المسكري: أكثر من 20 سفينة من أسطول الصمود توقفت قبيل الإبحار لأسباب فنية وأمنية
منتدى الوصال

الوصال - تحدّث الدكتور سعيد بن سيف المسكري في برنامج منتدى الوصال عن تفاصيل مشاركته في "أسطول الصمود"، الذي يهدف إلى كسر الحصار عن غزة، موضحًا أن التجربة لم تكن مجرّد رحلة بحرية، بل موقف إنساني ومبادرة تعبّر عن وجدان الشعوب الحرة تجاه ما يجري في فلسطين.
بداية الفكرة..
واستعرض الدكتور سعيد بداية علاقته بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن ارتباطه بغزة قديم ومتجذر، وأن فكرة الانضمام إلى الأسطول جاءت بعد دعوة من صديق أبلغه بوجود مبادرة خليجية للمشاركة في القافلة. قال: «كنت أشعر دائمًا بالنقص.. أريد أن أقدّم شيئًا أكثر من مجرد الكلمة أو التبرع، كنت أشعر أن هذه معركتي وأن أطفال غزة هم أطفالي».
وبيّن أنه خضع لعملية ترشيح دقيقة شملت تقييم الخبرات والمجالات، فوقع الاختيار عليه لدوره الإعلامي، مؤكدًا أن الإعلان عن قبوله جاء أثناء وجوده في بيروت، وأنه لم يتردد في السفر إلى تونس رغم إدراكه للمخاطر الكبيرة، خاصة وأن التجربة قد تكون – كما وصفها – «رحلة باتجاه واحد».
من تونس إلى البحر..
وأوضح أن الخطة كانت تقضي بالإبحار من تونس في الرابع من سبتمبر بعد أيام من التدريبات المكثفة التي شملت الجوانب الأمنية والنفسية والإعلامية والقانونية. وتحدث عن أهمية التدريب النفسي في إعداد المشاركين لاحتمال المواجهة مع جنود الاحتلال، قائلاً: «استراتيجيتنا كانت اللاعنف.. قوتنا في ضعفنا، وواجبنا أن لا نمنحهم مبررًا للاعتداء». وأضاف أن المشاركين مثّلوا 44 جنسية من مختلف القارات، من العرب والأفارقة والآسيويين والأوروبيين وحتى بعض اليهود المناهضين للاحتلال، مما عزّز الطابع الإنساني والأممي للحملة.
لماذا لم يُبحر؟
وأشار الدكتور المسكري إلى أن القارب الذي كان مخصصًا له لم يكن صالحًا للإبحار لأسباب فنية، مما جعله ضمن الذين بقوا في تونس، فيما واصل آخرون الرحلة، من بينهم الدكتورة أمامة اللواتية وجمال الرئيسي وسالم قطن من سلطنة عمان. وأوضح أن الأولوية في توزيع المقاعد كانت للأطباء والبحّارة وأصحاب الخبرات الفنية والإعلاميين المؤثرين.
لماذا الذهاب؟ .. جدوى المشاركة
وردًّا على من تساءل عن جدوى المشاركة في أسطول الصمود، أوضح أن هذه المبادرات تؤكد أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية عالمية، قائلاً: «الرسالة كانت أن الفلسطيني ليس وحيدًا، وأن التضحية واجب، لأن الأمة لا تنتصر إلا إذا آمنت بمعنى التضحية».
وأضاف أن المشاركة العمانية والخليجية تعكس التزام الإنسان العربي والإسلامي بالقيم الإنسانية، موضحًا أن الأصوات المنتقدة تُعد فرصة لتوضيح الموقف وتأكيد أن ما يجري في غزة «ليس صراعًا إقليميًا بل صراعًا بين الخير والشر».
التضامن الأممي
وبيّن الدكتور المسكري أن ما شهده خلال مشاركته كان لافتًا، إذ قال: «أغرب ما رأيته أن الأوروبيين أنفسهم أكدوا أن من يرفض المقاومة لا مكان له على القارب، لأنهم يؤمنون أن المقاومة حق مشروع». وأكد أن تعدد الجنسيات المشاركة جسّد مفهوم الأممية في مواجهة العدوان، وأن تغطيات الإعلام الغربي جاءت نتيجة ضغط الرأي العام ووسائل التواصل الاجتماعي، وليس من مبادرة ذاتية من المؤسسات الإعلامية الكبرى.
عمان في المشهد
وتحدث الدكتور سعيد عن التفاعل الشعبي والإعلامي في سلطنة عمان، مؤكدًا أن التوافق بين الموقفين الرسمي والشعبي منح المشاركين طمأنينة وثقة، قائلاً: «نشكر الله على أننا في بلد يمكننا أن نعبّر فيه بحرية عن دعمنا لفلسطين دون خوف أو تضييق».
وكشف أنه لم يُبلِغ والده السفير السابق سيف بن هاشم المسكري بقراره المشاركة، مفضّلًا أن يتوكل على الله ويواجه التبعات لاحقًا، موضحًا أن زوجته «تحية» كانت الداعمة الأولى له، إذ شجعته وقالت له ببساطة: «توكل على الله».
الأبعاد الإنسانية والإعلامية
وأوضح المسكري أن أسطول الصمود نجح في رفع الوعي العالمي بجريمة الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في غزة، مشيرًا إلى أن تحركات الأسطول كانت سببًا في اندلاع مظاهرات ضخمة في أوروبا، خصوصًا في إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا. وأكد أن القافلة أثبتت أن الحراك الشعبي ما زال قادرًا على تحريك الرأي العام العالمي.
تمويل شعبي خالص
وأوضح أن الأسطول هو نتاج تبرعات فردية وجهود تطوعية من ائتلافات في تركيا وماليزيا والمغرب والخليج، دون أي دعم حكومي أو مؤسسي، مؤكدًا أن «قوة هذا الحراك في كونه من الناس ولأجل الناس».
المرأة العُمانية في الصفوف الأولى
وعبّر عن فخره بمشاركة الدكتورة أمامة اللواتية، مؤكدًا أن وجودها يعكس «صورة المرأة العمانية الحرة التي تمثل أمتها بكرامة»، وأضاف: «كانت مصدر طمأنينة وثقة لنا جميعًا، وحين كنا نشعر بالخوف كانت تبعث فينا الإصرار».
رسالة ختامية
واختتم الدكتور سعيد المسكري حديثه بتوجيه رسالة إلى والدته التي كانت تدعو له بالشهادة في حرب تحرير فلسطين، قائلاً: «هذا الغرس هو الذي منحني الشجاعة.. وأقول لكل من يسمعني إن الحرب مستمرة والمبادرات مفتوحة.. من لم يشارك بالسلاح فليشارك بالكلمة أو بالدعم أو بالموقف».
لمتابعة الحلقة:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام: