الوصال - أكد الدكتور محمد المشيخي، الباحث المختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري، في حديثه عبر برنامج ساعة الظهيرة أن «تراجع مكانة المعلّم اجتماعيًا وانخفاض الرواتب والحوافز أدى إلى عزوف الكفاءات، خصوصًا الذكور، عن مهنة التدريس، وانتقال أعداد متزايدة من المعلمين إلى وظائف إدارية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لجودة التعليم».

جذور الإشكالية

وأوضح المشيخي أن «الجذور تعود إلى التسعينيات، حيث كان المتفوقون يتجهون إلى مجالات الهندسة والطب والمؤسسات العسكرية، فيما التحقت كليات التربية فئات بمستويات دراسية متوسطة في الغالب». وأضاف: «مع مرور الوقت أصبحت المهنة غير مجزية ماديًا، في حين تتطلب تحضيرًا دائمًا وتجديدًا في أساليب التدريس».

مقارنة بالدول المتقدمة

وأشار المشيخي إلى أن «الدول المتقدمة تمنح المعلم رواتب عالية تجعل خريج الثانوية ينافس بقوة على مقاعد كليات التربية كما ينافس على الطب والهندسة، وهو ما يضمن استقطاب العقول المتميزة». وأوضح أن «غياب هذا النموذج في عُمان أدى إلى فجوة في استقطاب أفضل الكفاءات».

الحاجة إلى كادر خاص

وأضاف المشيخي: «المطلوب الآن هو إقرار كادر خاص للمعلمين برواتب مجزية، وهذا القرار يجب أن يصدر على مستوى الحكومة وليس وزارة التربية والتعليم وحدها». ولفت إلى أن «التجربة الأمريكية التي وردت في تقرير أمة في خطر بيّنت أن إصلاح التعليم يبدأ من المعلّم، بعدما كشفت عن تراجع مستويات طلاب الثانوية في العلوم والرياضيات واللغة مقارنة بنظرائهم في الدول المتقدمة».

إنصاف مادي ومعنوي

وختم المشيخي بالقول: «التحسين المادي يجب أن يوازيه إنصاف معنوي يعيد الاعتبار لمهنة التعليم باعتبارها مهنة الأنبياء. فبدون رفع المكانة الاجتماعية والمستوى المعيشي للمعلم لن تتمكن عُمان من تحقيق التصنيفات التعليمية المتقدمة التي تطمح إليها»

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو