واحد من أبرز الأعمال التي تحتفي بروح الشرق وأجوائه الآسرة، وقد زاد من روعته تصميم الرقصات الفريدة والإيقاعات الاستثنائية والألحان العجيبة، إلى جانب المشاهد البصرية الخلابة والأزياء التي تُعد تحفًا فنية

الوصال - كما اعتاد في كلّ عرض من عروض الموسم الحالي، أمضى جمهور دار الأوبرا السلطانية مسقط ليلة ممتعة مع أحداث باليه (ألف ليلة وليلة) لفكرت أميروف" الذي قدّمه مسرح "بريمورسكي" في فلاديفوستوك التابع لمسرح المارينسكي الروسي وذلك يومي الخميس والجمعة الموافقين 6، و7 فبراير الجاري، وهو أول باليه لهذا الموسم وأحد أرقى العروض، وأكثرها شهرة على مستوى العالم. كونه واحدا من أبرز الأعمال التي تحتفي بروح الشرق وأجوائه الآسرة، وحكاياته المدهشة، وقد زاد من روعته تصميم الرقصات الفريدة والإيقاعات الاستثنائية والألحان العجيبة، إلى جانب المشاهد البصرية الخلابة والأزياء التي تُعد تحفًا فنية.

وقد مزج الموسيقار الأذربيجاني الشهير المولود في 1922 والمتوفى 1984م، فكرت أميروف، مزج الألحان الشرقية بالموسيقى الكلاسيكية الغربية بأسلوب متفرد، ليخلق عملاً يجسد روح الشرق في قالب عالمي. هذه الروح تجلّت لأميروف خلال رحلاته في العالم العربي والهند وبلاد فارس، فتأثّر بالإيقاعات والأساليب الموسيقية المختلفة، وحرص على دمجها في هذا العمل الفريد وقام بتوظيف آلات تقليدية مثل التار، إلى جانب مجموعة أخرى من آلات الإيقاع.

 وعلى مدى ساعة ونصف تابع الجمهور العرض المدهش الذي استلهم أحداثه من حكايات (ألف ليلة وليلة) حيث الملك شهريار يستمع كل ليلة إلى حكاية جديدة من حكايات (شهرزاد) التي روت له حكايات شهيرة مثل: (السندباد البحري) و(علاء الدين والمصباح السحري)، و(علي بابا والأربعين حرامي) على أنغام موسيقى مستوحاة من الشرق الأوسط، وفي نهاية العرض يعرف شهريار أن القوة الحقيقية تكمن في التسامح لا في الانتقام، لذا يعلن عن حبه لشهرزاد، مؤكّدا انتصار الحب على الكراهية، فيعمّ الفرح في قصر الملك.

ورغم أن العرض سبق له ان قُدّم في الحادي عشر من يناير 1979 على مسرح الأوبرا والباليه الأكاديمي الوطني في باكو عاصمة أذربيجان، فحقق نجاحا كبيرا حتى وصفه نقاد الفن بأنه تجسيد حقيقي للحكايات القديمة، الشهيرة، إلّا أنه قدّم برؤية اخراجية جديدة جعلت الجمهور مشدودا إلى خشبة المسرح، مبهورا بروعة الأداء الجسدي

خصوصا لمؤدية الباليه "آنا ساموستريلوفا"، التي أدت شخصية (شهرزاد)، بالتناوب مع "إيرينا سابوجنيكوفا"، فيما إدّى "سيرجي أومانيتس" شخصية (شهريار) بالتناوب مع "فيكتور موليجين"، وقد تضافر الأداء الجسدي والصوتي لتقديم أحد أبرز أعمال الباليه المستوحاة من التراث الشرقي الغني بسردياته المدهشة، وموسيقاه الآسرة.

--:--
--:--
استمع للراديو