الوصال ـــ أوضح الخبير التقني في أمن المعلومات وتحليل البيانات الرقمية، محمد العجمي، في «برنامج ساعة الظهيرة»، أن «خلايا إلكترونية منظمة» تُدير العديد من الحسابات المضللة على شبكات التواصل الاجتماعي باستخدام «تقنيات متقدمة وأدوات الذكاء الاصطناعي»، بهدف «تحريك الرأي العام وإثارة الفتن والنعرات» في المجتمعات.

أنماط مكررة

وبيّن العجمي أن الحسابات الوهمية تُعرف عادةً من خلال «تكرار المنشورات نفسها بنفس العبارات والمنهجية»، مشيرًا إلى أنها «تركز دائمًا على الجوانب السلبية فقط»، وتسعى لتشويه صورة المؤسسات ونشر الإحباط العام.

ولفت إلى ضرورة التمييز بين «النقد البنّاء المشروع» الذي يهدف إلى الإصلاح، وبين «النقد الممنهج» الذي يستهدف كل ما هو وطني، موضحًا أن الحسابات التي «تعمّم السلبية على كل شيء» وتهاجم الأشخاص بدلًا من مناقشة الأفكار «تعدّ مشبوهة ويجب التعامل معها بحذر».

أساليب التقنية المضللة

وأشار إلى أن بعض هذه الحسابات تُدار من أنظمة حاسوبية أو متصفحات عبر الويب لتجنّب تتبّعها، مؤكدًا أن الفرق بين استخدام الهاتف أو الحاسوب «لا يغيّر جوهر النشاط المضلل»، لأن الهدف النهائي هو «إخفاء هوية المستخدم الحقيقية».
وأضاف أن كثيرًا من هذه الحسابات تُنشأ باستخدام تقنيات «VPN» التي تخفي الموقع الحقيقي للمستخدم وتظهره وكأنه في دولة أخرى.

خاصية تحديد موقع الحسابات

وتناول العجمي بالشرح الخاصية الجديدة التي أطلقتها منصة «إكس» (تويتر سابقًا) بإشراف إيلون ماسك، والتي تُظهر «الدولة التي أُنشئ منها الحساب»، موضحًا أن هذه الخاصية «كشفت العديد من الحسابات» التي تدّعي أنها من سلطنة عُمان أو من دول الخليج، بينما تم إنشاؤها فعليًا في «دول آسيوية أو أوروبية».
و«أكد» أن هذه الخطوة تُعدّ «نقلة مهمة في تعزيز الشفافية» وتمكّن المستخدمين من «التمييز بين الحسابات الحقيقية والمضللة».

وعي المستخدم العُماني

ونوّه العجمي بأن هذه الظاهرة «ليست حكرًا على سلطنة عُمان»، بل تحدث في «كل أنحاء العالم»، مشيرًا إلى أن بعض الحسابات تُستخدم «للنيل من استقرار الدول الخليجية» عبر بث الشائعات وإثارة الانقسام الداخلي.
وبيّن أن الوعي الرقمي هو «خط الدفاع الأول» ضد هذه الحملات، وأن المستخدم العُماني عليه أن «يتحقق من مصدر الخبر» قبل إعادة النشر، وألّا ينجرف وراء ما يروّجه «الدباب الإلكتروني».

تعامل مسؤول مع المحتوى

ودعا العجمي الأفراد إلى «تجنّب التفاعل» مع هذه الحسابات، و«الإبلاغ عنها» عند رصدها، إضافة إلى «تحذير الآخرين» منها، مؤكدًا أن مؤسسات الدولة في سلطنة عُمان «توفر المعلومة الموثوقة» عبر قنواتها الرسمية مثل شرطة عُمان السلطانية والادعاء العام ووسائل الإعلام الوطنية.
وشدّد على أن بناء الوعي المجتمعي في التعامل مع المعلومات الرقمية «أمر حيوي» لحماية استقرار المجتمع وصون مصداقية الفضاء الإلكتروني.

رسالة توعية رقمية

وختم العجمي حديثه لـ«الوصال» بالتأكيد على أن «المواطنة الرقمية المسؤولة» تبدأ من «التحقق من المصدر» قبل النشر أو التعليق، مشيرًا إلى أن الإشاعات المضللة «تصنع فوضى فكرية» وتؤثر في الوعي الجمعي، داعيًا إلى أن تكون «الثقة بالمصادر الرسمية» هي المرجعية الأولى للمواطن في زمن تدفق المعلومات السريعة.

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو