المتحدث الرسمي بوزارة التجارة لـ «الوصال»: 89% من التراخيص تصدر تلقائيًا عبر «عُمان للأعمال»
منتدى الوصال
الوصال ــ قدّم مبارك بن محمد الدوحاني ـ مدير عام التخطيط ورئيس فريق التحول الرقمي والمتحدث الرسمي بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ـ في برنامج «منتدى الوصال» قراءة شاملة حول بيئة الأعمال في سلطنة عُمان، موضحًا أن رحلة التنافسية العالمية تمضي بوتيرة متصاعدة استنادًا إلى رؤية واضحة وتكامل حكومي واسع، وإلى منظومة تشريعية ورقمية تعمل على تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين وتعزيز ثقة القطاع الخاص.
تحولات اقتصادية
وأشار الدوحاني إلى أن المرحلة الحالية تشهد تحولات اقتصادية كبرى تتطلب تجديد الطاقات باستمرار، وأن الوزارة تعمل على تحسين بيئة الاستثمار وإيجاد تشريعات مرنة، مستفيدة من المكانة الاستراتيجية لسلطنة عُمان والبنية الأساسية المكتملة والموقع الجغرافي المنفتح على العالم. كما نوّه بأن العمل المشترك بين الجهات الحكومية وتناغم الجهود ساهم في رفع جاهزية بيئة الأعمال.
منصة أعمال موحدة
وتطرّق إلى منصة عُمان للأعمال بوصفها الواجهة الرقمية الأولى للمستثمر، مبيّنًا أن تكاملها مع 17 جهة حكومية مكّن من تحويل معظم التراخيص إلى موافقات تلقائية تتجاوز 89% دون أي تدخّل بشري، مع اعتماد مبدأ الرقابة اللاحقة، وإتاحة إصدار التراخيص على مدار الساعة. وأكد أن المنصة تمثل التطور الطبيعي للمحطة الواحدة القديمة، لكنها اليوم أكثر نضجًا واعتمادية وتُعد بوابة موحدة لرحلة المستثمر من التسجيل وحتى إنهاء النشاط.
ذكاء اصطناعي
وفي جانب التحول الرقمي، أوضح الدوحاني أن الوزارة بدأت بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر خدمة «اعرف عميلك –» التي تتيح للمستثمر الأجنبي تسجيل شركته من أي مكان في العالم دون الحاجة لزيارة سلطنة عُمان، مشيرًا إلى أن الوزارة تمتلك خطة زمنية للتوسع في حلول الذكاء الاصطناعي خلال المرحلة المقبلة.
نافذة التدخل السريع
وتناول الدوحاني مبادرة «نافذة التدخل السريع» التي أُطلقت في أبريل 2024 بتوجيه من اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الوزراء، موضحًا أنها صُمّمت للتعامل السريع مع التحديات التي يواجهها المستثمرون. وبيّن أن فريقًا مختصًّا في قطاع ترويج الاستثمار يتولى رصد التحديات والتأخير في التراخيص أو غموض المتطلبات، ثم يتدخل لمعالجتها في أقصر وقت ممكن، مؤكدًا أن الهدف هو منع تراكم الإشكالات التي قد تعرقل مشاريع المستثمرين، وأن التعريف بهذه النافذة يتزايد عبر قنوات الإعلام والوزارة.
استراتيجية صناعية 2040
وفي ملف الصناعة، استعرض الدوحاني ملامح «الاستراتيجية الصناعية 2040» التي أعدّتها الوزارة بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية، واصفًا إياها بـ«خارطة الطريق» للقطاع الصناعي في السلطنة، إذ تضم أكثر من 240 مبادرة، وحظيت بالتشريف السامي من المقام السامي. وأوضح أن الاستراتيجية تستند إلى مقومات مهمة، من بينها الموانئ المكتملة، والمناطق الصناعية التي تديرها «مدائن»، والمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة التابعة للهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، مثل الدقم وغيرها. ولفت إلى أن قطاع الصناعة التحويلية يساهم بنحو 18 بالمائة في الأنشطة الصناعية، وأن الوزارة تواصل العمل على سد الفجوات التي ترصدها نتائج «المسح الصناعي» السنوي.
صناعات نوعية واستثمارات واعدة
أشار الدوحاني إلى أن الحكومة تستهدف «استثمارات نوعية» في القطاع الصناعي، ضاربًا مثالًا بالصناعات الدوائية في المنطقة الحرة بصلالة، وعدد من الصناعات المتقدمة في الرسيل ومدن اقتصادية جديدة مثل «خزائن»، إلى جانب المناطق الاقتصادية التي أُنشئت بمراسيم سلطانية في ولايات مثل محضة. وأوضح أن هذه المناطق تتمتع بمقومات واعدة، وأن التحديات لا تزال موجودة بطبيعة الحال، لكن الجهود مستمرة لتذليلها، مع تزايد حضور المنتجات الوطنية ذات الجودة العالية في الأسواق المحلية والخارجية.
مصانع إنتاج ذكي
وتحدّث الدوحاني عن مشروع «مصانع الإنتاج الذكي» بوصفه إحدى مبادرات الثورة الصناعية الرابعة في سلطنة عمان، موضحًا أنه يستهدف تعزيز تبنّي تقنيات الأتمتة والتحول الرقمي في المصانع العُمانية ورفع كفاءتها. وذكر أن الوزارة أنهت المرحلة الأولى من المشروع، وبدأت تنفيذ المرحلة الثانية التي تشمل تقييم نحو 60 مصنعًا عُمانيًّا خلال عام 2025، بالتعاون مع المركز الدولي للتحول الصناعي، من خلال زيارات ميدانية وتحفيز المصانع على تبنّي حلول ذكية، على أن تُعرض إنجازات هذا الملف ضمن فعاليات «يوم الصناعة» في فبراير من كل عام.
منصة «صنع في عُمان»
وفي ما يتصل بهوية «صنع في عُمان»، أوضح الدوحاني أن الوزارة عملت أولًا على وضع تشريع واضح ينظم ضوابط الحصول على هذه العلامة، بحيث لا تُمنح لمجرد عمليات تعبئة أو تغليف بسيط، بل يشترط تحقق نسبة محددة من القيمة المحلية المضافة. ثم جرى أتمتة إجراءات التقديم عبر «منصة صنع في عُمان»، التي لا تقتصر على منح العلامة فحسب، بل تُعد أيضًا دليلًا متكاملًا لاستعراض المنتجات العُمانية والترويج لها. وبيّن أن أكثر من 5000 منتج أصبح مسجلًا عبر هذه المنصة، ما يعكس مستوى الإقبال من المصانع والمنتجين، مشيرًا إلى أن الحصول على علامة «صنع في عُمان» يُعد مصدر فخر للصناعة الوطنية، ويسهّل الوصول إلى الأسواق الخليجية في إطار الاتفاقية الاقتصادية الموحدة لدول مجلس التعاون.
شراكة مع القطاع الخاص
وأفاد الدوحاني بأن المديرية العامة للصناعة، وغرفة تجارة وصناعة عُمان، تلعبان دورًا متكاملًا في توعية المصانع بكيفية الحصول على العلامة، وأن الوزارة تدرس منح حوافز إضافية لحملة هذه الهوية الصناعية. وأكد أن القطاع الخاص شريك أساسي في كل ما تقوم به الحكومة، وأن التفاعل الذي تُبديه الشركات ورجال الأعمال في مجالس الأعمال المشتركة والمؤتمرات والوفود التجارية يعكس حراكًا نشطًا يسهم في تعزيز مكانة المنتج العُماني.
مراكز سند للخدمات
وفي محور مراكز سند للخدمات، كشف الدوحاني عن وجود أكثر من 924 مركزًا يديرها شباب عمانيون بالكامل، تنجز ما يقارب 813 ألف معاملة إلكترونية خلال 10 أشهر فقط، إضافة إلى أكثر من 290 ألف خدمة عبر منصة عُمان للأعمال، مؤكدًا أن هذه المراكز تُعد واجهة مهمة للخدمات الحكومية وتسهم في تمكين الشباب ورفع كفاءة المنظومة.
وحول رضا المستفيدين، أوضح أن هناك تحسنًا ملحوظًا في المؤشرات، إذ حققت منظومة خدمة العملاء نسبة رضا قاربت 84%، بفضل أدوات القياس الجديدة ومنصة «تجاوب» وآليات التطوير المستمر في الصالات الأمامية.
تجارة المستقبل
وتطرق الدوحاني في ختام حديثه إلى التغيرات العالمية المتسارعة في الاقتصاد والتجارة، وما يرافقها من تحديات مثل الحروب والأزمات الاقتصادية وتقلبات الأسواق، موضحًا أن السلطنة تتأثر بما يحدث في العالم، لكنها في المقابل تعمل بخطوات استشرافية واستباقية في مجال التشريعات، وتحسين الخدمات، والترويج للاستثمار، مستندة إلى رصيد من الاستقرار السياسي والنهج العُماني المتوازن. وأكّد أن سلطنة عمان تسير في المسار الصحيح نحو تعزيز مكانتها في خارطة التجارة والاستثمار خلال السنوات الخمس والعشر القادمة، وأن التحديات ستظل موجودة، لكن الرهان الحقيقي هو تحويل هذه التحديات إلى فرص جديدة، والعمل على أن تكون عُمان في الصفوف الأمامية، خليجيًّا وعربيًّا وعالميًّا، في بيئة أعمال تنافسية وجاذبة للمستثمرين.
لمتابعة حلقة «منتدى الوصال» عبر الرابط التالي:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام:


