الوصال - أكد الصحفي والكاتب في الشأن الاقتصادي خلفان الطوقي، خلال حديثه في برنامج «ساعة الظهيرة» أن يوم الشباب العُماني هو يوم فخر واعتزاز لكل شاب وشابة، يعكس اهتمام القيادة الرشيدة، ممثلة في حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بأهمية الاستثمار في طاقات الشباب العماني، باعتبارهم الذراع الأساسية في بناء الوطن والدعامة القوية لمستقبله، مشيرًا إلى أن شعار هذا اليوم يجب أن يتحول من مجرد مناسبة احتفالية إلى واقع ملموس يعيشه الشباب في كل محافظات سلطنة عُمان.

الاستثمار في الشباب

وأوضح الطوقي أن أولى مقالاته التي كتبها في عام 2009 كانت عن الشباب، لإيمانه العميق بأنهم أهم استثمار يمكن لأي دولة أن تقوم عليه، خصوصًا في دول الخليج. وأضاف أن الاستثمار الحقيقي في الشباب يتطلب تمكين الجهات المعنية بهم، وإعادة هيكلة البرامج القائمة لتكون أكثر تكاملًا، مع ضرورة توحيد الجهود الحكومية وعدم إلقاء المسؤولية كاملة على مركز الشباب، الذي يقوم بأدوار كبيرة منذ تأسيسه عام 2020، إلا أن الجهود الحالية - بحسب وصفه - «ما زالت غير كافية» لتلبية طموحات الشباب في مختلف المحافظات.

برامج وجهود متواصلة

وبيّن الطوقي أن مركز الشباب دعم منذ إنشائه أكثر من 455 ألف شاب وشابة، ونفّذ نحو 380 برنامجًا خلال ثلاث سنوات في مختلف المحافظات، بالتعاون مع أكثر من 1200 مؤسسة عمانية. لكنه أكد على أن المرحلة المقبلة تتطلب تعاونًا أوسع بين جميع الجهات الحكومية، والمؤسسات المدنية، والقطاع الخاص، لتكون قضايا الشباب محورًا رئيسيًا في السياسات الوطنية، مع التركيز على تطوير المناهج الدراسية والبرامج التأهيلية لتزويد الشباب بالمهارات المستقبلية المطلوبة.

من الاحتفال إلى التقييم

وفي حديثه عن تحويل يوم الشباب من مناسبة رمزية إلى محطة تقييم وطنية، دعا الطوقي إلى إنشاء وحدات تفكير استراتيجية تُعنى بقراءة المستقبل وتقييم البرامج الشبابية بصورة مستمرة، مؤكّدًا أن الجودة يجب أن تكون المعيار لا الأعداد، وأن تُدار البرامج بعقلية استشرافية قادرة على مواكبة التحولات المحلية والعالمية. وأضاف أن «اتحاد الجهود» سيخفف من الأعباء ويضاعف من أثر المبادرات الشبابية على أرض الواقع.

توحيد الرؤية الحكومية

وأكد الطوقي على أهمية وجود استراتيجية وطنية موحدة للشباب، تُدار بتنسيق بين وزارة المالية، ووزارة الاقتصاد، ووزارة العمل، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، وغيرها من المؤسسات، مشيرًا إلى أن تمكين مركز الشباب لا يجب أن يكون من خلال المنشآت فقط، بل بدعمه ماليًا وفنيًا وبشريًا وفكريًا ليؤدي دوره بفاعلية في جميع المحافظات.

استثمار طاقات الشباب

وقال الطوقي: إن فئة الشباب التي تمثل نحو 65 بالمائة من سكان عُمان، يمكن أن تكون «قيمة مضافة» إذا أُحسن استثمارها، لكنها قد تتحول إلى عبء إن لم تُستثمر بالشكل الصحيح، مضيفًا أن سرعة استجابة الحكومة يجب أن تواكب سرعة تطلعات الشباب ونمو طموحاتهم، لأن فترة الشباب قصيرة وتتطلب مبادرات فاعلة وسريعة الأثر.

رؤية موحدة وجهود متكاملة

وأشار إلى أن المبادرات الشبابية في سلطنة عمان - كمسابقة إنجاز عُمان وبرامج ريادة الأعمال والتحول الرقمي - تحتاج إلى رؤية مشتركة بين الجهات الحكومية لضمان استدامتها وقياس أثرها الحقيقي، لافتًا إلى أن الجهود الحالية مبعثرة رغم اجتهاد الجهات المنفذة، وأن الحل يكمن في العمل الجماعي وتوحيد الجهود ضمن خطة وطنية متكاملة تضمن التقييم المستمر وتواكب تطلعات الأجيال القادمة.

رسالة للشباب

ووجّه خلفان الطوقي رسالة إلى الشباب العُماني دعاهم فيها إلى التواصل الإيجابي مع مركز الشباب والمبادرة بطرح أفكارهم ومقترحاتهم، مؤكدًا أن «الشباب النشط القادر على التعبير عن نفسه سيملأ الفراغات، ويُحدث التغيير المنشود»، مؤكدًا على أهمية ألا ينتظروا الدعم فقط، بل يسعوا للمشاركة في صنعه وإيصال صوتهم إلى الجهات المختصة.

الرياضة كقيمة اقتصادية

وفي ختام حديثه، تناول الطوقي أهمية الرياضة كاستثمار وطني وليس مجرد نشاط ترفيهي، مشيرًا إلى أنها ركيزة اقتصادية واجتماعية تسهم في بناء الشخصية الوطنية وخلق فرص عمل جديدة، داعيًا إلى دعم الرياضة بشكل أكبر، وتوفير البنى الأساسية والملاعب والمنصات التي تستوعب الشباب، مؤكدًا أن الاستثمار في الرياضة يجب أن يُنظر إليه كجزء من التنمية الاقتصادية، لا كترفٍ اجتماعي.

وختم الطوقي حديثه قائلاً: «يوم الشباب مناسبة فخر، لكنها أيضًا تذكير بمسؤولية مستمرة، فالشباب هم المستقبل، والاستثمار فيهم هو الاستثمار الأذكى لعُمان الغد».

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو