توماس هامبسون يحيي أمسية رائعة بدار الأوبرا السلطانية مسقط
أقيمت ضمن مبادرة المواهب الصاعدة بمشاركة أوركسترا مسقط الفيلهارمونية السلطانية وفريق الإنشاد الأوبرالي العماني بقيادة لبنان بعلبكي
الوصال - استضافت دار الأوبرا السلطانية مسقط الباريتون الشهير توماس هامبسون، مغني الأوبرا العالمي وسفير الأغنية حيث قدم أمسية رائعة في الأوبرا السلطانيّة: دار الفنون الموسيقيّة، مساء الأحد الماضي، وقد تفاعل الجمهور مع فقرات هذه الأمسية التي قدّم خلالها هامبسون مجموعة من أجمل أغانيه بمشاركة أوركسترا مسقط الفيلهارمونية السلطانية وفريق الإنشاد الأوبرالي العماني بقيادة لبنان بعلبكي، وقد أقيمت هذه الأمسية ضمن مبادرة المواهب الصاعدة التي تندرج ضمن البرامج التعليمية والمجتمعية المتنوعة التي أعدّتها دار الأوبرا السلطانية مسقط في شهر فبراير بهدف إلهام وتثقيف المجتمع وتنمية شغفه بالفنون والموسيقى.
كما وسبق أمسية الحفل، قيام هامبسون بتدريب ثمانية مغنيين أوبرا صاعدين (ماستركلاس) منهم مغنيين عمانيين اثنين وتوج التدريب بحفل خاص مساء يوم السبت الماضي في الأوبرا جالاريا، حيث لاقت الفعالية استحسانا وتفاعلاً كبيراً من الجمهور.
وتضمن البرنامج عدة فقرات أبرزها: (عُمان الريادة) للشاعر حمود العيسري وألحان السيد خالد البوسعيدي و(بلادي عُمان) وهي من كلمات: عبدالرحيم البداعي وألحان: عبدالحميد الكيومي ومن الموسيقى العالمية قدّم لموتسارت (١٧٥٦م - ١٧٩١م) مقاطع من أوبرا (هكذا يفعلن جميعا)، و(زواج فيجارو)، ومن مؤلفات الموسيقار جوزيبي فيردي (۱۸۱۳م - ۱۹۰۱م) اختار مقاطع من أوبرا (الترافاتوري) وأوبرا (دون كارلوس) وأوبرا (ماكبث) إلى جانب مقطوعات لجورج بيزيه وبدريخ سميتانا وجول ماسينيه ومن ألحان عبدالرحيم الحجيلي قدم ابن زهر الحفيد
ويعدّ الباريتون الأمريكي توماس هامبسون أحد أشد الموسيقيين ابتكارًا وتنوعاً في عصرنا، حيث حصل بفضل مهارته الفريدة وقيادته الثقافية على جوائز دولية لا حصر لها، حيث وقف على مسارح أعظم دور الأوبرا في العالم منها: أوبرا متروبوليتان، وأوبرا باريس الوطنية، ودار الأوبرا في زيورخ، ودار الأوبرا الوطنية في بافاريا، ومسرح ريال مدريد ومسرح لا سكالا، ودار الأوبرا الوطنية في فيينا، وأوبرا سان فرانسيسكو، وأوبرا ليريك في شيكاجو، ودار الأوبرا الملكية وأوبرا كولون، وغيرها.
واشتهر توماس هامبسون بلقب سفير الأغنية، فهو مشجع دؤوب لفن الغناء، حيث أصبح شخصية محببة لقلوب الجماهير بمختلف مسارح العالم بفضل قدرته على التواصل مع الجماهير من خلال ارتباطه العميق بالأغنية، وقد تألق هامبسون بمجموعة غنائية واسعة من الأساليب واللغات والفترات مع أكثر من ٨٠ دور أوبرالي في ذخيرته الفنية التي تمتد من كياسة روسيني إلى أعماق فيردي الدرامية، والابتكارات الحديثة للروائع العصرية، وتتضمن أعمال توماس هامبسون التسجيلية أكثر من ١٧٠ ألبوما حازت على عدة ترشيحات وفوز بجائزة جرامي وخمس جوائز اديسون والجائزة الكبرى للتسجيلات.
وازدانت الأمسية جمالا بمشاركة الفنان لبنان بعلبكي الذي قاد الفرقة الموسيقية، وهو أصغر قائد موسيقي دائم بالأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية. نشأ بلبنان في عائلة فنية من الرسامين والموسيقيين وانغمس في بيئة إبداعية عزّزت شغفه بالموسيقى منذ الصغر. وقد كرّس بعلبكي أعماله للتنمية الثقافية في لبنان، ويتعاون بانتظام مع المهرجانات اللبنانية البارزة، مثل: مهرجان بعلبك الدولي، ومهرجان جبيل الدولي. يتجلى دعمه لمحو الأمية الموسيقية والتقدم الاجتماعي في مشاريعه المبتكرة، مثل: «الأوركسترا السينمائية وهي تجربة موسيقية سينمائية ابتكرها في عام ٢٠١٧م.
وتختصّ أوركسترا مسقط الفيلهارمونية السلطانية وفريق الإنشاد الأوبرالي العُماني في الموسيقى الكلاسيكية الغربية والأغنية العربية التقليدية والموسيقى العالمية، وتسعى كلتا الفرقتين لإشراك الجماهير بالموسيقى الكلاسيكية الغربية، فيما تحافظ على صلتها بجذورها العُمانية وتراثها الحضاري، ومنذ ظهور الفرقتين العلني لأول مرة في دار الأوبرا السلطانية مسقط في عام ٢٠٢١م، شاركت الأوركسترا الفيلهارمونية وفريق الإنشاد الأوبرالي في مختلف القاعات في مسقط وفي أرجاء عمان، يتمتّع فريق الإنشاد الأوبرالي بعلاقة وثيقة مع دار الأوبرا السلطانية مسقط ومع العديد من المطربين الذين شاركوا كمغني الكورال في إنتاجات، مثل الناي السحري، وريجوليتو ولا ترافياتا، وقد تأسّست كلتا الفرقتين بتوجيهات من السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وبهذه الأمسية تواصل دار الأوبرا السلطانية برامجها لتقديم كل ماهو جميل وممتع للجمهور في موسم حافل بالبرامج الرائعة.