أخلاقيات النشر على منصات الميديا الجديدة
الوصال - تُعَدّ الضوابط الأساسية للنشر الإعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي مُركَّبةً من عدة نقاط تهدف إلى ضمان المصداقية والدقة وأحد هذه الضوابط هو التأكد من صحة ودقة المعلومات والبيانات والتصريحات والوقائع المُنشورة، كما ينبغي الرجوع إلى المصدر الأصلي للخبر أو المعلومة قبل النشر، وعليه ينبغي أن يتم التريث وتجنب استباق الجهات الرسمية، خاصة الصحية والأمنية، خلال الأزمات. علاوة على ذلك، يجب تجنب نقل المحتوى من شبكات التواصل الاجتماعي دون التحقق من المصدر وذكره بشكل واضح وينبغي أيضًا تجنب المبالغة والتهويل والتسرع في النشر.
كما يجب تجنب خلط المعلومات بالرأي وتوضيح الفرق بينهما بوضوح. ينبغي أيضًا الابتعاد عن الصفحات المشبوهة وعدم نشر الأخبار من مصادر غير موثوقة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي الابتعاد عن التشويه والتشهير والالتزام بالموضوعية والحيادية في نشر الأخبار ونقلها، كما ينبغي مراعاة الحساسية الأمنية والمجتمعية عند النشر. وفي حالة الأزمات، يجب التحلي بالروح الوطنية والحرص على تماسك المجتمع وحماية أمن الوطن والمواطن وعدم إفشاء أسراره.
يُشدد أيضًا عند النشر الإعلامي على الرقابة الذاتية والمسؤولية الاجتماعية لدى الأشخاص القائمين بالنشر والالتزام بالآداب والأخلاق العامة، وأن يتقبلوا الآراء الأخرى ويتفاعلوا بشكل إيجابي ويسمحوا بالتعليقات على المنشورات. كما يجب أن يكون لديهم ثقافة الاعتذار والتعديل في حالة وجود أي خلل في النشر. ينبغي أيضًا تجنب استخدام المواد الإعلامية في أغراض غير المقصودة بها واحترام خصوصية أفراد المجتمع وحرمتهم واحترام كرامتهم وإنسانيتهم.
الالتزام بالموضوعية والحيادية في نشر الأخبار يعتبر أمرًا ذا أهمية كبيرة وله تأثيرات إيجابية عدة، وذلك للأسباب التالية:
1. زيادة المصداقية: عندما يتم نشر الأخبار بموضوعية وحيادية، يتم بناء ثقة الجمهور في المصدر الإعلامي. يعتبر الجمهور أن الأخبار المنشورة تستند إلى حقائق موثوقة وتم إعدادها بدقة، مما يزيد من مصداقية المنشورات ويجعل الجمهور يعول عليها كمصدر موثوق.
2. تعزيز الديمقراطية: الموضوعية والحيادية في نشر الأخبار تساهم في تعزيز قيم الديمقراطية. حيث يتم تقديم معلومات موضوعية للجمهور بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو آرائهم الشخصية. وبالتالي، يتمكن الجمهور من تكوين آراء مستقلة واتخاذ قرارات مُعَقَّلَةٍ على أساس المعلومات الصحيحة وغير المحايدة.
3. منع انتشار الأخبار الزائفة: عندما يتم التزام الموضوعية والحيادية في نشر الأخبار، يصبح من الأسهل التمييز بين الأخبار الحقيقية والأخبار الزائفة. فالموضوعية تتطلب التحقق من الحقائق وتقديم المعلومات الدقيقة، مما يقلل من انتشار الأخبار المضللة والمزيفة ويقوي من جهود مكافحة نشر الأخبار الزائفة.
4. الحفاظ على التوازن العام: الموضوعية والحيادية تساعد في الحفاظ على التوازن العام وعدم التحيز في نشر الأخبار. فعندما يتم تقديم المعلومات بشكل حيادي، يتسنى للجمهور فهم وجهات النظر المتعددة والاستنتاجات المختلفة بشكل أفضل، مما يساهم في تشكيل رؤية أكثر شمولًا وتوازنًا للأحداث والمسائل المختلفة.
بشكل عام، الالتزام بالموضوعية والحيادية في نشر الأخبار يعتبر أساسًا للإعلام الحر والمسؤول، ويساهم في بناء مجتمع متعلم ومستنير.
*(هشام المكي"شبكات التواصل الاجتماعي من أخلاقيات المحتوى إلى التصميم الأخلاقي فيسبوك انموذجا" الجزيرة لدراسات الاتصال والإعلام، ع2،، يوليو2023، ص 246-247)