الوصال - أوضح الدكتور زاهد بن عبدالله المنذري، استشاري أول علاج الأورام بالإشعاع وعضو مجلس إدارة الجمعية العُمانية للسرطان، في حديثه لـ«منتدى الوصال» أن اختياره لهذا التخصص جاء بدافع إنساني وعلمي، وبإلهام من أحد أساتذته في جامعة السلطان قابوس الذي لاحظ اهتمامه بالتقنيات الحديثة ودقتها العالية. وأضاف أنه أمضى سبع سنوات في كندا لدراسة التخصص الدقيق، قبل أن يعود إلى سلطنة عمان ويعمل في مستشفى السلطاني عام 2004، ثم ينتقل لاحقًا إلى جامعة السلطان قابوس ليواصل مسيرته الأكاديمية والطبية.

ماذا يقدّم المركز؟

وبيّن الدكتور المنذري أن مستشفى «السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان» يمثل نقلة نوعية في منظومة العلاج، إذ يجمع بين العلاج الكيماوي والإشعاعي والجراحي والدعم النفسي والتغذية والعلاج الطبيعي والتأهيل المهني في بيئة واحدة متكاملة، مشيرًا إلى أن الهدف هو أن يحصل المريض على «الرعاية الشاملة» في مكان واحد دون الحاجة للتنقل بين المؤسسات.

كيف يُدار التعاون الطبي؟

وتطرّق إلى التكامل بين المستشفى الجديد والمستشفيات «السلطاني» و«الجامعة»، موضحًا أن المنظومة الصحية في عُمان تعمل كشبكة مترابطة، بحيث تُوزع الحالات حسب نوع الورم والتخصص، فمثلًا أورام الأطفال وسرطان الدم تُعالج في المستشفى السلطاني، فيما يتولى المستشفى المتكامل علاج الأورام الصلبة بمختلف أنواعها.

من أين يبدأ التشخيص؟

وأكّد الدكتور المنذري أن الرعاية الصحية الأولية هي خط الدفاع الأول ضد السرطان، لافتًا إلى أن إدخال أنظمة «الذكاء الاصطناعي» في هذه المراكز أصبح يساعد الأطباء على اكتشاف المؤشرات الأولية للأورام بناءً على الأعراض والعوامل السريرية، ما يُسهم في تسريع الإحالة إلى المراكز المتخصصة وتقليل الفجوة بين الأعراض والتشخيص.

أكثر الأنواع شيوعًا؟

وأوضح أن أكثر السرطانات شيوعًا في سلطنة عمان هي سرطان الثدي، والقولون، والغدة الدرقية، والبروستاتا، مشيرًا إلى أن سرطان القولون يتصدر بين الرجال، بينما يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى بين النساء، مؤكدًا أن الوعي المجتمعي والفحص الذاتي والفحص الدوري عوامل أساسية في الكشف المبكر وتحسين فرص الشفاء.

هل زادت الحالات؟

وبيّن الدكتور المنذري أن الزيادة الملحوظة في عدد الحالات لا تعني بالضرورة ارتفاعًا في نسب الإصابة، بل تعود في كثير من الأحيان إلى تحسن أدوات التشخيص وتقدم الخدمات الصحية، بالإضافة إلى ارتفاع متوسط العمر وتغير نمط الحياة. وأشار إلى أن سلطنة عمان تمتلك حاليًا أربعة أجهزة متطورة للعلاج الإشعاعي تعمل بكفاءة لتلبية الاحتياجات العلاجية.

هل السرطان وراثي؟

وأكد أن الوراثة تمثل نسبة لا تتجاوز 10% من مجموع الحالات، بينما تعود النسبة الأكبر إلى العوامل البيئية والسلوكية. وذكر أن بعض العائلات تُحال إلى فحوص «التحليل الجيني» لتحديد قابلية الإصابة، موضحًا أن الفحص الوراثي المبكر لا يعني المرض بل يساعد على الوقاية منه.

ما مسببات المرض؟

وأوضح أن العادات الغذائية الخاطئة مثل الإكثار من اللحوم الحمراء والمقلية والمعلبة، إضافة إلى السمنة وقلة الحركة والتدخين، تشكل عوامل خطر رئيسية، مشيرًا إلى أن «الصيام المنتظم» واتباع نظام غذائي غني بالألياف والخضروات يساعد على خفض مؤشرات الالتهاب في الجسم ويقلل فرص الإصابة.

هل الأشعة خطيرة؟

وأجاب الدكتور المنذري بأن الأشعة الطبية ليست خطيرة إذا استُخدمت وفق المعايير، مشيرًا إلى أن التعرض الزائد أو غير المبرر فقط هو الذي قد يشكل خطرًا. وأكد أن المراكز الطبية في عُمان تطبّق قاعدة «الجرعة الأدنى الممكنة» لضمان سلامة المرضى، مبينًا أن النساء دون سن الأربعين لا يُجرى لهنّ تصوير الثدي بالأشعة إلا عند الضرورة الطبية.

ما كلفة العلاج؟

وأوضح أن العلاجات الحديثة مكلفة عالميًا نظرًا لتكاليف البحث والتطوير، إلا أن سلطنة عمان توفر العلاج مجانًا للمواطنين. وأضاف أن الأسعار تنخفض لاحقًا مع توفر الأدوية البديلة (الجنيسة)، مما يسهم في تقليل الضغط المالي على المنظومة الصحية.

أهمية الكشف المبكر؟

وبيّن الدكتور المنذري أن الكشف المبكر لا ينقذ الأرواح فحسب بل يقلل تكلفة العلاج بنسبة كبيرة، موضحًا أن علاج سرطان الثدي في مراحله الأولى يكلف من 6 إلى 8 آلاف ريال عماني، بينما قد تتجاوز التكلفة في المراحل المتقدمة 100 ألف ريال عماني.

ما دور النفسية والمجتمع؟

وأوضح أن الدعم النفسي للمريض أحد أهم محاور العلاج، مشددًا على أهمية تكاتف الأسرة والمجتمع لتخفيف الضغط النفسي عن المصابين، مؤكدًا أن المبالغة في النصائح أو نشر الشائعات قد تزرع الخوف وتؤثر سلبًا على الاستجابة للعلاج.

مواجهة الإشاعات..

وحذّر الدكتور المنذري من الانسياق وراء المعلومات الطبية غير الموثوقة المنتشرة عبر وسائل التواصل، خاصة تلك التي تدعو إلى الامتناع التام عن السكر أو الاعتماد على الأعشاب، مشددًا على أن المرجع الوحيد هو الطبيب المختص أو المصادر الطبية الرسمية.

رسالة ختامية..

واختتم الدكتور زاهد بن عبدالله المنذري حديثه بالتأكيد على أن السرطان مرض يمكن علاجه والسيطرة عليه، داعيًا الجميع إلى تبني أنماط حياة صحية، وإجراء الفحوص الدورية، وتعزيز ثقافة التفاؤل والأمل، مشيرًا إلى أن «المعلومة الصحيحة والدعم الإنساني هما أول خطوة في طريق التعافي».

لمتابعة حلقة «منتدى الوصال» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو