هل القائد يُبنى أم يُولد وماذا تعرف عن«القيادة بالقلب» في بيئات العمل العُمانية
منتدى الوصال

مفاهيم تبدو براقة لكن مهمة
في برنامج منتدى الوصال تحدثت ابتهال بنت محمد الريامية، عضو مجلس إدارة الجمعية العُمانية لإدارة الموارد البشرية عن مفهومي «القيادة بالقلب» و«القيادة الإنسانية» وهي مفاهيم تحمل بريقًا في الطرح النظري، مع التساؤل حول مدى إمكانية تطبيقها في الواقع العملي.
هل تعرف الفرق بين القائد والمدير ؟
افتتحت ابتهال الريامية حديثها بالتأكيد على أن النقاش حول الفرق بين القائد والمدير ليس جديدًا، مشيرةً إلى أن المؤسسات بحاجة إلى الجمع بين الدورين في شخص واحد، بحيث يدير الإجراءات والأنظمة بدقّة كمدير، ويحتوي الموظفين ويوجّههم كقائد، مؤكدة أن الفارق بينهما يكمن في الأسلوب لا في الهدف.
وأوضحت أن المدير يركّز على إنجاز الهدف ضمن القوانين والأنظمة، بينما يهتم القائد بالبيئة المحيطة والطريقة المتّبعة، ويأخذ بعين الاعتبار التحديات التي تواجه الموظف واحتياجاته التدريبية والنفسية، مبيّنة أن القيادة الإنسانية تقوم على إشراك الموظف في القرار، وتوفير الأمان النفسي، وإتاحة مساحة للتعبير عن الرأي. كما رأت أن هذه القيم ليست غريبة على المجتمع العُماني، بل متأصلة في عاداته وتقاليده، وهو ما يجعل تطبيقها أكثر سهولة مقارنة بالبيئات الغربية التي تطرحها كمفاهيم جديدة.
( الأشرار ) صورة نمطية عبر وسائل التواصل عن الموارد البشرية
وتطرقت الريامية كذلك إلى الصورة النمطية السلبية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول موظفي الموارد البشرية ووصمهم بـ«الأشرار»، مشيرة إلى أن جزءًا من المشكلة يرتبط بطرق التواصل غير المرنة، مؤكدة أن تحويل عبارة «هذا غير ممكن» إلى «دعنا نبحث عن البدائل الممكنة» كفيل بتغيير الصورة وبناء الثقة.
وأشارت إلى أن إشراك الموظفين في معرفة الأهداف المؤسسية والنتائج المتوقعة يعزز من التزامهم، إذ إن الموظف حين يشعر بشراكته في الهدف يبذل جهدًا مضاعفًا قد يتجاوز 120% من طاقته.
هل القائد يبنى أم يولد ؟
كما أكدت على أن بناء القيادات الجديدة عملية مقصودة، فالقائد يُبنى ولا يُولد، وهو ما يستدعي برامج تدريبية متخصصة متوافقة مع قيم المؤسسة، إلى جانب أدوات القياس لاكتشاف الجوانب الإنسانية مثل الذكاء العاطفي، بهدف تطوير الصف الثاني من القادة. وفيما يتعلق بمفهوم العدالة والرحمة، فرّقت بين العدالة التي تعني مراعاة ظروف كل موظف وفق ما يحفزه دون إخلال بالأنظمة، والمساواة التي قد تساوي بين حالات مختلفة بشكل غير منصف، مؤكدة أن الرواتب يجب أن تبقى مرتبطة بالمسؤوليات والأدوار، مع إمكانية توفير مبادرات تكافلية لدعم الموظفين اجتماعيًا.
رواد الأعمال بين قلة الإمكانيات والاهتمام بالموظفين
واعتبرت الريامية أن المؤسسات الناشئة وروّاد الأعمال، رغم ضغوط الوقت والموارد، لا بد أن يمنحوا مساحة للاهتمام بالموظفين ولو بخطوات صغيرة، لأن فقدان الموظفين أو انخفاض إنتاجيتهم يكلّف أكثر بكثير على المدى البعيد.
مبادرات أوشرم
كما تناولت مبادرات الجمعية العُمانية لإدارة الموارد البشرية، ومنها مؤتمرات ركزت على «القيادة من القلب»، والذكاء العاطفي، وتمكين المرأة، والأمان النفسي في بيئات العمل، إلى جانب شراكات مع مؤسسات عالمية مثل «لندن بزنس سكول».
جيل z وجيل الفاً أكثر حساسية
وختمت ابتهال الريامية بالتنبيه إلى اختلاف احتياجات الأجيال الجديدة مثل جيل Z وألفا، الذين أصبحوا أكثر حساسية تجاه قضايا الصحة النفسية بفعل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن الاستماع الفعّال لهم ضرورة، إذ يتيح التمييز بين الأزمات الحقيقية وبين مجرد مصطلحات متداولة أو ( ترندات) عابرة .
لمتابعة الحلقة عبر الرابط التالي: