السعدون: نتنياهو فقد التعاطف الغربي وأمريكا تبقى العامل الأكثر تأثيرًا
الإعلامي والمحلل السياسي عبدالعزيز السعدون

الوصال - في منتدى الوصال تحدث الإعلامي والمحلل السياسي عبدالعزيز السعدون عن تطورات القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن المشهد في نيويورك هذه المرة يختلف مع تصاعد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، حيث لم يعد الأمر مجرد خطابات بل تحوّل إلى خطوات عملية من دول أوروبية وغربية مؤثرة. وأوضح أن كلمة الرئيس محمود عباس جاءت لتؤكد على وقفٍ دائم لإطلاق النار، وضمان إدخال المساعدات عبر الأمم المتحدة والأونروا، والإفراج عن الأسرى والرهائن، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، والبدء بإعادة الإعمار في غزة والضفة الغربية دون تأخير.
تكامل سياسي وعسكري
وأضاف السعدون أن الفلسطينيين نجحوا في إدارة معركتهم على مسارين؛ الأول سياسي يمثله الرئيس عباس ومنظمة التحرير، والثاني عسكري تمثله الفصائل الفلسطينية، معتبرًا أن هذا التكامل بين النضال السياسي والعمل الميداني كان له أثر كبير في تعزيز الاعتراف الدولي بفلسطين. وبيّن أن الاعترافات الأخيرة من دول كبرى مثل بريطانيا، إسبانيا، ألمانيا وكندا، جاءت نتيجة ضغوط جماهيرية واسعة، وإخفاقات متتالية للسياسة الأمريكية في إدارة الملفات الدولية، فضلًا عن تراجع مكانة حكومة نتنياهو أخلاقيًا وعسكريًا.
الدور الفرنسي والتحول الأوروبي
ولفت السعدون إلى أن الدور الفرنسي هذه المرة كان مختلفًا، إذ تحركت باريس بديناميكية أكبر دعمًا لفلسطين، مستندة إلى إرث سياسي قديم في الاستقلالية عن الهيمنة الأمريكية منذ عهد ديغول، وإلى مكانتها كقوة نووية وعضو دائم في مجلس الأمن، إلى جانب عمق علاقاتها بالشرق والمتوسط. وأكد أن التنسيق بين فرنسا والسعودية ودول عربية أخرى يعزز المسار السياسي ويوفر غطاءً دوليًا قويًا لملف الاعترافات.
رؤية «اليوم التالي» وتحديات التنفيذ
كما تناول رؤية «اليوم التالي» التي طرحها الرئيس عباس بشأن إدارة غزة عبر لجنة إدارية مؤقتة مرتبطة بالسلطة الفلسطينية وبدعم عربي ودولي، إلا أن السعدون رأى أن تنفيذ هذه الرؤية يصطدم بموقف حماس التي تشترط إنهاء الوجود العسكري الإسرائيلي، وتقديم ضمانات دولية موثوقة، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى. وأوضح أن وجود قوات أممية لا قيمة له ما لم يكن مرتبطًا بمسار انتقالي يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
التحدي الأكبر أمام نتنياهو وأمريكا
واختتم السعدون بالقول إن نتنياهو فقد ما بنته إسرائيل من تعاطف ودعم خلال عقود طويلة في الغرب، وإن الولايات المتحدة تبقى العامل الأكثر تأثيرًا عبر استخدام الفيتو لإجهاض أي قرارات أممية لصالح فلسطين، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تتطلب ضغطًا دوليًا أوسع وتراجعًا في الحماية الأمريكية للسياسات المتطرفة، حتى يتحقق السلام العادل وحل الدولتين.
لمتابعة الحلقة عبر الرابط التالي: