العريمي في منتدى الوصال: شرم الشيخ أنقذت نتنياهو… وشرق أوسط جديد يُرسم بلا العرب
منتدى الوصال

الوصال - قال الدكتور محمد العريمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية، في حديثه لبرنامج «منتدى الوصال» إن قمة شرم الشيخ وما رافقها من «ابتسامات ترامب» لم تكن مجرد مشهد سياسي بروتوكولي، بل جاءت ـ بحسب قوله ـ لنصرة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعيش أزمات داخلية متصاعدة.
وأضاف أن ترامب ركّز في خطابه داخل الكنيست الإسرائيلي على تمجيد إسرائيل ودعمها سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، مشيرًا إلى أن القمة مثلت غطاءً لتحريك ملفات التسوية الإقليمية تحت عنوان «السلام»، في حين تُرسم ملامح شرق أوسط جديد لا يشارك فيه العرب كأطراف مؤثرة.
هل انتهت الحرب فعلاً؟
وأوضح العريمي أن قمة شرم الشيخ أنهت رسميًا فكرة التهجير الجماعي للفلسطينيين من غزة، كما أوقفت عمليًا الحرب العسكرية التي استمرت خلال العامين الماضيين، مؤكدًا أن «الحديث الآن عن سلامٍ قد يحمل في طياته معاني أخرى»، وأن على القيادات العربية أن تتعامل بحذر مع ما يُطرح من حلول ومشاريع تسوية.
شرق أوسط جديد… لمن؟
وأشار العريمي إلى أن مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي تحدث عنه ترامب ونتنياهو، يُدار في الأساس بأجندات أمريكية وصهيونية، بينما تُقصى الدول العربية من دائرة القرار، مضيفًا أن هذا المشروع سيُعاد إنتاجه خلال السنوات الخمس القادمة، في نسخة سياسية واقتصادية مشابهة لاتفاقية «سايكس–بيكو» القديمة ولكن بثوب حديث.
التطبيع يتسارع..
وتوقّع العريمي زيادة وتيرة التطبيع بين دول عربية وإسرائيل وتفعيل الاتفاقات الإبراهيمية خلال السنوات القادمة، مشيرًا إلى أن واشنطن تسعى لإعادة رسم خريطة التحالفات بما يخدم المصالح الإسرائيلية.
وقال إن فكرة الدولة الفلسطينية «لن تتحقق على أرض الواقع»، وإن السيناريو القادم قد يقوم على إقامة كيانين فلسطينيين أحدهما في غزة منزوعة السلاح، والآخر في الضفة، على أن تكون القدس «خارج المعادلة السياسية الفلسطينية».
بلير ودور بريطاني في غزة؟
وكشف العريمي عن معلومات تشير إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير سيُكلّف بإدارة ملف إعادة إعمار غزة ضمن ترتيبات سياسية واقتصادية «مدعومة أمريكيًا»، واصفًا ذلك بأنه «مخطط يكرّس السيطرة الغربية على القرار في المنطقة».
خطاب نتنياهو… «نصر» أم دعاية؟
ووصف العريمي خطاب نتنياهو في الكنيست بأنه «ممجوج وضعيف»، موضحًا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها سخرت من كلمته التي اعتبرها كثيرون «محاولة لإنقاذ صورته المهتزة داخليًا».
وأضاف أن هناك توجهًا أمريكيًا وغربيًا لدعم تغيير القيادة في إسرائيل خلال الانتخابات المقبلة، تمهيدًا لمرحلة جديدة من التحالفات السياسية في الشرق الأوسط.
إيران.. هل تُحل قضيتها من مسقط؟
وتحدث العريمي عن ملف إيران، مؤكدًا أن «الدعوة لحضور القمة وُجّهت إلى الرئيس الإيراني»، لكنه امتنع لأسباب تتعلق بموقف بلاده من مشاريع الإعمار والملف النووي.
وأشار إلى أن مسقط ستكون العاصمة التي يمكن أن يُحل فيها الملف الإيراني سلميًا إذا نُضجت المفاوضات، مشيدًا بوعي الدبلوماسية العُمانية التي تفهم طبيعة توازن القوى في المنطقة.
العرب.. بين ضعف الموقف وضغط التحالفات
وأوضح العريمي أن خيارات الأنظمة العربية «ليست كثيرة»، وأن القرار السياسي في المنطقة مرهون إلى حدٍّ كبير بالمصالح الغربية.
وقال إن بعض الأنظمة «تتوسل التقارب مع واشنطن» للحفاظ على مصالحها، مؤكدًا أن استمرار غياب الوحدة الفلسطينية وضعف الموقف العربي يمنح إسرائيل مساحة أوسع للتحرك في المنطقة.
واشنطن لا تتغيّر.. وإسرائيل أولًا
وبيّن العريمي أن الإدارات الأمريكية تتغير شكليًا بين ديمقراطيين وجمهوريين، لكن «الثابت هو أمن إسرائيل»، مضيفًا أن السياسة الأمريكية تجاه المنطقة قائمة على مبدأ دعم تل أبيب كأولوية استراتيجية.
مستقبل التطبيع.. ؟
وفي ختام حديثه في منتدى الوصال، توقّع العريمي أن تشهد السنوات العشر القادمة توسعًا غير مسبوق في فتح سفارات إسرائيلية داخل العواصم العربية بنسبة تصل إلى «تسعين بالمئة إن لم تكن مئة بالمئة»، معتبرًا ذلك «انعكاسًا لتحوّل موازين القوى في المنطقة وغياب الموقف العربي الموحد».
لمتابعة الحلقة عبر الرابط التالي:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام: