الوصال - أوضح الخبير المالي حمزة اللواتي في حديثه ضمن برنامج «منتدى الوصال» أن الاحتيال المالي أصبح أكثر انتشارًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بالتطور السريع في التقنيات الحديثة و«الذكاء الاصطناعي»، مقابل بطء في التشريعات وغياب الوعي الكافي لدى بعض المستخدمين. وأشار إلى أن المحتالين باتوا أكثر ابتكارًا في أساليبهم، مستفيدين من الثغرات التقنية و«الثقة الزائدة» لدى الأفراد.


الأمان الرقمي مسؤولية الجميع


وقال اللواتي إن فكرة «أنا لست مستهدفًا» لم تعد صحيحة؛ فكل من يمتلك «هاتفًا ذكيًا» أو «حسابًا بنكيًا» أو يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي هو عرضة لمحاولات الاحتيال. ودعا إلى تعزيز الوعي الأسري، خصوصًا لدى كبار السن، من خلال إشراك أحد الأبناء في متابعة الحسابات البنكية والتنبيهات الإلكترونية للحماية من أي محاولات استغلال.


أمية العصر الحديث


ولفت اللواتي إلى أن «الأمية في القرن الحادي والعشرين» لم تعد تتعلق بالقراءة والكتابة، بل بالقدرة على فهم التكنولوجيا والتعامل الواعي مع أدواتها. وأضاف أن كثيرًا من الأشخاص يستخدمون الهواتف الذكية دون إدراكهم للمخاطر المحيطة بها، ما يجعلهم هدفًا سهلاً للمحتالين الرقميين الذين يستغلون جهل المستخدمين بأساسيات الأمان الإلكتروني.


وهم الربح السريع


وبيّن أن «الطمع» و«الرغبة في الثراء السريع» هما المدخلان الأساسيان لأي عملية احتيال مالي، موضحًا أن المحتالين يستغلون رغبة الأفراد في تحقيق مكاسب فورية عبر قصص نجاح مزيفة أو استثمارات وهمية. وأكد أن الاستثمار الحقيقي يقوم على «الصبر» و«الوعي» و«المخاطرة المحسوبة»، وليس على الإغراءات العابرة أو العروض المبالغ فيها.


كيف تكتشف الاحتيال؟


وتُعد معرفة العلامات التحذيرية من أهم أساليب الحماية الذاتية ضد الاحتيال المالي. أشار اللواتي إلى أن أول ما يجب الانتباه له هو العروض التي «تَعِد بعوائد مرتفعة وثابتة دون تفسير منطقي»، إذ لا توجد استثمارات خالية من المخاطر. كذلك، ينبغي الحذر من أي «رسائل إلكترونية تطلب تحديث البيانات البنكية» أو «إرسال رموز تحقق»، لأن الجهات الرسمية لا تطلب هذه المعلومات عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني. كما حث على التعامل بحذر مع «الإعلانات المجهولة» عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تُظهر عنوانًا واضحًا أو جهة مرخصة، مشيرًا إلى أن المحتالين غالبًا ما يستخدمون لغة الإقناع السريع والضغط النفسي لدفع الضحية إلى اتخاذ قرار فوري دون تفكير.
وأوضح أن «الشك الواعي» هو أول خطوط الدفاع، إذ يجب على الفرد أن يتوقف ويتحقق قبل النقر على أي رابط أو تحويل أي مبلغ مالي، لأن «التريّث أفضل من الندم»، وأن الوقاية تبدأ من الوعي الشخصي قبل أي إجراء تقني أو قانوني.


المعرفة خط الدفاع الأول


وأشار اللواتي إلى أن مقاومة الاحتيال لا تكون فقط بالقوانين، بل بـ«الثقافة المالية» لدى الأفراد. فالشخص الواعي لا يسلّم بياناته بسهولة، ولا يستثمر قبل التحقق من الجهة المعنية. وأضاف أن «الشخصية العُمانية المتفكرة والمتسائلة» هي القادرة على حماية نفسها، لأنها لا تقبل أي عرض دون تحليل وتدقيق.


الترخيص أولًا


وأكد اللواتي على أن إدارة الأموال أو جمعها يتطلب ترخيصًا من «هيئة الخدمات المالية» أو «البنك المركزي العُماني»، موضحًا أن الترخيص التجاري الصادر من «وزارة التجارة» وحده لا يخول الشركة لممارسة أنشطة مالية. ونصح المستثمرين بطلب نسخ من التراخيص الرسمية والبحث عن أسماء الشركات في القوائم المنشورة على المواقع الحكومية.


شركات الوساطة الخارجية


وذكر اللواتي أنه لا مانع من التعامل مع «شركات وساطة خارجية» شريطة التأكد من تراخيصها في دول ذات أنظمة رقابية قوية مثل «الولايات المتحدة» أو «سنغافورة» أو «المملكة المتحدة». وحذّر من الشركات المسجلة في «جزر صغيرة» أو دول غير معروفة، إذ يصعب تتبعها أو استرجاع الأموال منها في حال الاحتيال.


التوثيق ضمان للحقوق


وأكد أن «الثقة وحدها لا تكفي» في المعاملات المالية، فحتى مع الأقارب أو الأصدقاء لا بد من وجود «عقد رسمي موثّق» عبر «كاتب العدل الإلكتروني»، لتجنّب الخلافات وحماية الحقوق. وأوضح أن التوثيق ليس تشكيكًا في النوايا، بل إجراء قانوني ضروري في كل علاقة مالية.


أساليب احتيال متجددة


وكشف اللواتي عن تنامي محاولات الاحتيال عبر «رسائل وروابط تصيّد» تنتحل أسماء بنوك وجهات رسمية، أو عبر «اختراق حسابات شخصية» في تطبيقات مثل واتساب لإرسال طلبات تحويل مالية للأصدقاء. كما أشار إلى أن بعض «الدورات التدريبية» أو «المنصات التعليمية» تستغل الحماس لتحقيق الربح السريع لتقود المستخدمين نحو استثمارات وهمية.وأوصى بالتوجه مباشرة إلى «شرطة عُمان السلطانية» وتقديم بلاغ رسمي مدعوم بالمحادثات والإيصالات، إلى جانب إخطار «هيئة الخدمات المالية» في حال كانت الجهة مدّعية للاستثمار. وأكد أن سرعة البلاغ وتعاون الضحايا معًا في تقديم شكوى جماعية يزيد فرص الملاحقة واسترجاع الحقوق.


الوقاية بالوعي


واختتم اللواتي بالتأكيد على أن «الوعي المالي» هو السلاح الأهم، قائلاً: «لا توجد جهة قادرة على حمايتك ما لم تبدأ بنفسك، فالثقة المفرطة ثغرة، والشك الذكي حماية، والوقاية والوعي هما خط الدفاع الأول أمام أي محاولة احتيال».

لمتابعة حلقة «منتدى الوصال» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو