الوصال - عن دار لبان للنشر صدر للعميد الركن (م) راشد بن حمود التمامي كتابه الجديد بعنوان "القوة الفطنة لمواجهة الاتحديات الأمنية الخارجية (بين التنظير وإدارة الصراع) أهداه "إلى أولئك الضباط الذين تشرّفت بالعمل بصحبتهم من 2014 حتى 2018".

 وأشار اللواء الركن (م) سالم بن مسلم قطن، آمر كلية الدفاع الوطني سابقا، في مقدمة الكتاب إلى تمكّن المؤلف " من تعريف الفطنة وعمق أهميتها لتصبح لوحدها استراتيجية قد يتوجب على الدول تبنّيها واستخدامها كاستراتيجية، خاصةً تلك الدول التي تتطلع للسلام والأمن والرخاء بإمكانياتها المتواضعة في جوانب القوة الصلبة، وهنا يفسر الكاتب أهمية القيادة إذ أنه عندما يتوفر للشعوب القيادة الفطنة الذكية الشجاعة يمكنها عند ذلك من أ نها ستتمكن من ابناء كيانٍ قويٍ متماسكٍ وفعال يستطيع مواجهة كافة الأخطار، لأنها ستتمكّن من اتخاذ القرارات الجريئة في الأزمات والمواقف الطارئة، مع الالتزام بكامل المبادئ القائمة عليها استراتيجية الدولة".

وأشار المؤلف إلى أنه استحدث نظرية ومصطلح القوة الفطنة "بقصد إيجاد أسلوب وطريق تمكن من صنع استراتيجية لمواجهة التحديات الأمنية الخارجية، تقوم على أساس بناء بيئة للمواجهة، وتحقيق المصالح الوطنية عن طريق استخدام أساليب فطنة، قوامها فكر أكاديمي وثقافة تمكن من تبني فلسفات ونظريات التحديث وعناصر آخرى ضمن حاضنة لصنع وبناء الاستراتيجية".

وأشار التمامي إلى الأساس الذي تشكّلت حوله فكرة ومصطلح القوة الفطنة فأوضح إلى أنها تأتي من خلال تساؤل طرحه، وهو: " كيــف يمكــن للدولــة الصغيــرة أو ذات القــدرات المحدودة – لأدوات القوة الذكية - مــن مواجهــة اختــلال التوازن في القوة الذي يميل لصالح الآخر؟ خاصة أن الجميع  يتبنــى ويمــارس القــوة الذكية فــي اســتراتيجيته الخارجيــة للدفــاع عــن مصالحــه الوطنيــة".

ويبدأ المؤلف بحديثه عن أهمية "تقييم مصادر القوة" باعتباره مكونا رئيسيا في السياسة الخارجية وفي نظرية العلاقات الدولية، مشيرا إلى مبادىء السلام لا تكفي للدول لضمان سلامة سيادتها، وكذلك التعويل على المواثيق الدولية حول الالتزام باحترام العلاقات الدولية، ولا الارتهان دوما إلى مبادء حسن الجوار، مشيرا إلى أساليب جديدة تتم لإفشال دول باستخدام أدوات الفوضى الخلاقة كمنصات التواصل الاجتماعي واستخدام الأدوات الثقافية والهوية الوطنية بين فئات الوطن الواحد، لتؤسس لفصل طائفي أو إثني ولتكون محركا شعبيا للأحداث.

وؤكد التمامي على أهمية القوة الفطنة والتي "تعمــل علــى تأســيس بيئــة حاضنــة تُعظــم مــن فهــم فلســفة الاســتراتيجيات وفلســفة السياســات، وذلــك للــدور الكبيــر لتلــك الفلســفات فــي صنــع الاســتراتيجيات وفــي ضرورتهــا للتفطـّـن لألاعيب الخصــوم وفنــون التَلَــوّن فــي السياســات الدوليــة"، ويأتي الكتاب كمحاولة لتقديم طرح جديد يتعلق بهذا المفهوم "من خلال الخوض فيما يعرف بالقوة الناعمة والقوة الصلبة ومفهوم القوة الذكية وكونها أدوات ومفاهيم تستطيع الدولة من خلالها رسم استراتيجياتها للتصدي للأخطار الخارجية".

ويعرّف العميد (م) راشد التمامي القوة "فــي مفهومهــا العســكري والأمني هي الأداة الأساسية للدولة لحماية سيادتها من الأخطار الخارجية وتحقيــق مصالحهــا" لذلك "تســعى الــدول وتُبــدي حرصــا واهتماما كبيرين لبناء قوتها وتحقيــق أهدافهــا الوطنيــة فــي المجتمــع والنظام الدولييــن لتكــون رقمًا مهمًــا فــي الأحداث" ولا يمكن ذلك، كما يوضّح المؤلف، إلا من خلال "مراجعة وتطويــر عقائدهــا الاســتراتيجية وأدواتهــا الوطنيــة لتضمن بقاءها رقما صعبا ضمــن القــوى الفاعلــة فــي محيطهــا الإقليمي والدولي، وبالتالي يصير امتلاك القوة وتبنّــي القــدرات المتميــزة وســيلة مثاليــة فــي تحديــد أدوار الدولــة فــي مجريــات الأحداث ومسار العلاقات الدولية، ولتحقيق أهدافها ومصالحها أبضا".

ويرى التمامي أنه لا يمكــن للقــوة الفَطِنــة أن تحقــق النتائــج المرجــوة "إذا كانــت القــوة الصلبــة متأخــرة، وتشــير إلــى وجــود فجــوة كبيــرة مقارنــة مــع موازيــن القــوة التــي يمتلكهــا الخصــم" كما أنه "مهمــا تــم إيجــاد أدوات وأســاليب للقــوة الفَطِنــة؛ فإنــه لا يجــب التوقــف عــن البحــث أو التوقــف عــن اســتحداث طــرق جديــدة فــي التفكيــر للمواجهة"، ويرى أنه "لا يجــب أن نتوقــف عــن بنــاء مصائدنــا الخاصــة بنــا" مشددا على أهمية "وجــود بنــاء مؤسســي أكاديمــي للدراســات والبحــوث الاســتراتيجية".

يذكر أن المؤلف تقاعد من الخدمة العسكرية عام 2018م، بعد مشوار طويل في أكثر من موقع، من بينها "ملحق عسكري" في السفارة العمانية بدولة قطر، وهو أول مدير عام للتعاون العسكرية وشئون الملحقين العسكريين في رئاسة أركان قوات السلطان المسلحة، ويعمل حاليا كمحام لدى المحكمة العليا، وباحث دكتورا في القانون، ومشتغل بالكتابة في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية"

--:--
--:--
استمع للراديو