الوصال- ترجل السيد هلال بن حمد السمار البوسعيدي الذي وافته المنية الأربعاء المنصرم ٢٧يناير ٢٠٢١ بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات في خدمة عمان أفنى عمره متنقلاً في مناصب شتى كان آخرها مستشاراً للدولة للشؤون العدلية حتى أواخر عام 2020، ولازم والده السيد حمد بن هلال بن حماد السمار البوسعيدي ـ رحمهما الله ـ الذي عاش هو أيضاً طوال حياته في خدمة الدولة حيث كان والياً في عدة ولايات منها جوادر عام 1941م، عندما كانت تابعة لعمان آنذاك، ولقد كان لذلك فضل كبير فيما اكتسبه السيد هلال من التعليم والتأهيل والخبرة حيث عني والده بتعليمه عناية خاصة فكان يقيم له المدرسين في الولايات التي وليّ عليها في حياته، وهكذا ارتبطت المرحلة الأول من حياته بالحياة العملية لوالده التي اتسمت بالأعباء والمسؤوليات والتنقل بين الولايات التي تولاها.

إذ ما عدنا بالذاكرة للوراء فإن المغفور له بإذن الله تعالى السيد هلال البوسعيدي ولد في ولاية صور بتاريخ 15/01/1927م عندما كان والده والياً بها في عهد السلطان تيمور بن فيصل ـ رحمه الله ـ وقد بدأ تعليمه في سن مبكرة جداً في ولاية الخابورة حين كان والده والياً بها عام 1932م وتابع تعليمه في مختلف الولايات التي ولّي عليها والده فيما بعد، ومن أشهر معلميه وأساتذته: فضيلة الشيخ سليمان بن حمد المعولي ـ رحمه الله ـ بولاية بركاء، وفضيلة الشيخ ناصر بن محمد الكندي ـ رحمه الله ـ بولاية بركاء، بالإضافة إلى فضيلة الشيخ أحمد بن شامس البطاشي ـ رحمه الله ـ بولاية المصنعة، وفضيلة الشيخ سيف بن حماد الخروصي ـ رحمه الله ـ بولاية المصنعة، ، والأستاذ عبدالله بن عمر الكندي ـ رحمه الله ـ بجوادر ، وقد تعلم على يد هؤلاء المشايخ وغيرهم القرآن الكريم واللغة العربية والنحو والصرف وأصول العبارات ومبادي الدين الحنيف وهي من العوامل الهامة التي ساعدت في تكوين شخصيته وتنوير ذهنيته وصقل قدرته، كما أن ملازمته لوالده، الذي كان مجلسه يعتبر مجلس علم وحكم، الأثر الكبير في تكوين مداركه وشخصيته، وكان لهذه الحياة الفضل في إكسابه أيضاً في سن مبكرة الاعتماد على النفس وتحمل المسؤوليات حيث كان والده يشركه في بعض الأعمال، ففي جوادر أسند إليه شؤون الجوازات.

الوظائف والمناصب التي تولاها

خدم السيد هلال بن حمد السمار عمان من خلال عددمن المهام والمناصب منذ سن مبكرة وحتى قبيل وفاته إذ كان كاتباً للوالي للشؤون السرية حين كان والده والياً على صور عام 1945م، كما عمل ـ رحمه الله ـ كاتباً للوالي في صحار حين كان والده والياً عليها عام 1946م، وأسند إليه أعمال إضافية ومسؤوليات أكبر، حيث كان ينوب عن والده في حين غيابه عن الولاية، وعين نائباً لوالي صحار بعد وفاة والده "1946م ـ 1948م"، وقام بأعمال الوالي طوال تلك الفترة حيث لم يتم تعيين والي لصحار خلالها، ثم نائباً لوالي بركاء "1948م ـ 1949"، ووالياً لولاية قريات "1949م ـ 1955م"، بعدها والياً لولايتي الخابورة والرستاق "1955م ـ 1958م"، ثم والياً لولاية نزوى "1958م ـ 1970م"، وبعدها عاد لصحار مرة أخرى والياً في الفترة "1971م ـ 1972م"، ثم والياً لولاية الرستاق "1972م ـ نهاية مارس 1973م.

بعد ذلك انتقلت حياته العملية في خدمة الوطن إلى مرحلة أخرى ذات مسؤوليات أكبر حين شرفه جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ بتولي العديد من المناصب بدءاً بتقلده منصب وزير الداخلية والعدل "أبريل 1973م"، ثم وزيراً للعدل "نوفمبر 1974م" وذلك بعد فصل الداخلية عن العدل وإنشاء وزارتين منفصلتين ـ ثم وزيراً للعدل والأوقاف والشؤون الإسلامية "فبراير 1982م" وذلك بعد دمج وزارة العدل ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، ثم بعد عين مستشاراً للدولة للشؤون الإسلامية "ديسمبر 1987م" ثم تم تغيير المنصب إلى مستشار الدولة للشؤون العدلية وكلف أيضاً برئاسة لجنة التظلمات ـ بعد ذلك عين رئيساً للمحكمة العليا "مايو 2001م" حيث كان أول رئيس لها، بالإضافة إلى منصبه السابق مستشاراً للدولة للشؤون العدلية، ثم رئيساً لمحكمة أمن الدولة "فبراير 2003م" حيث كان أول رئيس لها حتى تم إلغائها، بالإضافة إلى منصبه السابق مستشاراً للدولة للشؤون العدلية، واستمر في منصبه مستشاراً للدولة للشؤون العدلية حتى عام 2020م.

--:--
--:--
استمع للراديو