دار الأوبرا السُّلطانيّة مسقط تحتفي بآلة الأرغن في حفل موسيقيّ غدًا
![](https://ik.imagekit.io/d3nlekvyf/wisalfm/media/article/17115/header_image.png?format=auto&ar=16-9&fit=crop&tr=ar-16-9%2Cw-1000&v=120225032237)
الوصال - تنظم دار الأوبرا السلطانية مسقط غدًا حفلًا موسيقيًّا احتفاءً بآلة الأرغن، يتضمن برنامجًا مليئًا بالمعزوفات الموسيقيّة الآسرة يقدّمها كلاوديو أسترونيو، وجيانلوكا مارسيانو، وجوقة بيكولي كانتوري دي تورينو للأطفال.
تعدُّ "آلة الأرغن" في دار الأوبرا السُّلطانية مسقط واحدة من أكبر آلات الأرغن الأنبوبي في الشرق الأوسط، وتضمّ أكثر من 4000 أنبوب صُنع على يد شركة كلايس أورغلبو الألمانية الشهيرة، ليمثل تحفة هندسية وتصميمية.
ويكمل وجود "آلة الأرغن" داخل دار الأوبرا بشكل مثالي الهندسة المعمارية المذهلة للمكان، مما يجعله ليس مجرد آلة موسيقية، بل سمة مميّزة للمساحة.
وما يميز الأرغن الأنبوبي أنه نطاق الصوت المذهل والهمسات الأثيرية الناعمة إلى النغمات القوية الرنّانة التي تضيف عمقًا فريدًا إلى أيّ أداء.
ويسمح الحجم الهائل للآلة بإيجاد جوٍّ ديناميكي وعميق ، سواء كان ذلك في سياق الموسيقى الكلاسيكية، أو الأوبرا، أو المؤلفات المعاصرة.
وفي هذا الحفل، سيتم عرض آلة الأرغن بكلّ فخامتها، حيث يؤدي عازف الأرغن كلاوديو أسترونيو مقطوعات تُظهر قدراته الرائعة.
وعلى مرّ السنين، اجتذبت آلة الأرغن الأنبوبي في دار الأوبرا السُّلطانية مسقط بعضًا من أشهر عازفي الأرغن في العالم من بينهم أوليفييه لاتري، عازف الأرغن الفرنسي والعازف الفخري في كاتدرائية نوتردام في باريس، الذي عزف عليه في عام 2014، وديفيد بريجز، عازف الأرغن البريطاني الشهير المعروف بتقنياته البارعة، الذي قدم عرضًا في عام 2013.
ومن بين عازفي الأرغن المشهورين الآخرين جيامباولو دي روزا (2016) وهانسيورغ ألبريشت (2017)، اللذين ساهمت عروضهما جميعًا في شهرة دار الأوبرا باعتبارها مكانًا رئيسًا لموسيقى الأرغن ذات المستوى العالمي.
وصممت آلة الأرغن في دار الأوبرا السُّلطانية مسقط بمرونة كبيرة، حيث يمكن تحريكه على نظام هيدروليكي يسمح بتعديل مساحة الأداء حسب حجم المجموعة أو نوع الحدث.
وتضمن هذه الميزة المبتكرة إمكانية التحكّم بالأرغن للحصول على صوتيات مثالية في مجموعة متنوعة من الإعدادات، مما يجعلها أداة متعدّدة الاستخدامات بشكل لا يصدق ويمكنها التكيّف مع كلّ من الأعمال الأوركسترالية الكبيرة والعروض الأكثر تشويقية.
ويقدّم برنامج الحفل الموسيقي مجموعة متنوّعة من الأعمال الكورالية والأوركسترالية، كما ستقوم جوقة بيكولي كانتوري دي تورينو للأطفال، بقيادة إليسا دال كورسو، بأداء مقطوعات تتراوح بين مقطوعة (أشعر بالجمال) المبهجة من (قصة الجانب الغربي) إلى مقطوعة (صوت البحر) لفرانشيسكو كوريا.
وسيعزّز من الأداء جوقة تشلتنهام مسقط وجوقة داون هاوس مسقط، اللتان ستضيفان عمقًا إلى العزف الموسيقي، وستضفي أصواتهما المشتركة حيوية فريدة على مقطوعات هنري بورسيل، وجوزيبي فيردي، وجاك أوفنباخ، بما في ذلك مقطوعة باركارول الشهيرة من فرقة كونتيس دوفمان، ومع ذلك، فإن آلة الأرغن هي التي تحتل مركز الصدارة في الجزء الثاني من الحفل.
ويقدّم أسترونيو مجموعة متنوعة من معزوفات على الأرغن على امتداد قرون، بدءًا من الأناقة الباروكية في أعمال نيكولاوس برونز وحتى الحيوية الحديثة في الأداء السريع لفيليب جلاس.
ومن أبرز ما في الأمسية كونشيرتو الأرغن لهاندل في (جي مينور)، وهي مقطوعة تعرض بشكل مثالي قوّة الأرغن وجماله، كما سيُظهر أداء أسترونيو المنفرد لأغنية (جنون راش) تنوّع الأرغن، والانتقال من النغمات الرقيقة والأثيرية إلى الأصوات العالية والرنانة.
ويأتي هذا الحفل لمدّ جسور التواصل والتبادل الثقافي، من خلال تقديم أعمال تمزج بين الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية والمقطوعات الحديثة وحتى موسيقى الأفلام، مثل (انظر في طريقك) من الجوقات و (إيتنيمن فيولي) لفرود فجيلهايم وكريستوف بيك.
ويعكس هذا الاندماج بين الأنواع الموسيقية التزام دار الأوبرا السُّلطانية مسقط بتعزيز الحوار العالمي من خلال الموسيقى.