الوصال - تتوالى الإنجازات الدولية لمنتج زيت الزيتون، فقد فازت المزارع السلطانية التابعة لشؤون البلاط السلطاني من خلال مزرعة "رياض الجبل" الموجودة في ولاية الجبل الأخضر بعدة مسابقات وميداليات ذهبية دولية مرموقة، وبمشاركة مئات العلامات التجارية من عشرات الدول، وقبل عدة أسابيع حققت مزرعة عُمانية أخرى تحمل العلامة التجارية "جرين" إنجازا جديدا، وفازت بالمركز الأول على المستوى الدولي، واستطاعت التفوق على علامات تجارية عديدة، وعليه وفي هذه المرحلة التي أثبتت فيها ولاية الجبل الأخضر إمكانية احتضانها لهذا المنتج الصحي والمطلوب محليًّا وخارجيًّا، وتحويل المنتج إلى صناعة متكاملة، ندعو إلى إقامة مهرجان سنوي لزيت الزيتون.

إن ولاية الجبل الأخضر تحتضن أكثر من 60 ألف شجرة زيت زيتون، وهي إحصائيات تقريبية، والمقترح الذي يحمله هذا المقال عبارة عن إقامة مهرجان دولي لصناعة زيت الزيتون في ولاية الجبل الأخضر والصناعات المنبثقة عنه، على ألا يكون هذا المهرجان زراعيا فقط، وإنما يكون زراعيا وصناعيا وعلميا وسياحيا وتوعويا وتطويريا، وسيتم توضيح كل زواية على حدة.. على النحو التالي:

- زراعيًّا: من خلال دراسة توسعة رقعة الأراضي الزراعية في الجبل الأخضر وجبل شمس، وأي منطقة تتشابه فيها الأجواء الحاضنة للزراعة الطبيعية لزيت الزيتون ويكون ذلك بالتعاون بين وزارتي الثروة الزراعية والإسكان.

- صناعيًّا: إشراك الهيئة العامة للمناطق الصناعية الخاصة والمناطق الحرة "مدائن"، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبقية أطراف العلاقة، بإطلاق مبادرات تحفيزية مدروسة لتشجيع الأهالي لزراعة الشتلات الإنتاجية والمثمرة لزيت الزيتون لتكون تجارية وتنافسية ومُصدِّرة للخارج.

- سياحيًّا: من خلال الاستفادة من مهرجان زيت الزيتون ليكون حدثًا سياحيًّا مهمًّا، وعمل حملة سياحية مبكرة مشتركة بين وزارة التراث والسياحة ومكتب محافظ الداخلية ووزارة الإعلام لتشجيع الزوار محليًّا ومن دول مجلس التعاون وغيرها على زيارة هذا المهرجان المتكامل.

- علميًّا: بأن يتخلل هذا المهرجان عقد مؤتمر علمي وورش عمل من خلال دعوة الأكاديميين والمتخصصين المهتمين بمنتج زيت الزيتون من داخل السلطنة وخارجها لطرح أوراق عملهم وتقديم ورش عمل للموظفين المتخصصين والمزارعين ولطلاب كليات الزراعة، ويمكن لشؤون البلاط السلطاني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومكتب محافظ الداخلية وفرع غرفة تجارة وصناعة عُمان في المحافظة أن يمولوا جامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى لتنظيم هذا المؤتمر العلمي والمنبثق عن المهرجان.

- توعويًّا: من خلال حملة توعوية للمزارعين بأفضل الممارسات المتبعة في هذا السياق، وطرق التسويق التجاري، وأفضل الطرق المتطورة للعصر وإنتاج المخللات، وبعدها يتم توزيع أفضل الشتلات المثمرة ذات الجودة العالية على المزارعين للتنافس محليا وإقليميا.

- تطويرًا: بإقامة مسابقة بين مزارعي أشجار زيت الزيتون لأفضل الممارسات المتبعة، وأفضل الشتلات، وجودة المنتج النهائي، ويكون ذلك من خلال لجنة تحكيمية من المختصين محليًّا ومن المشهود لهم دوليًّا، ومن خلال معايير متعارف عليها، وبعدها يمكن منح الفائزين جوائز تشجيعية مادية وعينية تضمن وصول المنتج لأكبر شريحة داخل عُمان وخارجها.

أقترح أن يتم إقامة المهرجان في شهر ديسمبر من كل عام ليتوافق مع الموسم، ويمكن تطوير المهرجان سنة بعد سنة؛ ما سوف يضمن استقطاب كل المهتمين إلى سلطنة عمان، ومن خلال هذا المهرجان يمكن تحقيق أولويات حكومية استراتيجية جوهرية كالأمن الغذائي، والتوظيف، وتنمية ودعم الصناعات المحلية، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والاستفادة من الميزة التنافسية للمحافظات، وتكامل المؤسسات الحكومية وانسجامها، أضف إلى ذلك العوائد السياحية والتطويرية والتعليمية والبحثية والمجتمعية والترويجية لمنتج زراعي محلي تمتاز به سلطنة عمان، ويمكن أن يكون منتجا مناسبا في الأسواق العالمية، ولمَ لا!

--:--
--:--
استمع للراديو