الوصال - ناقش الباحث الاجتماعي يونس المعمري مؤشرات ارتفاع حالات الزواج والطلاق في سلطنة عمان، مؤكدًا أن الفرح بزيادة عقود الزواج «يجب أن يُقابله وعيٌ اجتماعي حقيقي بمفهوم الاستقرار الأسري»، موضحًا أن الزيادة لا تعني بالضرورة نضوجًا في التفكير أو استيعابًا لأهمية العلاقة الزوجية.

الزواج ليس بهرجة اجتماعية

وأوضح المعمري في حديثه في «ساعة الظهيرة»  أن فترة جائحة كورونا لا يمكن أن تكون السبب الوحيد لانخفاض معدلات الزواج آنذاك، مؤكدًا أن «البهرجة والمظاهر المبالغ فيها ربما أثّرت في تأخير الارتباط لدى بعض الشباب»، لكنه أكد على أن الزواج يجب أن يكون مشروعًا اجتماعيًا ناضجًا لا مناسبة احتفالية عابرة، مضيفًا أن الوعي بمفهوم الأسرة والاستقرار «هو المؤشر الحقيقي لنجاح أي زواج».

هشاشة في الوعي الأسري

وأشار إلى أن أكثر ما يقلق في ارتفاع حالات الطلاق هو ما وصفه بـ«الهشاشة النفسية والاجتماعية» لدى بعض الأزواج، معتبرًا أن ضعف الصلابة النفسية وغياب الحماية الفكرية والاجتماعية يؤديان إلى انهيار العلاقات عند أول خلاف، وأن كثيرًا من الشباب يدخلون الحياة الزوجية «دون إدراك كافٍ لقدسية العلاقة ومسؤولياتها».

من أسرة ممتدة إلى أسرة هشة

وتحدث المعمري عن تحولات بنية الأسرة العمانية من الممتدة إلى النووية، مؤكدًا أن الانفصال عن العائلة الكبيرة «أضعف منظومة الدعم الاجتماعي» التي كانت تساهم في استقرار الزواج. وقال إن غياب الأدوار التوجيهية من الأهل جعل الأزواج أكثر عرضة للاهتزاز، داعيًا إلى «إعادة بناء الجسور بين الأسر الصغيرة والأسر الممتدة» من خلال البرامج الاجتماعية والتوعوية.

الإعلام الاجتماعي وصورة زائفة للحياة الزوجية

ولفت المعمري إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي «تُنتج صورًا غير واقعية عن الزواج»، مؤكدًا أن بعض الأزواج أصبحوا يعيشون «من أجل الظهور لا من أجل الحياة الحقيقية»، وأن المقارنات المستمرة بين الأزواج عبر المنصات الرقمية خلقت ضغوطًا نفسية وسلوكية تهدد استقرار العلاقة. وأضاف أن «البحث عن الإعجابات والتفاعل» أصبح يشبع حاجات اجتماعية زائفة، بينما يبتعد كثيرون عن جوهر العلاقة الإنسانية.

الفوارق المادية والتعليمية

وأوضح المعمري أن الفوارق التعليمية والمادية بين الزوجين تؤثر في استقرار الأسرة، مبينًا أن «التقارب الفكري والاجتماعي والاقتصادي ضروري لتوازن العلاقة»، وأن التوافق لا يعني التطابق، بل هو أساس للتفاهم وتخفيف الفجوات التي قد تؤدي إلى الخلاف.

وعي قبل الزواج وبرامج بعد الزواج

وأكد الباحث الاجتماعي أن الاستقرار الأسري يبدأ قبل الزواج من خلال برامج توعية وتأهيل، داعيًا إلى «تهيئة الشباب فكريًا ونفسيًا قبل الارتباط»، ومواصلة الدعم بعد الزواج ببرامج إسناد وتوجيه خلال السنوات الأولى، التي تشهد عادة أعلى معدلات الطلاق.

السؤال الأهم: لماذا أتزوج؟

وأكد المعمري على أن كل شاب وفتاة مقبلين على الزواج يجب أن يسألا نفسيهما: «ما الذي أريده من هذا الزواج؟»، موضحًا أن وضوح الأهداف والتوقعات بين الطرفين هو حجر الأساس لاستمرار العلاقة. وقال إن «التفاهم حول التفاصيل الصغيرة أهم من حفلات الزواج الكبيرة».

دعوة لتعزيز الوعي الأسري

واختتم المعمري حديثه بدعوة مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات المرأة العمانية ووزارة التنمية الاجتماعية إلى «إطلاق برامج توعية تُعيد بناء الوعي الجمعي حول الأسرة والزواج»، مؤكدًا أن الحفاظ على تماسك الأسرة مسؤولية وطنية ومجتمعية مشتركة.

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو