الوصال ـــ تحدث الدكتور عبدالرحمن السحيباني، نائب الرئيس للثقافة في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، في «برنامج ساعة الظهيرة»، موضحًا أن محافظة العُلا الواقعة في شمال غرب المملكة العربية السعودية تُعد «واجهة ثقافية وسياحية بارزة» لما تحتضنه من إرثٍ تاريخيٍّ عميق يعود إلى أكثر من «مئتي ألف عام من التواجد البشري»، إلى جانب ما تتميز به من «مناظر طبيعية خلابة».

وجهة ثقافية عالمية

وأشار إلى أن الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تسعى إلى «تحويل العُلا إلى وجهة ثقافية وسياحية عالمية» تعتمد في رؤيتها على مبادئ «الاستدامة والحفاظ على الإرث الطبيعي والتاريخي»، مبينًا أن هذه الجهود جعلت من العُلا «أيقونة للثقافة والتراث» في المملكة والمنطقة.

إرث طريق البخور

وتناول الدكتور السحيباني مكانة العُلا التاريخية بوصفها «إحدى المحطات الرئيسة على طريق البخور» الذي نشأ في الألف الأول قبل الميلاد، موضحًا أن الأدلة الأثرية تؤكد أن العُلا كانت «موطنًا لعددٍ من أقدم الممالك العربية» مثل مملكة دَدان ومملكة لحيان، ثم أصبحت محطة رئيسية على «طريق الحج الشامي والمصري» نحو مكة والمدينة.
وبيّن أن محافظة العُلا تزخر اليوم بما يقارب «ثلاثين ألف موقع أثري»، تتولى الهيئة الملكية مسؤولية تطويرها وحمايتها وتفعيلها، مضيفًا أن الهيئة تعمل «مع شركاء محليين ودوليين» للكشف عن هذه الآثار وصونها وتقديمها للزوار بالشكل اللائق.

اتفاقية لبان العُلا

وأوضح أن أحد أبرز هذه المشاريع هو «الاتفاقية التي وقعتها الهيئة الملكية مع شركة أمواج العُمانية» يوم الخميس الماضي في العُلا، ضمن فعاليات مهرجان الممالك القديمة، حيث استُضيف الوفد العُماني برئاسة السيد خالد بن حمد البوسعيدي. وتحدث عن عمق هذه الشراكة التي تهدف إلى «إحياء إرث اللبان والبخور» بوصفه رمزًا للتبادل التجاري والحضاري بين العُلا ووادي دوكة في ظفار، المسجّل في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

تعاون حضاري مشترك

وأضاف أن الاتفاقية تسعى إلى «تفسير العلاقة التاريخية بين البخور والعُلا»، وإبراز دوره في التجارة القديمة والطقوس الدينية عبر القرون، مشيرًا إلى أن المشروع يهدف أيضًا إلى «تقديم تجربة حسّية وسياحية فريدة» للزوار، تجمع بين «عبق التاريخ وجمال الطبيعة».

روابط تاريخية عُمانية

وأكد السحيباني أن العلاقة بين «العُلا وظفار» تمتد إلى جذور بعيدة، مشيرًا إلى أن الروابط التاريخية بين المنطقتين «تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد»، وأن التشابه الكبير في المناظر الطبيعية والموروث الثقافي بين العُلا ووادي دوكة جعل من هذا التعاون مع «أمواج» نموذجًا متميزًا لتكامل الجهود بين البلدين في حماية الإرث الثقافي.

منتجات ثقافية وسياحية

وتطرق إلى أن الهيئة تعمل مع أمواج وشركاء آخرين في القطاعين العام والخاص لإنتاج «منتجات ثقافية فريدة» مستلهمة من التراث المشترك، مضيفًا أن الهدف هو «إعادة تفسير التاريخ العربي القديم» وتقديمه للسائح بصورة حديثة تحافظ على أصالته وتعزز مكانته في الوعي العالمي.

مهرجان الممالك القديمة

وبيّن أن الاتفاقية جاءت ضمن فعاليات «مهرجان الممالك القديمة» الذي أُعلن عنه مؤخرًا في العُلا، وهو مهرجان يحتفي بالممالك العربية القديمة ويستمر حتى نهاية شهر سبتمبر، موضحًا أن الفعاليات تشمل «أنشطة ثقافية وسياحية متنوعة» تسلط الضوء على حضارات شبه الجزيرة العربية ومساراتها التجارية القديمة.

دعوة للزيارة

وختم السحيباني حديثه موجهًا «دعوة مفتوحة للأشقاء في سلطنة عُمان ودول الخليج» لزيارة العُلا والاستمتاع بفعاليات المهرجان، مؤكدًا أن «الشراكة مع أمواج» تجسد عمق العلاقات الحضارية بين البلدين، وتؤسس لمشروعات مستقبلية تعزز حضور العُلا بوصفها «ملتقى التراث والثقافة والإنسان».

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو