الوصال – قال المحلل السياسي الدكتور سليم بن محمد الهنائي، في حديثه لبرنامج «ساعة الظهيرة» عبر إذاعة الوصال، إن «زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى مملكة إسبانيا تُعد محطة دبلوماسية مهمة تعكس سعي سلطنة عُمان إلى تعزيز حضورها في الساحة الأوروبية وترسيخ مكانتها الدولية». وأوضح أن الزيارة «تأتي في إطار السياسة الخارجية العمانية المتزنة القائمة على الحوار والتفاهم والحياد الإيجابي والانفتاح على مختلف الشركاء الدوليين»، مؤكدًا أنها «تمثل امتدادًا للدبلوماسية الهادئة التي تنتهجها سلطنة عمان وتُعد نموذجًا في الاستقرار والتوازن وساحة للحوار بين الشرق والغرب».

شراكة وثقة دولية

وبيّن الهنائي أن «مدريد ومسقط تتشاركان دور الوسيط الموثوق في قضايا السلام الإقليمي، بحكم موقعهما ودورهما التاريخي في التقريب بين الشرق والغرب». وأشار إلى أن «هذه الزيارة تعزز من حضور عُمان في المنظومة الأوروبية وتفتح آفاقًا لتقوية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي عبر إسبانيا كبوابة رئيسية، مؤكدًا أن عُمان ماضية في بناء شراكات استراتيجية تحقق مصالحها الوطنية وتخدم الأمن والسلام الإقليمي والدولي وفق رؤية تجمع بين الأبعاد السياسية والحضارية والاقتصادية».

تعاون واسع في الطاقة والنقل والسياحة

وأوضح المحلل السياسي أن «الزيارة من المتوقع أن تُحدث نقلة نوعية في التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة النظيفة واللوجستيات والموانئ والسياحة الثقافية والتعليم العالي، إضافة إلى مجالات الأمن البحري والاستثمار المشترك». ولفت إلى ثلاثة مجالات رئيسية للتعاون، أولها «الطاقة النظيفة»، إذ تمتلك إسبانيا خبرة واسعة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما يجعل الشراكة معها «خطوة استراتيجية نحو تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في السلطنة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري».

وأضاف أن «المجال الثاني هو النقل البحري، فالموقع الجغرافي المتميز لعُمان على خطوط التجارة العالمية يجعلها شريكًا مثاليًا لتطوير مشاريع الموانئ والخدمات اللوجستية بالتعاون مع الشركات الإسبانية ذات التجارب الواسعة»، مشيرًا إلى أن ذلك «يسهم في ترسيخ موقع سلطنة عمان كمركز بحري متقدم في المنطقة».

أما المجال الثالث فهو «السياحة»، قال الهنائي إن «إسبانيا تُعد من الدول الرائدة عالميًا في السياحة الثقافية، ما يتيح فرصة لتبادل الخبرات في التسويق السياحي وتطوير المقاصد التراثية، بما يعزز مكانة عمان كوجهة سياحية عالمية».

جسر اقتصادي وثقافي

وختم الدكتور سليم الهنائي حديثه بالقول إن «زيارة جلالة السلطان تمثل جسرًا اقتصاديًا وثقافيًا يربط عُمان بأوروبا، وخطوة استراتيجية نحو بناء اقتصاد متكامل ومتعدد الشراكات يعكس الإرث الثقافي الغني للسلطنة ويعزز حضورها في الساحة الدولية».

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو