الوصال - أوضح الدكتور عبدالله بن محمد الغزالي، أستاذ مساعد بقسم المالية والاقتصاد والعميد المساعد لكلية التجارة والعلوم الإدارية بجامعة ظفار، في حديثه لبرنامج «ساعة الظهيرة»، أن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية «لم يكن مفاجئًا للأسواق»، إذ جاء ضمن التوجهات المتوقعة للسياسة النقدية الأميركية الهادفة إلى موازنة معدلات التضخم والوظائف في الاقتصاد الأميركي.

انعكاسات خليجية سريعة

وبيّن الغزالي أن البنوك المركزية في دول الخليج عادة ما تتبع قرارات الفيدرالي بسبب ارتباط معظم عملاتها بالدولار الأميركي، مشيرًا إلى أن القرار الأخير انعكس فورًا على السياسات النقدية الخليجية بخفض موازٍ في أسعار الفائدة الرئيسية.

القروض بين البنوك

وأفاد الغزالي أن تأثير القرار يتركز على «القروض بين البنوك»، وليس على القروض الشخصية أو التجارية بشكل مباشر، موضحًا أن الانخفاض في الفائدة بين البنوك ينعكس تدريجيًا على تمويل الأنشطة الاقتصادية، في حين تظل القروض الفردية خاضعة لسياسات مصرفية داخلية لا تتأثر بشكل فوري.

تحفيز النمو الاقتصادي

وأكّد أن خفض الفائدة يُسهم في تنشيط الاستثمارات والتجارة عبر زيادة السيولة في الأسواق، وتقليل العائد على الودائع، مما يدفع الأفراد والشركات إلى البحث عن فرص استثمارية جديدة، مبينًا أن هذا الاتجاه يؤدي عادة إلى «انتعاش اقتصادي» ينعكس على القطاعات الإنتاجية والخدمية.

انعكاسات على الاقتصاد العُماني

وأشار الغزالي إلى أن الاقتصاد العُماني يسير في مسار إيجابي مدعومًا بتحسن التصنيف الائتماني للدولة وارتفاع الإيرادات غير النفطية بنحو (800 مليون ريال عُماني)، إلى جانب انخفاض نسبة الإنفاق العام إلى الناتج المحلي من (38%) إلى (32%)، وهو ما يعزز ثقة المستثمرين ويجعل سلطنة عمان بيئة جاذبة للاستثمارات.

بورصة مسقط شاهد على النمو

وأوضح أن «بورصة مسقط» سجلت خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعًا لافتًا من (4500 نقطة) إلى نحو (5600 نقطة)، بزيادة في أسعار الأسهم تراوحت بين (15% و25%)، ما يعكس أثر السياسة النقدية التيسيرية وزيادة السيولة في السوق المحلية.

تحذير من الاستثمار بالقروض

وحذّر الغزالي المستثمرين من اللجوء إلى القروض البنكية لتمويل استثماراتهم في الأسواق المالية، مؤكدًا على أهمية «استثمار الأموال المدخرة» فقط، نظرًا لتقلبات السوق والمخاطر المرتبطة بالقروض طويلة الأجل.

نظرة مستقبلية

وتوقّع أن يركّز الفيدرالي الأميركي خلال الربع الأخير من العام على «احتواء التضخم» أكثر من دعم التوظيف، مرجحًا أن يشهد ديسمبر القادم قرارًا جديدًا أكثر تحفظًا في سياسة خفض الفائدة، مؤكدًا أن التوازن بين «السيولة والتضخم» سيبقى محور المرحلة المقبلة في إدارة الاقتصادين العالمي والخليجي.

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو