الوصال- في تجربتها الأولى تختار الكاتبة ثريا بنت حمود البوسعيدية عنوان "خواطر الشقيقات السبع" لتضع عبر صفحاته رؤيتها للحياة والعلاقات الإنسانية، في شراكة مع القارىء الذي تعدّه توأمها في هذا الكاتب، بتلك الحوارية الهادئة التي تقيمها معه، وقد أهدت الإصدار إلى مصدري إلهامها، أمها وأبيها، باعتبارهما الشمس والقمر بالنسبة لها، وأيضا "إلى كل الظروف التي هيأت لي الأسبابلأكون أنا" وأخيرا "إليك عزيزي القارئ".

تنطلق المؤلفة في مقدمة كتابها من مقولة سكوت فيتسجيرالد "أنت لا تكتب لأنك تريد أن تقول شيئا، أنتكتب لأن لديك ما تقوله"، مشيرة إلى أنها تؤمن "أن كلإنسانٍ يتمتع بالاستقلالية التامة والحرية المطلقة في اختيارالطريقة المناسبة له في التفكير، وبناء توجهاته وقناعاتهومعتقداته في إطار القيم الإنسانية" مخاطبة القارىء بأن "كلماتي هنا ليست توجيها لك مني، فلسنا أوصياء علىالآخرين، بل جميعنا تلاميذ الحياة، إنما أحببت مشاركتكبعضا من أفكاري" مضيفة أنه علينا أن نتذكر بأن "الحياةتهبنا بعض الأحيان دروسا دون مقابل ما دمنا جاهزينوننوي التغيير".

وتشير المؤلفة ثريا البوسعيدية تحت عنون "كن أنت" إلى أهمية أن يسمح الإنسان لنفسه أن تكون هي "فمعظمصراعاتنا مع ذواتنا نقيّدها بقيود وهمية؛ خوفاً من أننُظهرها على حقيقتها بوضوحها وتلقائيتها؛ واتقاءً لنقدالآخرين لنا أو الخشية من الخروج عن المألوف كي لا نكونمحط أنظار الآخرين وتقييمهم" فمن الضروري أن نتخلى "عن أهمية رأي الآخرين تجاهك؛ فذلك حَريٌّ أن يمثلهم لايمثلك أنت. إياك أن تعيش بشخصية الآخرين؛ إذسيستنزف ذلك من طاقتك وسعادتك وتقديرك لذاتك".

وترى الكاتبة أنه "ليس عيبا ألّا تشبه الجميع" فمن المهم أن يقبل المرء نفسه كما هي، بمحاسنها وعيوبها. "اقبلاختلافك وتفردك، لا تعشْ حياةً لا تشبهك في شخصية؛سعيا منك نحو الانسجام مع محيطك للإحساس (المؤقت) بالقَبول والحب والأمان من الآخرين".

وتختتم الكاتبة حواريتها مع القارىء بمطالبته: "اعرفبالتحديد ما الذي تريده من الحياة" لأنها تمنحنا ما نريد "عندما نعرف (بالتحديد) ماذا نريد. معظمنا لا يعرف ماذايريد، فهو تائه ينساق لا شعوريا خلف التيار الفكريللجماعة"، ومن المهم أن تستمع إلى مقولة "طالب بحقكعندما تكون محقا".

--:--
--:--
استمع للراديو