ولي أمر: الدروس الخصوصية أصبحت اضطرارًا… والوزارة مطالَبة بإعادة ضبط المشهد التعليمي.
ساعة الظهيرة
الوصال ــ تناول سامي الرواحي، ولي أمر الأسباب التي تدفع الأسر العُمانية إلى الاعتماد المتزايد على الدروس الخصوصية، مؤكدًا أن ضغط الصفوف وتغيّر المناهج والعبء المنزلي جعلت الدروس الخاصة «خيارًا اضطراريًا لا ترفًا».
أسباب اللجوء للدروس
وأوضح الرواحي في حديثه لبرنامج «ساعة الظهيرة» أن كثافة الصفوف التي تصل إلى 30 أو 32 طالبًا تحدّ من قدرة المعلم على إيصال المعلومة للجميع، خصوصًا مع الفروق الفردية بين الطلبة، مؤكدًا أن هذا القصور يدفع أولياء الأمور للبحث عن دعم خارجي لضمان فهم أبنائهم للدروس.
ضغط الصف والمناهج
وأشار إلى أن البيئة الصفية الحالية بما فيها من ضغط مناهج وعدد كبير من الطلبة تؤثر على قدرة الطالب على التحصيل، لافتًا إلى أن ولي الأمر يلجأ للدروس ليس فقط لتحسين الدرجات، بل لضمان الحد الأدنى من الفهم في ظل الضغط القائم.
وتطرق الرواحي إلى أن الطالب يعود من المدرسة مرهقًا ليجد نفسه مطالبًا بإعادة المراجعة كاملة في المنزل، لأنه – كما قال – «لم يفهم الدرس في الصف»، مما يخلق حالة من التشتت والضغط المستمر، وتتحمل الأمهات النصيب الأكبر من هذا العبء.
تغيّر المناهج السنوي
وبيّن أن تغيّر المناهج بشكل سنوي يُربك الأسر، حيث تعتمد بعض العائلات على خبرات أو كتب سابقة لتفاجأ بمنهج جديد مختلف، مؤكدًا أن عدم الاستقرار هذا يجعل الحاجة للدروس الخصوصية أكثر إلحاحًا.
ورأى أن الحل يبدأ بتقليل عدد الطلبة في الصفوف، خصوصًا في الصف الثاني عشر، مع توفير «مناهج إرشادية» رسمية تساعد الطالب على فهم الدروس والاختبارات، بدلًا من شراء كتب تجارية مكلفة.
دور المدرسة والمعلم
واستعرض الفروق بين التعليم الخاص والحكومي، موضحًا أن المعلم في المدارس الخاصة «يبذل جهدًا أكبر لأنه غير ضامن لوظيفته»، بينما يحتاج المعلم الحكومي – برأيه – إلى زيادة الجهد لمواجهة الضغط. واقترح أن تتبنى المدارس بنفسها حصص دعم بعد الدوام لمدة ساعة أو ساعتين.
عبء الدروس الخصوصية
وقال الرواحي إن الدروس الخصوصية مكلفة للغاية، ولا يستطيع جميع أولياء الأمور تحملها، مشيرًا إلى أن الكثير من المدرسين يقدمون دروسًا خارج الإطار الرسمي، وأن الأسر تلجأ لهم لأنها «مضطرة لا مخيّرة» حفاظًا على مستوى أبنائها.
وتطرق إلى الدروس الأونلاين، مبينًا أنها لا تناسب جميع الأسر بسبب ضعف الإنترنت أو انعدامه لدى البعض، كما أنها قد تشجع بعض الطلبة على الانشغال بأمور أخرى خلال الدرس، مما يجعلها وسيلة غير مضمونة.
قلق من المستقبل
وأكد أن القلق من فرص العمل وشح السوق يدفع الأسر إلى مضاعفة جهودها، إذ يرى أولياء الأمور أن حصول أبنائهم على درجات عالية شرط أساسي لفتح الأبواب المستقبلية، وهو ما يزيد الإقبال على الدروس الخصوصية.
ضغط نفسي وأسري
ولفت إلى أن الضغوط المتزايدة على الطلاب والأسر تخلق توترًا في المنزل، مؤكدًا أن الوضع الحالي يحتاج إلى معالجة رسمية جادة قبل أن ينعكس سلبًا على الصحة النفسية والجو الأسري.
وختم سامي الرواحي حديثه بالدعوة إلى أن تتبنى وزارة التربية والتعليم تقديم دروس دعم داخل المدارس تحت إشرافها، وتنظيم ملف الدروس الخصوصية، مؤكدًا أن «المدرسة قادرة على تقديم الدعم اللازم وتخفيف العبء عن الأسر».
لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام:


