الدكتور يونس البلوشي لـ «الوصال» : ذروة العدوى في الأيام الثلاثة الأولى وتستمر حتى سبعة أيام بعد ظهور الأعراض
ساعة الظهيرة
الوصال - قال الدكتور يونس بن إبراهيم البلوشي، استشاري أول أمراض الجهاز التنفسي للأطفال، في حديثه ببرنامج «ساعة الظهيرة» على إذاعة «الوصال»، إن القلق الذي يبديه الأهالي حيال تزايد حالات الإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي خلال هذه الفترة يُعد أمرًا طبيعيًا ومحمودًا، لأنه يعكس درجة من الحرص والوعي الصحي، مشيرًا إلى أن هذا القلق يجب أن يتحول إلى سلوك وقائي مسؤول.
وأوضح أن موسم الشتاء عادةً ما يشهد زيادة في الفيروسات التنفسية، وهذه الزيادة متوقعة ولا تُعد مؤشرًا على وضع استثنائي، مؤكدًا أن الحالات المسجلة في المستشفيات ضمن المعدل الموسمي الطبيعي، ولم تُسجل أي مؤشرات غير مسبوقة أو ارتفاعات حادة مقارنة بالسنوات الماضية. وأضاف أن معظم الحالات التي تُراجع أقسام الطوارئ تُعالج منزليًا ولا تحتاج إلى التنويم، باستثناء بعض الحالات التي تتطلب المراقبة، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن.
فعالية اللقاح الموسمي
وأكد الدكتور البلوشي أن لقاح الإنفلونزا الموسمية من أفضل الوسائل الوقائية المتاحة، إذ يساهم في الحد من شدة المرض ومضاعفاته الخطيرة، موضحًا أن الإنفلونزا ليست مرضًا بسيطًا كما يعتقد البعض، فهي قد تؤدي لدى الفئات الأكثر هشاشة — مثل كبار السن، والأطفال الصغار، والمصابين بالأمراض المزمنة كالربو والسكري وأمراض القلب والكلى — إلى الدخول للمستشفى أو حتى العناية المركزة.
وأشار إلى أن اللقاح فعّال كذلك للأشخاص الأصحاء، إذ يخفف من الأعراض ويمنع انتقال العدوى إلى الفئات الضعيفة في الأسرة أو المجتمع. وأضاف أن اللقاح يُحدث فرقًا كبيرًا في تقليل نسب التنويم والوفيات الناتجة عن مضاعفات الإنفلونزا، مؤكدًا أن أخذ اللقاح سنويًا ضرورة وليس ترفًا طبّيًا.
ليست موجة جديدة
ونفى الدكتور البلوشي وجود أي مؤشرات على عودة فيروس كوفيد-19 بشكل مقلق، موضحًا أن الفيروسات المنتشرة حاليًا هي فيروسات موسمية متحورة كالإنفلونزا، والفيروس التنفسي، وفيروسات الزكام المعتادة.
وأشار إلى أن حالات الإصابة بفيروس كورونا ما تزال موجودة لكنها قليلة جدًا وخفيفة الأعراض مقارنة بما كان عليه الوضع أثناء الجائحة، مضيفًا أن التشابه بين الأعراض هو ما يثير اللبس بين الناس، إلا أن الفروق واضحة من ناحية الشدة والمدة وطبيعة المضاعفات. وقال: «لا توجد موجة جديدة أو وباء، وما يحدث الآن هو نشاط طبيعي للفيروسات الموسمية التي تتكرر كل عام في هذا الوقت».
الانتكاسة لا تعني العدوى نفسها
وتطرّق الدكتور البلوشي إلى ما يلاحظه الأهالي من عودة الأعراض بعد التعافي، مشيرًا إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بنفس الفيروس مرتين، وإنما غالبًا تكون عدوى جديدة بفيروس مختلف تتشابه أعراضه مع السابق. وأوضح أن الفيروسات التنفسية كثيرة ومتشابهة في أعراضها، مما يجعل التفريق بينها صعبًا دون فحوصات مخبرية.
وأضاف أن ضعف المناعة أو الإرهاق البدني قد يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة مجددًا، كما أن الفيروسات المتحورة تتغير سنويًا، ولذلك قد يشعر المريض وكأنه أصيب بالمرض نفسه مرتين. وأكد أن هذا الأمر شائع جدًا في مواسم الشتاء بسبب تعدد الفيروسات وتشابهها.
المدارس والوقاية
وأشار الدكتور البلوشي إلى أن المدارس تعد من أكثر البيئات عرضة لانتقال العدوى بسبب كثافة الاختلاط بين الطلبة وتشاركهم الأماكن المغلقة والأدوات والأنشطة. ودعا إلى التركيز على العادات الوقائية البسيطة مثل النوم الكافي، والتغذية السليمة، وغسل اليدين أو تعقيمهما بانتظام، وتجنب ملامسة الأسطح المشبوهة أو مشاركة الأدوات الشخصية.
وأوضح أن الخطورة تزداد عند الطلبة الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو أو أمراض الدم أو المناعة أو القلب، إذ تكون احتمالية إصابتهم بأعراض متوسطة أو شديدة أعلى من غيرهم، وإن كانت معظم الإصابات لا تتجاوز درجة الخطورة المتوسطة.
مدة العدوى وذروتها
وبيّن الدكتور البلوشي أن ذروة العدوى بفيروسات الجهاز التنفسي تكون خلال الأيام الثلاثة الأولى من ظهور الأعراض، وتستمر فترة العدوى ما بين خمسة إلى سبعة أيام تقريبًا، لافتًا إلى أن بعض الفيروسات قد تكون معدية حتى قبل ظهور الأعراض.
وأوضح أن الطفل الذي لا تزال أعراضه ظاهرة مثل السعال والعطاس وارتفاع الحرارة يبقى ناقلًا للعدوى حتى بعد مرور عدة أيام، مشددًا على أهمية إبقائه في المنزل وعدم إرساله إلى المدرسة حتى تتحسن حالته، لأن العدوى تنتقل بسهولة عبر الرذاذ والهواء في الفصول المغلقة. وأضاف أن أغلب الأسر تجد صعوبة في غياب أبنائها لفترة طويلة، لكن الأولوية يجب أن تكون للصحة العامة وتقليل الانتشار.
التعليم عن بُعد حل عملي للوقاية
وأشاد الدكتور البلوشي بالجهود التي تبذلها المدارس والإدارات التعليمية في سلطنة عمان لتقليل انتشار العدوى، مثمنًا رسائل التوعية التي ترسلها بعض المدارس للأهالي بعدم إرسال الأطفال المصابين، وتوفير بدائل تعليمية رقمية.
وقال إن وجود منصات تعليمية فعالة يسهم في تعويض الفاقد التعليمي الناتج عن الغياب، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على سلامة الطلبة والمعلمين على حد سواء، ودعا إلى تعميم التجربة في جميع المدارس الحكومية والخاصة.
جاهزية القطاع الصحي
وأكد الدكتور يونس البلوشي أن القطاع الصحي في سلطنة عُمان مستعد بشكل تام للتعامل مع موجات الفيروسات الموسمية، سواء من حيث توافر الأدوية أو اللقاحات أو الأسرة في المستشفيات والمراكز الصحية.
وحول إمكانية انتقال العدوى في غرف الانتظار، أوضح أن ذلك ممكن في حال كانت الغرف مغلقة ولا تتوفر فيها تهوية جيدة، خصوصًا عند وجود أكثر من شخص مصاب بأعراض تنفسية، مؤكدًا على أهمية ترك مسافة آمنة بين المرضى، وفتح النوافذ أو تشغيل أنظمة التهوية.
رسالة طمأنة وختام
واختتم الدكتور يونس البلوشي حديثه بالتأكيد على أن الوضع الوبائي في سلطنة عمان مستقر وطبيعي، وأن ما تشهده المستشفيات هو نشاط موسمي متوقع للفيروسات التنفسية.
لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام:


