الوصال - كشفت دراسة بحثية لعام 2021م نفّذها مركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس أنَّ لغة "الهوبيوت" من اللغات المهددة بالانقراض بحسب ما ورد في أطلس اليونسكو للغات العالم المهددة بالاندثار وينحصر انتشار لغة "الهوبيوت" في منطقة حدودية ضيّقة بين السلطنة والجمهورية اليمنية.


وأوضحت الدراسة أنّه على الرغم من أهمّيتها اللغوية في سياق مجموعة لغات جنوب شبه الجزيرة العربية كاللغات الشحرية أو الجبالية والمهرية والحرسوسية والبطحرية إلا أنها لم تلقَ اهتمامًا كبيرًا من قِبل الباحثين ولم يتم تدوينها بعد، بالإضافة إلى قلة المتحدّثين بها شفهيًا دون كتابتها وأشارت الدراسة إلى أنَّ مشروع دراسة لغة "الهوبيوت" بدأ في محافظة ظفار ويعمل عليه باحث من جامعة السوربون الفرنسية يستضيفه مركز الدراسات العمانية ضمن توجهات المركز لاستقطاب الخبراء من داخل السلطنة وخارجها.


ويشكِّل هذا المشروع جزءًا من مشروع علمي واسع أُطلق عليه "الماس" تحت إشراف المركز الفرنسي للأبحاث فيشبه الجزيرة العربية وبالتعاون مع مركز الدراسات العمانية بالجامعة يهدف إلى دراسة لغات جنوب شبه الجزيرة العربية، حيث ذكرت الدراسة غياب كلمة "هوبيوت" في مصنّفات المؤرّخين العربيّة أما على مستوى البحوث فتوجد أوراق علمية قُدِّمت في ملتقيات لا ترقى إلى مستوى البحث الدقيق في " الهوبيوت" واقتصر الباحثون فيها في الغالب على بعض الظواهر اللّغويّة العامة للهوبيوت، مبيِّنة أنَّ مسح الأدبيات يظهر افتقار المكتبة العربية للدراسات التي تُعنى بهذه اللغة وما وُجِد يحتاج للتدقيق والتمحيص.


وجاءت فكرة هذا المشروع ليشكِّل دراسة لغويّة شاملة على المستوى الصوتي والصرفي والتركيبي للهوبيوت بمقاربة موضوعيّة ومنهج علميّ يسعى إلى الإضافة والدقّة من خلال المدخل اللغوي وتركيبة لغة "الهوبيوت" من أجل فك ألغاز نحوية لم تُفهم بعد في مجموعة اللّغات الجنوبيّة خاصّة واللّغات السامية عامة حيث لا يمكن الوصول إليها إلّا عبر البحث الميداني المكثّف من خلال إجراء المقابلات والاستماع إلى النّاس في حياتهم اليوميّة الخاصّة والعامة إضافة إلى جمع مادّة بحثيّة متنوّعة بلغة "الهوبيوت" من أشعار وقصص شعبيّة وروايات عن العادات والتقاليد والصيد والزراعة.


وأفاد الدكتور أحمد بن حمد الربعاني مدير مركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس أنَّ هذه الدراسة تعدُّ نوعية في مجال الدراسات التي تُعنى بالتراث الثقافي العماني، مضيفًا أنَّ المكتبة العمانية والعربية والعالمية تفتقر لمثل هذه الدراسات التي تستدعي توجيه الباحثين من داخل السلطنة وخارجها للاهتمام بدراسة هذه اللغة لما تمثّله من قيمة علمية وفكرية ووطنية، داعيًا كافة الجهات والمهتمين بهذه اللغة للمشاركة في إنجاح هذا المشروع الذي يتكامل مع مشروع آخر نفّذه مركز الدراسات العمانية تمثّل في إصدار معجم لسان ظفار الحميري المعاصر دراسة معجمية مقارنة.

 

--:--
--:--
استمع للراديو