مجلس الأمن الدولي يستمع لإحاطات المسؤولين الأمميين حول تصعيد الاحتلال في غزة
الوصال - بحث مجلس الأمن فجر اليوم وبطلب عربي تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ومواصلة عدوانه على المدنيين والقطاعات الإنسانية، واستمع إلى المسؤولين الأمميين حول الوضع الراهن في الشرق الأوسط.
واستمع المجلس إلى إحاطات من الأمم المتحدة ووكالاتها سلطت الضوء على خطورة الوضع واحتياجات السكان ومعاناتهم بسبب القصف والعدوان الذي أدى إلى قتلهم وتشريدهم، وهدم للبنية الأساسية لقطاع غزة وللمباني التابعة للمنظمات الإنسانية.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا: إن القصف المتواصل من القوات الإسرائيلية على قطاع غزة يثير الصدمة، وأن مستوى الدمار غير مسبوق، مؤكدًا عدم وجود مكان آمن في غزة.
وتطرق إلى أوامر الإجلاء التي تصدرها قوات الاحتلال للمدنيين بالتوجه جنوبًا، ووصف ما حدث وما زال يحدث بأنه "تهجير قسري" مشيرًا إلى أن الوكالة هي شريان الحياة الأخير المتبقي للفلسطينيين في غزة.
وذكر لازاريني أنه فقد 64 من زملائه العاملين في الأونروا في غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، متحدثًا عن نفاد الوقود والمياه والغذاء والدواء، وأن النظام المتبع في السماح بدخول الإغاثة إلى غزة سيفشل إذا لم تتوفر الإرادة السياسية لجعل تدفق الإمدادات مجديًا ومتناسبًا مع الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة.
وشدد لازاريني على ضرورة الامتثال الصارم للقانون الدولي الإنساني، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن وبدون عوائق إلى غزة ودعا إلى تمويل الأونروا لتتمكن من مواصلة عملياتها الإنسانية.
وقال المندوب الصيني، تشانغ جون: إن الأغلبية الساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة أيدت يوم الجمعة الماضي وقفًا إنسانيًّا خلال الجلسة الاستثنائية الطارئة لكن إسرائيل "أصمت أذنها عن كل هذا" ببدء هجومها البري على القطاع.
وقال جون في كلمة بلاده أمام المجلس لقد ظلت غزة تحت الحصار لمدة 16 عامًا طويلة حيث يعيش الآن 2.3 مليون شخص بريء في القطاع في "خوف".
وأضاف أنه إذا ترك الأمر دون رادع، فإن الوضع سيخرج عن نطاق السيطرة بشكل أكبر، مشددًا على أن عملية السلام في الشرق الأوسط أصبحت الآن "على حافة الانهيار". داعيًا إلى وقف جميع الأعمال العدائية وفرض هدنة إنسانية ومنع التصعيد.
واستمع مجلس الأمن كذلك إلى إحاطة من المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، كاثرين راسل التي ناشدت المجلس اعتماد قرار على الفور يُذكـّر الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وشددت على ضرورة أن يعطي المجلس الأولوية لأزمة النزوح التي تتفاقم في الوقت الراهن، وأضافت أن أكثر من 3400 طفل اشتشهدوا في غزة، بينما أصيب 6300 طفل آخر منذ بدء التصعيد، وهو ما يعني أن أكثر من 420 طفلًا يُقتل أو يُصاب يوميًّا في غزة. وقالت إن هذا الرقم "يجب أن يزلزل أعماق كل واحد منا".
بدورها، قالت مديرة قسم التمويل الإنساني وتعبئة الموارد في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ليزا دوفتين: إنه من الصعب نقل "حجم الرعب" الذي يعيشه الناس في غزة، حيث أصبحوا يائسين بشكل متزايد، بينما يبحثون عن الغذاء والماء والمأوى وسط حملة قصف متواصلة "تمحو عائلات وأحياء بأكملها".
ودعا رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي للاقتداء بالجمعية العامة للأمم المتحدة وحكمتها "للاضطلاع بمسؤولياته لوضع حد لسفك الدماء الذي يشكل إهانة للإنسانية، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وخطرًا داهمًا على السلم والأمن الإقليميين والدوليين".
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: إن أولوية المجتمع الدولي الآن يجب أن تركز على وقف إراقة الدماء والحد من الضرر اللاحق بالمدنيين ونقل الوضع إلى المسار الدبلوماسي السياسي. وشدّد على ضرورة تكريس الجهود الجماعية لإعادة إطلاق عملية التفاوض الكاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف تحقيق حل الدولتين المدعوم من الأمم المتحدة.