يوسف الملا للوصال: تأخر التشخيص وتكاليف العلاج وضعف دمج المدارس تعقّد رحلة أسر التوحد
الوصال - أوضح الدكتور يوسف بن علي الملا، مبتكر وكاتب طبي، أن التحديات التي تواجه أطفال طيف التوحد وأسرهم متشعّبة ومتعددة الجوانب، تبدأ أولًا من ضعف الوعي والتأخر في الاكتشاف المبكر للأعراض، إذ قد لا تلاحظ بعض الأسر العلامات الأولية مثل تأخر الكلام أو ضعف التواصل البصري، مما يؤدي إلى فقدان الطفل لفرصة الإدخال المبكر في البرامج العلاجية أو المراكز المختصة.
وأشار يوسف الملا في برنامج ساعة الظهيرة إلى أن هناك قلة في عدد المراكز المتخصصة في سلطنة عمان، ما يجعل الأسر أمام تحدٍ إضافي يتمثل في طول فترات الانتظار للحصول على موعد للتشخيص أو العلاج، وهو ما يدفع بعض الأسر إلى التوجّه للقطاع الخاص، الأمر الذي يضيف أعباءً مالية كبيرة على كاهلها، خاصة إذا كان العلاج طويل المدى ويحتاج إلى متابعة مستمرة.
ولفت إلى أن البعد الثقافي والاجتماعي يشكل بدوره تحديًا رئيسيًا، حيث ما زال البعض ينظر إلى حالات التوحد على أنها وصمة اجتماعية أو عار، وهو ما يدفع بعض الأسر إلى تجنّب الإفصاح عن حالة أبنائها أو التردد في طلب العلاج المبكر، مؤكدًا أن هذا التصوّر يحتاج إلى تغيير جذري يقوم على الوعي والقبول المجتمعي.
وبيّن الدكتور يوسف أن هناك أيضًا قصورًا في برامج الفحص المبكر داخل المراكز الصحية الأولية، متسائلًا عن مدى توفر آليات فعّالة لتقييم نمو الأطفال ومتابعة سلوكياتهم، وهل توجد كوادر طبية وتمريضية مدرّبة للتعرف السريع على علامات التوحد. وأضاف أن وجود مثل هذه البرامج والخبرات كفيل بالكشف المبكر وتخفيف الأعباء اللاحقة على الأسر والمجتمع.
وتطرّق إلى أن ضعف جاهزية المدارس يمثل بدوره تحديًا بارزًا، حيث ما زالت بعض المدارس غير مهيأة بشكل كافٍ لدمج الأطفال ذوي طيف التوحد، سواء من ناحية البنية التعليمية أو تدريب المعلمين أو تطوير المناهج المناسبة، وهو ما يدفع بعض الأسر إلى عزل أبنائها أو البحث عن بدائل تعليمية مكلفة.
وأكد أن هذه التحديات تنعكس في النهاية على الأسرة بأكملها، إذ تواجه ضغوطًا نفسية ومادية كبيرة نتيجة طول رحلة العلاج والبحث عن الدعم، إلى جانب الإحساس بالعبء المستمر في التعامل مع طفل يحتاج إلى رعاية خاصة على مدى الحياة. وختم حديثه بالتأكيد على أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تكاتفًا حكوميًا ومجتمعيًا لإيجاد حلول عملية تخفف من معاناة الأسر، وتمنح الأطفال من ذوي طيف التوحد فرصًا حقيقية في التعليم والاندماج والمشاركة المجتمعية.
لمتابعة اللقاء عبر الرابط التالي:
