عادل المعشري لـ«الوصال»: ضعف الموارد يحدّ من توسع العمل الخيري في العامرات رغم ارتفاع الطلب المجتمعي
منتدى الوصال
الوصال ـــ أوضح عادل بن سالم المعشري، نائب فريق العامرات الخيري، أن الفريق يمثل أحد الأذرع التطوعية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية ويعمل بإشراف مباشر من لجنة التنمية الاجتماعية بمكتب والي العامرات، مشيرًا إلى أن تأسيس الفريق يعود إلى عام 2012 تحت مسمى «فريق الترحم»، قبل أن يُعاد تسميته في عام 2016 إلى «فريق العامرات الخيري».
هيكل إداري وشراكة مجتمعية
وبيّن المعشري في حديثه «منتدى الوصال» أن الفريق يعمل في تناغم مع لجنة الزكاة بالولاية، حيث يؤدي الجانبان أدوارًا متكاملة في خدمة المجتمع، رغم اختلاف تبعيتهما المؤسسية بين وزارتي التنمية الاجتماعية والأوقاف. وأشار إلى أن الفريق يعتمد في عمله على تقسيم ولاية العامرات إلى ثمانية قطاعات رئيسية، لكل منها مشرف ميداني يتولى متابعة الحالات ورصد الاحتياجات بالتنسيق مع الإدارة.
آليات الرصد والتسجيل
وأوضح المعشري أن استقبال الحالات يتم من خلال منافذ متعددة تشمل مكتب التنمية الاجتماعية ومكتب الوالي، إضافة إلى رابط إلكتروني مخصص لتسجيل الطلبات لتسهيل الوصول على المستفيدين، وخاصة كبار السن الذين يُقدَّم لهم الدعم عبر التسجيل المباشر. وذكر أن الفريق يتعامل مع الحالات وفق نظام إلكتروني يضمن سرية البيانات ودقتها.
تحديات النمو السكاني
وناقش المعشري صعوبة العمل الخيري في ولاية العامرات نظرًا لاتساعها الجغرافي وتزايد عدد سكانها الذي يتجاوز 120 ألف نسمة، موضحًا أن هذا النمو السكاني الكبير يفرض على الفرق الخيرية تحديًا مضاعفًا في متابعة الأسر المستحقة والمتنقلة من مناطق أخرى. وأضاف أن التنسيق يتم أيضًا عبر المنصة الوطنية «جود» التي تتيح معرفة بيانات الأسر المنتقلة بين الولايات بما يسهل تقديم المساعدات بعد التحقق من حالتها.
تنسيق ميداني ومجتمعي
وأفاد أن الفريق يعتمد على شبكة من العلاقات المجتمعية تضم شيوخ المناطق والرشداء، إلى جانب إدارات المدارس والمساجد التي تلعب دورًا محوريًا في إيصال المعلومات عن الأسر المحتاجة، مشيرًا إلى أن هذا التعاون «يسهم في سرعة الوصول للحالات المستحقة» في ظل طبيعة الولاية المتسعة.
تحديات مالية قائمة
وأكد المعشري أن أبرز التحديات التي تواجه فريق العامرات الخيري تتمثل في «ضعف الموارد المالية»، موضحًا أن متوسط التبرعات الشهرية يتراوح بين ألف إلى ثلاثة آلاف ريال عماني، وهو مبلغ لا يغطي حجم الالتزامات والمبادرات الخدمية. وأضاف أن بعض الفرق الخيرية تمتلك استثمارات صغيرة، بينما يعتمد فريق العامرات كليًا على التبرعات الفردية، داعيًا أصحاب الأيادي البيضاء إلى «المساهمة في دعم العمل الخيري بالولاية» لضمان استدامة البرامج الاجتماعية.
مقترحات لتعزيز الاستدامة
وأفاد أن هناك مبادرة من وزارة التنمية الاجتماعية لمنح الفرق الخيرية مقرات دائمة، ما سيسهم في تقليل الأعباء التشغيلية. كما طرح فكرة تمكين الفرق الخيرية من الحصول على سجلات تجارية غير ربحية لتأسيس استثمارات عقارية أو خدمية تُدرّ دخلًا ثابتًا يُوجَّه لدعم البرامج الاجتماعية.
شفافية وتقارير دورية
ولفت إلى أن الفريق يقدم تقارير مالية وإدارية دورية كل ثلاثة أشهر إلى لجنة التنمية الاجتماعية ووزارة التنمية، تتضمن الإيرادات والمصروفات ومجالات الإنفاق، مؤكدًا أن العمل الخيري في سلطنة عمان يخضع لـ«رقابة دقيقة وشفافية عالية»، ويمكن لأي مواطن الاطلاع على الأنشطة من خلال مكاتب الولاة أو مقر الفريق.
مبادرات موسمية
وبيّن المعشري أن الفريق يستعد في ديسمبر لإطلاق برنامج «رمضان الخيري» الذي يشمل توزيع «السلال الغذائية وكفالة الأيتام»، بالتعاون مع الجمعيات الخيرية والهيئة العمانية للأعمال الخيرية التي تقدم كوبونات تسوّق ومساعدات عينية. وذكر أن هذه المبادرات «تسهم في تعزيز التكافل الاجتماعي وتلبية احتياجات الأسر المسجلة».
دعوة للتكامل المؤسسي والمجتمعي
وفي ختام حديثه، دعا المعشري إلى تعزيز التنسيق بين مكتب الوالي، لجنة الزكاة، ومكاتب التنمية الاجتماعية، لتوسيع نطاق الوصول للأسر المحتاجة، مؤكدًا أن العمل الخيري في العامرات «يمثل نموذجًا حيًا للتكامل بين العمل المؤسسي والجهود الأهلية» وأن نجاحه يعتمد على وعي المجتمع ودعمه المستمر لهذه الفرق.
لمتابعة حلقة «منتدى الوصال» عبر الرابط التالي:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام:


