خريف ظفار 2025 ينطلق بجمال الطبيعة وتنوع الفعاليات

الوصال - انطلق فلكيا يوم السبت 21 من يونيو لعام 2025 موسم خريف ظفار، الحدث السنوي الأبرز الذي تتأثر به الولايات الساحلية لمحافظة ظفار، من ولاية ضلكوت غربا حتى ولاية مرباط شرقا، بفعل هبوب الرياح الموسمية وتدفّق السحب القادمة من بحر العرب والمحيط الهندي، ويستمر هذا الموسم حتى العشرين من سبتمبر القادم.
وكما قد أعلنت بلدية ظفار رسميًا انطلاق فعاليات موسم خريف ظفار 2025 خلال الفترة من 21 يونيو وحتى 20 سبتمبر المقبل، ببرامج جديدة تستهدف تقديم تجارب مبتكرة تواكب تطلعات الزوار، وتعزّز من مكانة ظفار كوجهة سياحية دولية. وذلك من خلال فعاليات ثقافية وترفيهية وسياحية موجهة لجميع الفئات العمرية، وركّزت البلدية على إبراز الهوية العمانية والتراث المحلي، ما يضفي طابعًا أصيلًا على أنشطة الموسم.
وأكد صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، أن المحافظة تستقبل موسم الخريف في الحادي والعشرين من يونيو من كل عام، بما تحمله من جمال رباني وأجواء فريدة، قائلاً: "نتكاتف جميعًا لتهيئة كافة الظروف والفعاليات والتجهيزات المناسبة، ليكون موسم خريف ظفار 2025 مميزًا وناجحًا على مدار 90 يومًا من الفرح والجمال". وأعرب سموه عن ترحيبه بكافة الزوار، متمنيًا لهم إقامة سعيدة وسط الطبيعة والمزايا التي تنفرد بها ظفار.
إيش جابك؟
وفي بادرة مبتكرة أطلق مكتب محافظ ظفار حملة ترويجية بعنوان "إيش جابك" تنطلق من فهم أعمق لسلوكيات الزوار، وتحولات السوق، وتوجهات العالم نحو التجربة الشخصية، وتهدف الحملة إلى سرد قصص واقعية تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. وتنطلق حملة ايش جابك؟ من تنوع الدوافع والأسباب لدى الفرد لتكون الوجهة ظفار، محتفية بكل الأسباب التي تجعل ظفار وجهة متعددة الأوجه تحظى بتنوع شامل.
وتسلط الحملة الضوء على نقاط الجذب السياحي التي تتميز بها المحافظة والمتمثلة في الطبيعة المتجددة كل عام، وسياحة المغامرات في الكهوف والجبال ، وترحاب وكرم أهالي ظفار، وتنوع وكثافة الفعاليات، والإقامة الفاخرة التي توفرها المنتجعات والفنادق في المحافظة، كما وتركز الحملة على تميز المحافظة بأصالتها وثقافتها التي تعد موضع جذب للسائح والزائر. وبهذا التنوع الفريد يركز توجه حملة هذا العام الانتقال من الترويج المباشر للمقومات السياحية إلى استكشاف التجربة الإنسانية الكامنة خلف قرار السفر إلى ظفار، والإجابة على سؤال ايش جابك؟ يتجاوز التسويق التقليدي المعتاد، ليخاطب دوافع الناس وشغفهم وفضولهم، فيفتح الباب لسرد القصص الحقيقية التي تقف وراء كل زيارة إلى ظفار، معيدة تعريف المحافظة من وجهة موسمية اعتيادية للهروب من الصيف إلى تجربة فريدة ومساحة للتواصل والاستكشاف والمشاركة التي تبني صورة ذهنية لدى السائح تعكس واقعها في إمكانيتها الفريدة لتوفير تجربة متكاملة لكل نمط حياة، يحظى فيها الزائر الباحث عن الاسترخاء أو الأمسيات الجميلة أو التجمعات العائلية أو الرياضة أو الأصالة أو حتى الرفاهية والفعاليات ضالته من كل ما يسعى إليه لتكون تجربة تترك اثرا شخصيا.
وتنقل الحملة الترويج للمنظر إلى الترويج للمعنى، ومن الحضور الجسدي إلى الحضور الشعوري الذي يسهم في ترسيخ الهوية السياحية لظفار ويشجع على تعظيم الأثر غير المادي للوجهات المحلية من خلال تعزيز الانتماء وتوثيق التجارب الإنسانية والترويج لمقومات المحافظات بأسلوب يعمق علاقتها الوجدانية بالجمهور المحلي والإقليمي.
فعاليات خريف ظفار 2025
ويقدم موسم خريف ظفار هذا العام رؤية متجددة لتعزيز مكانة المحافظة سياحيًا وثقافيًا، وتتوزع الفعاليات على خمس مواقع رئيسية تخصصية، تم إعدادها بعناية لتعكس تنوع البيئة الظفارية، تشمل: ساحة أتين التي تحتضن عروضًا مبهرة للألعاب النارية، والطائرات الدرون، والعروض الكرنفالية والخَيال، وفعالية عودة الماضي في السعادة تقدم فعاليات تراثية تستحضر الموروث الشعبي، وفي حديقة عوقد (وقت الطفل)الذي أعد ليكون وجهة مفضلة للأطفال، تتضمن عروضًا كرنفالية شيقة، وغابات استكشاف وتعلم، وفي الواجهة العصرية بسهل أتين محطة متكاملة للكبار والصغار تجمع بين الترفيه والرياضة. وتقدم حديقة صلالة (الحديقة الصحية) تجربة رياضية مميزة ضمن بيئة خضراء، وتم تطوير هذه المواقع بهويات متفردة وبمعايير احترافية، بالتعاون مع المؤسسات الداعمة، لضمان تجربة ثرية وفريدة للزوار.
مواقع مصاحبة وفعاليات رياضية وثقافية
يتضمن موسم هذا العام أيضا عددًا من المواقع المصاحبة التي ستشهد فعاليات جماهيرية وثقافية متنوعة، أبرزها: سوق اللبان، وفعالية "الغارف" في إحدى مزارع صلالة، وفعاليتي "أوسارا" و"أفسينيا" على شاطئ ريسوت، بالإضافة إلى عروض الجداريات الفنية في برج النهضة باستخدام تقنيات بصرية حديثة، كما تمتد الفعاليات لتشمل ولايات طاقة، ومرباط، وسدح، وقرية سمهرم الأثرية، وسوق شاطئ الحافة.
وسيكون لمحبي الرياضة نصيب وافر من الأنشطة، حيث يشمل البرنامج فعاليات رياضية دولية ووطنية مثل: طواف صلالة الدولي للدراجات، وبطولة ظفار الدولية لسباق السحب (دراج ريس)، وماراثون صلالة، ومسابقة خريف ظفار للأسلحة التقليدية.
وعلى الصعيد الثقافي يُنظم مسرح المروج بصلالة سلسلة عروض مسرحية وندوات بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من داخل السلطنة وخارجها، دعماً للمحتوى الثقافي المحلي والعالمي.
تجربة متكاملة تستهدف الإنسان والمكان
تسعى بلدية ظفار إلى تقديم تجربة سياحية متكاملة تتماشى مع جمال الطبيعة، من خلال تنظيم فعاليات نوعية وخدمات متطورة تلبي احتياجات الزوار، كما تهيّأت مراكز التسوق والمحال التجارية لمواكبة النشاط التجاري الذي يصاحب موسم الخريف، مع التركيز على الصناعات التقليدية والمنتجات المحلية، لا سيما اللبان، والبخور، والصناعات الفضية، والفخارية، والحلوى العمانية، والمطاعم الشعبية. وتواصل الجهات الحكومية والخاصة المعنية استعداداتها لاستقبال الزوار، من خلال توفير التسهيلات والخدمات المختلفة، بالتزامن مع إعلان عدد من شركات الطيران الإقليمية عن تسيير رحلات مباشرة إلى مطار صلالة.
جهود وتكامل للاستعداد الأمثل
وكثّفت بلدية ظفار جهودها في تنظيف وصيانة الحدائق والطرق، وزيادة فرق النظافة، وتوفير الحاويات والمرافق العامة في المواقع السياحية. كما قامت بتأهيل عدد من المواقع مثل شلالات دربات، وعين رزات، وسمهرم، والمرتفعات، عبر تحسين البنية الأساسية، وتطوير مواقف السيارات ومناطق الجلوس. وفي إطار تأمين سلامة الزوار، تم التنسيق مع الجهات الأمنية والصحية لتعزيز إجراءات السلامة، وتوفير دورات مياه متنقلة، ونقاط إسعاف أولي، لضمان تجربة سياحية آمنة ومريحة.
ظاهرة مناخية وسياحية فريدة
ويمثل موسم الخريف في ظفار ظاهرة مناخية وسياحية فريدة تميّز سلطنة عمان على مستوى المنطقة، حيث تشهد المحافظة أجواء غائمة وماطرة، ودرجات حرارة معتدلة تنخفض أكثر في المناطق الجبلية المرتفعة التي يلفها الضباب المصاحب للأمطار الخفيفة. وتتحول جبال ظفار وسهولها إلى لوحة خضراء زاهية، نتيجة استمرار الرذاذ اليومي وهطول الأمطار الخفيفة التي تغذي النباتات والمراعي الطبيعية. وتتدفّق المياه بغزارة في العيون المائية المنتشرة في أرجاء المحافظة، والتي تعد من أبرز المزارات السياحية، مثل عيون رزات، وحمران، وجرزيز، وصحلنوت، وطبرق. كما تتساقط الشلالات في العديد من المواقع نتيجة كثافة الأمطار، لا سيما في أغسطس، حيث تُسجل شلالات دربات، وأثوم، وكور، وجوجب، والحَوطة في رخيوت، إقبالًا سياحيًا واسعًا.
هوية طبيعية وتاريخية
تتميّز محافظة ظفار بتنوّع تضاريسها وبيئاتها البحرية، والزراعية، والجبلية، والصحراوية، إلى جانب إرثها التاريخي والأثري الغني، وتضم ظفار مواقع مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي مثل منتزهي البليد وسمهرم الأثريين، ومتحف أرض اللبان، إضافة إلى الحصون التاريخية في ولايات رخيوت وطاقة ومرباط وسدح. ويشتهر سهل صلالة بإنتاجه الزراعي ذي الطابع الاستوائي، مثل النارجيل (جوز الهند)، والموز، والفافاي، وقصب السكر. كما تحتضن المحافظة العديد من الخيران والمحميات الطبيعية، إلى جانب ثروتها الحيوانية والبحرية الغنية.
وقد شهد موسم خريف ظفار 2024 أكثر من مليون زائر، بنسبة نمو بلغت 9% مقارنة بموسم 2023، مما يعكس الشعبية المتزايدة التي تحظى بها ظفار، ومعه يُوجّه القائمون على موسم خريف ظفار 2025 دعوة مفتوحة للجميع، محليًا ودوليًا، لاكتشاف الجمال الذي تحتضنه ظفار، والاستمتاع بتجربة لا تُنسى بين الطبيعة، والثقافة، والكرم العماني الأصيل.