د. عبدالله باعبود: الإدارة الدولية لغزة ستفاقم الأزمة.. وتوني بلير «شخصية محروقة سياسيًا»
منتدى الوصال

الوصال - في منتدى الوصال ناقش الدكتور عبدالله باعبود، الأكاديمي المختص في العلاقات الدولية وشؤون الخليج العربي والشرق الأوسط، فكرة تعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لإدارة غزة في «اليوم التالي» للحرب، مسلطًا الضوء على مواقف الأطراف الدولية والإقليمية وتعقيدات السيناريو المطروح.
تخبط دولي بعد 7 أكتوبر
وأوضح باعبود أن ما يجري هو «تخبط دولي» في كيفية إدارة الأزمة منذ أحداث 7 أكتوبر التي غيرت كثيرًا من المفاهيم، وأحدثت تحولات كبيرة في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية. وأضاف أن دولًا كثيرة انتقلت من دعم إسرائيل إلى المطالبة بوقف العدوان، وإدخال المساعدات، والتصويت للاعتراف بدولة فلسطين، ما أدى إلى عزلة إسرائيلية متزايدة.
الفعل لواشنطن
وأكد باعبود أن القرار النهائي بيد الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن ما يقرره البيت الأبيض هو «النافذ» في المنطقة. ومع ذلك، شدد على أن واشنطن مضطرة إلى أخذ آراء شركائها وحلفائها بعين الاعتبار، خاصة مصر وقطر وبعض القوى الإقليمية.
السلطة وحماس خارج الحسابات
بيّن أن إسرائيل والولايات المتحدة لا تثقان بالسلطة الفلسطينية، ولا تقبلان بعودة حماس للحكم رغم كونها سلطة منتخبة. وأوضح أن هذه الرؤية دفعت إلى طرح بدائل مثل الإدارة الدولية أو الاحتلال المباشر، قبل أن يظهر مقترح إدارة دولية مؤقتة.
اسم بلير المثير للجدل
قال باعبود إن طرح اسم توني بلير «خطأ آخر» في تقدير الموقف، موضحًا أن الرجل يحمل سجلًا مثقلًا بأحداث العراق وأفغانستان، ما يجعله غير مقبول شعبيًا، رغم امتلاكه شبكة علاقات دولية واسعة ودعمًا من بعض الدول العربية والغربية. وأضاف أن بلير قد يحظى بقبول لدى واشنطن وتل أبيب وبعض العواصم الخليجية، لكنه شخصية «محروقة سياسيًا» في نظر قطاعات واسعة عالميًا.
خطاب محمود عباس
توقف باعبود عند خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة، الذي تحدث فيه بوضوح عن إدارة دولية–إقليمية لغزة دون دور لحماس، معتبرًا أن هذا الخطاب يعكس توافقًا مسبقًا مع التوجه الأمريكي.
إدارة دولية أم عربية؟
وطرح باعبود تساؤلات جوهرية حول أي إدارة مقبلة: لمن ترفع تقاريرها؟ من يحاسبها؟ وهل سيقبل الشعب الفلسطيني أن تُدار غزة من لجنة دولية لا صوت له فيها؟ وأكد أن الخيار الأمثل هو تشكيل إدارة عربية–فلسطينية برعاية الجامعة العربية، محذرًا من تكرار نماذج سابقة مثل العراق مع بول بريمر.
دروس من التجارب السابقة
استعرض باعبود تجارب تيمور الشرقية وكوسوفو حيث تولت إدارات انتقالية أممية إدارة الأوضاع بعد الصراعات، مشيرًا إلى أن نجاحها كان نسبيًا، مع تسجيل ملاحظات عديدة على أسلوب الإدارة. وقال إن الدروس المستفادة تميل إلى ضرورة الاعتماد على الأطر الإقليمية لفهم حساسية المجتمعات المحلية.
الانقسام العربي
ولفت باعبود إلى أن الجامعة العربية لا تملك الإرادة الكافية بسبب الانقسامات العربية–العربية، مؤكدًا أن قوة أي منظمة إقليمية تعكس قوة توافق أعضائها. وأضاف أن الدول العربية مطالبة بالاتفاق على الثوابت مثل وقف المجازر، فتح المعابر، والتمسك بحل الدولتين.
شخصية بلير
وفي قراءته لشخصية بلير، وصفه باعبود بأنه «متناقض ومصلحي»، ارتكب أخطاء استراتيجية اعترف بها لاحقًا، لكنه يملك في المقابل قدرة على التواصل، وعلاقات واسعة، ومؤسسة خيرية وشركات استشارية تحظى بدعم مالي من أطراف مختلفة.
واختتم باعبود بالقول إن الولايات المتحدة باتت مقتنعة بضرورة وقف الحرب تحت ضغط دولي وشعبي، لكن التحدي الأكبر هو ما بعد الحرب. وأكد أن فرض إدارة دولية بقيادة شخصية مثل توني بلير سيقابل برفض واسع، وأن الطريق الأمثل هو إدارة عربية–فلسطينية ذات تفويض واضح، لتجنب سيناريوهات تزيد أعباء الشعب الفلسطيني ومعاناته.
لمتابعة الحلقة عبر الرابط التالي:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام: