الوصال - صدر عن دار لبان للنشر كتاب "أوراق طفلة" للكاتبة شريفة بنت سالم الرحبي، وهو الإصدار الأول لها، تهدي كتابها إلى أمها "تلك الروح النقية التي صمدت.. أيتها الحنونة التي كافحت، أنت التي ألهمت.. إليك أيتها الروح التي غادرتنا، لتعانق السماء.."

ويتضمن الإصدار مجموعة من النصوص ذات الصبغة القصصية التي تسرد ذكريات الطفولة في قريتها سرور، وعلاقتها بالأمكنة واليوميات الحاضرة في حارتها القديمة، بما حفّها من تجارب بسيطة، ولكنها عميقة، كونها تستدعي مرحلة عمرية متعلقة بطفلة كان لها أحلامها، ولكن أخذتها الحياة بصعوبتها في محطات عدة، وتنظر إليها اليوم بعين المتذكر المحب لتلك المرحلة.
وتبدأ الكاتبة أولى النصوص بالإشارة إلى أمها "امرأة.. بألف رجل"، مؤكدة بأنه "يبقى الأمل" وإن بدا كــــ"حلم بائد"، لكن كل ما يحدث هو "درس خفي في الحياة" تنناوله في تلك "القهوة الصباحية" ويمضي بعبق "الأسطورة" فهناك دوما "العبور من ثقب الباب" وتنتهي بجماليات "مرسوم
ة في المخيلة".
وفي الغلاف الأخير يكتب الروائي محمد بن سيف الرحبي عن المجموعة فيقول: "تعود شريفة إلى حارة الشويرة وفي كفها حناء العيد، وفي أذنيها زقزقة العصافير على الغافة التي تكاد تمد قرموصها على سطح الغرفة الطينية، فتأخذ منه شريفة "ياس" حكاياتها، وهي تتأمل طفولتها المترددة بين ساقية فلج " الحيلي" وأشجار المانجو، تهديها كل صباح "أمباة" بلون الذهب، وعبق الزعفران"، مضيفا أن شريفة "الأم" تمضي بروح "الطفلة" ليستقيم عود الحكاية، تتحسس رأسها كأنها عادت للتّو تحمل الأواني مغسولة من ماء الفلج، أو تتخيل نفسها "هايدي" تجوب سيوح سرور ترعى أغنامها".
ويضيف الكاتب محمد الرحبي: "تستعيد أمها وهي تناضل لأجل أيتامها، وتكتب قصصها بدمع الشوق للوجوه التي غادرت.. والأمكنة التي لم تعد هي ذاتها تلك الأمكنة ساكنة الروح".

--:--
--:--
استمع للراديو