الوصال ـــ تحدّث البروفيسور صبحي نصر مدير مركز أبحاث الأرض بجامعة السلطان قابوس في برنامج «منتدى الوصال» موضحًا أن بركان «هايلي جوبي» في منطقة عفار الإثيوبية يُعدّ جزءًا من النشاط الجيولوجي الطبيعي في «الانهدام الإفريقي الشرقي»، وهي منطقة من أكثر مناطق العالم نشاطًا بركانيًا.

وأشار إلى أنّ ثوران البركان الأخير ليس مفاجئًا علميًا، إذ شهدت المنطقة ثمانية براكين نشطة خلال القرون الأخيرة، من بينها انفجارات وقعت في أعوام 2005 و2007 و2011.

انسياب الحمم

وتطرّق البروفيسور نصر إلى طبيعة البركان قائلاً إنّ الحمم فيه انسيابية لا انفجارية، وتشبه في سلوكها براكين هاواي، مما يجعلها أقل خطورة على السكان والمناطق المجاورة. وأوضح أن المقذوفات الغازية تمثل فقط نحو 5% من نواتج البركان، وتضمّ في مكوناتها بخار الماء وثاني أكسيد الكربون وغازات الكبريت، فيما تشكّل الانسيابات البركانية 95%.

تأثيرات محدودة

واستعرض أن الرياح قد تحمل الغبار البركاني إلى مناطق قريبة من اليمن، لكنها لا تشكل خطرًا على سلطنة عُمان لعدة أسباب أهمها بُعد المسافة (نحو ألفي كيلومتر)، وطبيعة الرياح واتجاهها. وأوضح أن الأثر في سلطنة عمان شبه معدوم، وقد يقتصر على انخفاض طفيف في درجات الحرارة أو تغيّم مؤقت في الأجواء.

براكين الجزيرة العربية

وأشار البروفيسور إلى أن الجزيرة العربية تحتوي على «الحارات» خامدة في السعودية واليمن، لافتًا إلى أنّ آخر ثوران وقع في جزيرة الطير عام 2007، كما شهدت «حارة رهط» قرب المدينة المنوّرة ثورانًا قبل نحو 650 عامًا، مؤكدًا أن هذه البراكين «في مرحلة خمود طويلة».

خارطة البراكين في عُمان

واستعرض نصر خريطة البراكين العُمانية، مبينًا أن أحدثها جيولوجيًا يقع في المنطقة الشرقية مثل جبل الفاير، ويعود عمره إلى نحو 44 مليون سنة، في حين تقع براكين أقدم عمرًا على طريق الدقم مثل القرن الأسود و«صراب».
وبيّن أن جميعها خامدة تمامًا ولا اتصال لها بجذور صهارية نشطة، ما يجعل احتمال نشاطها مستقبلاً شبه معدوم.

أبحاث مركز أبحاث الأرض

وتحدث عن جهود مركز أبحاث الأرض بجامعة السلطان قابوس في رسم خرائط للخامات والمعادن كالنحاس والمنغنيز والرخام، وفي مشروعات امتصاص الكربون من صخور الأوفيولايت، مؤكدًا أن هذه الصخور «تتمتع بقدرة طبيعية على امتصاص ثاني أكسيد الكربون» مما يجعل سلطنة عُمان موقعًا بحثيًا متميزًا عالميًا.

رسالة طمأنة

وختم البروفيسور صبحي نصر قائلاً إنّ «البراكين جزء من النظام الطبيعي للأرض، وما يجري في إثيوبيا لا يشكّل أي خطر على سلطنة عُمان»، داعيًا إلى الرجوع إلى التفسيرات العلمية الدقيقة وتجنّب المبالغات في وسائل التواصل الاجتماعي.

لمتابعة حلقة «منتدى الوصال» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو