنا دور أكثر من سيدة من سيدات عُمان في تلك الأزمة السياسية ذات الطابع العائلي. وهناك حادثة أخرى يظهر فيها دور السيدة جوخة وهي حادثة استيلاء السيد حمود بن عزان -والي صحار- على السويق في عام 1834م، حيث قامت السيدة جوخة بصد هذا الهجوم في غياب أخيها السيد هلال. كما يظهر موقف السيدة جوخة في عام 1861م، وهو العام الذي قُتل فيها أخيها السيد هلال، حيث برز موقف السيدة جوخة ودفاعها المستميت عن حصن السويق الذي تعرض للهجوم فطلبت المساعدة من ابن عمها السلطان ثويني. وعموماً لا تذكر المصادر التاريخية ماذا حلّ بالسيدة جوخة بعد خروجها من حصن السويق؛ لكن الروايات الشفوية التي يتناقلها كبار السن في الولاية تذكر توجهها إلى صحار. ونرصد بعض ما جاء في قصيدة يتناقلها كبار السن في ولاية السويق:وشكيت يا البيذامة درجت عليج أمورحسر الورق بركونه وحكمن خذوه بالزورصبري يا بنت محمد كاد الزمان يدورشروى يوسف واخوته نحنا نأدي نذور
]]>
تولى السيد هلال مدينة السويق وأصبح بمثابة الحاكم عليها، فينعته السالمي في كتاب تحفة الأعيان بصاحب السويق، وقد تولى هذا المنصب بعد وفاة والده السيد محمد الذي أدرك جزءًا من فترة حكم ابن أخيه السيد سعيد بن سلطان- فحتى عام 1823م كان على قيد الحياة-، فيذكر السالمي: "... وأما السويق فقد كانت في يد محمد بن الإمام ثم صارت في يد ولده هلال بن محمد"، فالسلطان السيد سعيد بن سلطان أقرَّ ابن عمه هلال بن محمد والياً على السويق خلفاً لوالده السيد محمد. توفي السيد هلال بن محمد في ربيع الأول 1278هـ/ سبتمبر 1861م في الحادثة التاريخية المعروفة باسم "حادثة البيذامة" في مكان يقال له الأرباع جنوب مركز ولاية السويق مباشرة.وعموما من الاستخلاصات المهمة التي نخرج بها من قراءة سيرة السيد هلال بن محمد أنه كان من الشخصيات المهمة التي اعتمد عليها السلطان سعيد بن سلطان فكان مستشاراً سياسياً وقائداً عسكرياً فذا لعب دورا مهما في تأمين الحدود الشمالية لعُمان من هجمات الوهابية وهو الذي تولى توقيع اتفاقية البريمي عام ١٨٥٣م مع السعوديين ممثلا للسلطان سعيد بن سلطان.]]>
]]>
]]>
]]>
هذا اللقب لم يرد سابقا في المصادر التاريخية العُمانية كلقب ذي صبغة رسمية، وإنما ورد كصفة عند المؤرخ العُماني سعيد بن علي المغيري (ت: 1381هـ/ 1962م) في كتابه جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار، حيث استخدم المغيري (السيدة الجليلة) كصفة نعت بها السيدة موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية، فذكر: "... ولكن النفوذ في الإدارة والأحكام وغير ذلك من شؤون الدولة في أثناء نيابة السيد بدر بن سيف المذكور كانت تصدر من السيدة فاخرة –يعني موزة- بنت الإمام أحمد، عمة السيد سعيد بن سلطان. وفيما يظهر أن هذه السيدة الجليلة كانت ذات اقتدار وسطوة ودهاء، ورثت هذه السجايا كلها مع البسالة والخصال التي أهّلتها لتلك الإدارة من أبيها الإمام أحمد بن سعيد".
أما كلمة "الجليلة" لغوياً، فجاءت في معج لسان العرب لابن منظور، جلل: الله الجليل سبحانه ذو الإجلال والإكرام، جلَّ جلال الله، وجلال الله: عظمته. والأنثى جليلة وجُلالة. وأورد الصفات المرتبطة بها، كمال الذات والصفات، وهي بذلك تعني المرأة عظيمة القدر الوقورة، ذات المكانة والهيبة.
وأول من تلقب بهذا اللقب بصفته الرسمية في تاريخ عُمان كلقب نسائي يشير إلى السيدة الأولى لعُمان في عهد السلطان قابوس بن سعيد هي السيدة الجليلة ميزون بنت أحمد بن علي المعشنية والدة السلطان قابوس –طيَّب الله ثراهم جميعاً--، التي يصفها العُمانيون بقلب عُمان النابض، ورمز التواضع والكرم والجود والعطاء، فقد أخذت من اسمها الكثير؛ فاسم ميزون في اللغة العربية يمكن إرجاعه إلى كلمتين: المُزْن وهي الغيم والسحاب، ومزون أيضاً هي اسم من أسماء عُمان. والكلمة الأخرى هي الميزان وتعني العدل. فاسم ميزون رمز للعطاء والخير والعدل. ومع النهضة المتجددة التي يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، يعود لقب (السيدة الجليلة) ليختزل ويجسد المكانة التي تبوأتها المرأة العُمانية في عهد أقدم أسرة عربية حاكمة هي أسرة البوسعيد، ممثلاً في شخص السيدة الجليلة عهد بنت عبد الله البوسعيدية حفظها الله ورعاها.
]]>
تميزت فترة حكم السلطان السيد سعيد بن سلطان بتنامي قوة الاقتصاد العُماني، المستند إلى تقدم وتطور التجارة العُمانية التي اعتمدت على أسطول تجاري ضخم (اعتبره الخبراء ثاني أكبر أسطول في المحيط الهندي في ذلك الوقت) تسانده قوة بحرية متميزة. فكانت قوة السيد سعيد البحرية في سنة 1840م تتألف من 3 فرقاطات (سفن حربية سريعة) و4 طرادات بالمدفعية المغطاة، وطرادين بمدفعية السطح، وسبع ناقلات جنود بها 6 إلى 12 مدفعا. عدا هذه السفن فإن السيد سعيد كان يملك عشرات السفن من البغال والبتيل مسلحة بمدفعين إلى 6 مدافع، ومن أسماء السفن: الرحماني، ليفربول، شاه علم، كارولين، فيكتوريا، الأماني، مونتي، فيض علم، سلطان، أرتيمز، انجلند، كيرلو، بسيشي، نصيري (الناصري)، غزال، تاج، فيستال، انتيلوب، شط الفرات.
تُوفى السلطان السيد سعيد بن سلطان في 19 صفر 1273هـ/ 19 أكتوبر 1856م، في طريق عودته من عُمان إلى زنجبار، على متن فرقاطته كوين فيكتوريا. وله من العمر 65 عاماً، واستمر حكمه لمدة 52 عاماً. يؤرخ ذلك ابن رزيق بقوله: "... وكانت وفاته لما انفصل عن بلدة مسقط إلى بلدة زنجبار، في مركبه المسمى فيكتوريا على بحر سيشل، فغسل وكفن وصلي عليه في المركب المذكور، ووضع في صندوق من خشب، وأخذ المركب المذكور في سيره ستة أيام من سيشل إلى زنجبار، ودفن في حديقة بيته الذي يسكنه بزنجبار ليلاً، وقعد ولداه ماجد وبرغش في التعزية للناس ثلاثة أيام".
تصف السيدة سالمة والدها السيد سعيد بن سلطان: "لم يكن المرحوم رئيساً محبوباً لعائلته فقط، بل كان أيضاً الأمير الأنقى ضميراً والأب الحقيقي لشعبه. وقد أظهر الحزن على وفاته مقدار حب الشعب له. رفعت على جميع البيوت أعلام سوداء، ورفع حتى أكثر الأكواخ فقرا راية صغيرة سوداء". وكتب رتشارد بيرتون بعد سنة من وفاته السيد سعيد واصفاً إياه: "فطين معقول، متدين جداً دون تعصب، ليّن الجانب ومهذب، مهيب الطلعة متميز السمات". وفي تأبين له كتب يقول: "الأول في الحرب، والأول في السلم، والأول في قلوب أهل بلده .. سلام على روحه".]]>
]]>
]]>
وعُرف عن السيد محمد قربه من العلماء وأهل الصلاح، وكان للشيخ الرئيس جاعد بن خميس الخروصي (ت: 1237هـ/ 1822م) رسالة إلى السيد محمد تتضمن الكثير من الأبعاد السياسية والاجتماعية، ولصلاحه أيضاً ينعت الشيخ القاضي ناصر بن منصور الفارسي السيد محمد بالسيد العادل والكريم الباذل. ومن الألقاب التي عرف بها السيد محمد: الزوبعة وهبوب الغبشة.
للسيد محمد أدوار مهمة في فترات مختلفة من مراحل انتقال السلطة في عُمان بعد وفاة والده الإمام أحمد. كما يظهر دوره في شرق أفريقيا في مرحلة مبكرة من عمره، حيث أرسله أخيه الإمام سعيد -الذي بويع بالإمامة بعد وفاة والده- إلى زنجبار وممباسا في عام 1198هـ/ 1783م لإخضاع المزاريع ولاة ممباسا، وقد نجح في مهمته بانتزاع اعتراف من المزاريع يقرون من خلاله بسلطة البوسعيد وهو ما يشير إليه كلاً من المغيري في جهينة الأخبار والفارسي في البوسعيديون حكام زنجبار. كما يشير المغيري إلى أن السيد محمد كان والياً على زنجبار من طرف السيد حمد بن سعيد الذي تنازل له والده الامام سعيد بالسلطة في عام 1199هـ/ 1784م بحسب ما يذكره المغيري.
ومن الأدوار التي وثقتها المصادر التاريخية للسيد محمد وقوفه إلى جانب أخيه السيد قيس بعد الانقسام الذي خلفه اغتيال أخيهما السيد سلطان في عام 1219هـ/ 1804م وتولي ابنه سعيد الحكم بوصاية عمته السيدة موزة وخاله الشيخ محمد بن ناصر الجبري. وبعد تحولات في الموقف السياسي بحسب ما اقتضته مجريات الأحداث التاريخية تحول السيد محمد إلى صف ابن أخيه السيد سعيد بن سلطان ومده بالعون السياسي والعسكري.
عموما كان السيد محمد على قيد الحياة في السنوات الأولى من حكم ابن أخيه السيد سعيد بن سلطان وشهد الانقسام الذي حدث في الأسرة في تلك الفترة الزمنية، وتحلى السيد محمد بنفوذ مهم ومؤثر في كلٍ من عُمان وشرق أفريقيا، ففي عُمان كان يقع تحت سلطته السويق باعتباره والياً عليها، وبهلا ونزوى والمنطقة الداخلية عموماً ممثلاً لسلطة أخيه السيد قيس، مما كان يمثل وزناً سياسياً وعسكرياً مهما. توفي السيد محمد في عهد ابن أخيه السلطان سعيد بن سلطان- فحتى عام 1823م كان على قيد الحياة-، فيشير العلامة نور الدين السالمي في كتاب تحفة الأعيان: "... وأما السويق فقد كانت في يد محمد بن الإمام ثم صارت في يد ولده هلال بن محمد".]]>
]]>
]]>
]]>
]]>
]]>
]]>
]]>
ومن قلعة الرستاق كمقر للحكم أدار الإمام أحمد بن سعيد دولته التي أرساها على قواعد متينة. وتمثل قلعة الرستاق فن الهندسة المعمارية العُماني في موقعها وأهميتها وتحصيناتها وتقسيماتها ومرافقها وجمال مظهرها.. وعلى امتداد حقب التاريخ، توسع بناء القلعة وملحقاتها. وتتكون حالياً من طابقين، بالإضافة إلى الطابق الأرضي، وتحتوي على مساكن ومخازن أسلحة وغرف استقبال وصباحات وجامع (البياضة) وآبار ومخازن ومرافق أخرى. عموماً، تُرجّح المصادر بناء القلعة قبل الإسلام من قبل الجلندانيين. والمبنى المهيب الحالي للقلعة بُني في عهد دولة اليعاربة (1034- 1156هـ/ 1624-1744م). توجد في القلعة 4 أبراج: البرج الأحمر، وبرج الريح وبرج الشياطين - بناهما الإمام سيف بن سلطان اليعربي الملقب بقيد الأرض (1104-1123هـ/1692-1711م) - والبرج الحديث - بناه الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي (1156-1198هـ/1744-1783م) - كانت قلعة الرستاق مقراً لحكم بعض أئمة اليعاربة والبوسعيد. وقامت وزارة التراث والثقافة (حاليا وزارة التراث والسياحة) بترميمها في عام 1986م. توفي الإمام أحمد بن سعيد في مقر حكمه قلعة الرستاق، يوم الاثنين 19 محرم 1198هـ/ 14 ديسمبر 1783م، ودفن جنوب الحصن في محلة بيت القرن، وبنى ابنه سعيد قبة على قبره، ويذكر ابن رزيق أن قبره كان مزار الكثير من الناس حتى عام 1291هـ/1874م.
]]>
]]>
]]>
]]>
الإخراج المرئي: أكرم الراشدي
١ظهراً كل إثنين وأربعاء
عبر Spotify و google podcasts
وعبر apple podcasts
#الأسهم_الأولى
يأتيكم برعاية
الهيئة العامة لسوق المال
@cmaoman
و
#بورصة_مسقط
@MSX_Oman
@madiha_alsulimani
@hamzaa.hs
@msx_oman
@cmaoma
استمع الى المزيد من برامج بودكاست الوصال: https://wisal.fm/budkast
إطلع على قنواتنا الاجتماعية: https://wisal.fm/social_bio
تواصل معنا: info@wisal.fm
أحمد الخروصي هو أكثر من تبرع بالدم في سلطنة عمان وأنقذ مئات البشر و غير القصة في العمل التطوعي في مجال التبرع بالدم
قصة عطاء لا حدود لها]]>
#الأسهم_الأولى مع الخبير المالي حمزة اللواتي | هل نستثمر في الذهب؟
???? كيف نستثمر في الذهب ؟
▫️ ما هي الطرق الصحيحة والآمنة للاستثمار الأمثل في الذهب ؟
يأتيكم البرنامج من #بورصة_مسقط
برعاية
@cmaoman @msx_oman @MCDC_Oman
???? موضوع الحلقة عن القرار الصادر من البنك المركزي حول شركات التمويل وتوسيع نشاطها التجاري.
#تداول #أسواق_المال #بورصة_عالمية
@MSX_Oman
@cmaoman
@MCDC_Oman
للحديث عن الأصول الإفتراضية في عمان وضيفه ماجد بن محمد الكيومي مدير دائرة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب هذا البرنامج يأتيكم برعاية
@cmaoman
@msx_oman
@mcdc_oman
]]>وادراج أسهم جديدة وكيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي في أسوال المال والتداولات عالميا ….
هذا البرنامج يأتيكم برعاية الهيئة العامة لسوق المال | بورصة مسقط | شركة مسقط للمقاصة
]]>وادراج أسهم جديدة وكيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي في أسوال المال والتداولات عالميا ….
هذا البرنامج يأتيكم برعاية الهيئة العامة لسوق المال | بورصة مسقط | شركة مسقط للمقاصة
]]>