الوصال - بعد الجيل الرابع من الإنترنت،تتسارع دول العالم لإقتناء تقنية الجيل الخامس التي أصبحت ساحة معركة بين الولايات المتحدة والصين.

ماهي أجيال الاتصالات اللاسلكية، وماهي تقنية 5G ، ولماذا الصراع بين أمريكا والصين؟.. الإجابة في التقرير التالي الذي أعده الخبير التقني صالح الهيملي.

لفهم أهمية تقنية الجيل الخامس بشكل جيد، لابد معرفة كيف انبنت هذه التقنية على أسلافها من أجيال الاتصالات اللاسلكية كما يلي:

  • الجيل الأول: ظهر في الثمانينات كأول جيل لشبكة الاتصالات اللاسلكية، والتي تسمح بإجراء مكالمات بسيطة، وكانت سرعة نقل البيانات لا تتجاوز 0.01 ميجابايت في الثانية.
  • الجيل الثاني: والذي جاء بعد عقد من الزمن، ففي العام 1991 جاء هذا الجيل ليوفر مزيدا من الأمان من خلال استخدام التشفير الرقمي (DIGITAL) بدلا من الاشارات التماثلية
  • (ANALOG)، كما تطورت سرعة نقل البيانات لتصل الى 3.1 ميغابايت في الثانية، كما ظهرت خاصية إرسال الرسائل النصية القصيرة.
  • الجيل الثالث: فسح المجال لثورة الهواتف الذكية، وقدم سرعات أعلى تصل الى 14.4 ميجابايت في الثانية.
  • الجيل الرابع: جاء هذا الجيل بالاصدار الحالي وهو (Long Term Revolution)، وكان التغيير الأبرز هنا هو التطور المذهل في سرعة نقل البيانات لتصل الى 300 ميجابايت في الثانية، لتسمح للمستخدمين باستخدام الوسائط عالية الدقة.
 

وتأتي تقنية الجيل الخامس بنفس المزايا الأساسية لشبكة الجيل الرابع (4G)  كالرسائل النصية القصيرة، والمكالمات الصوتية، والاتصال بشبكة الانترنت، ولكن مع وجود أربع تحسينات رئيسية: فمن المتوقع أن تصل سرعة نقل البيانات الى 1 جيجابايت في الثانية، وانخفاض وقت الاستجابة ليصل الى أقل من جزء من الثانية، وفاعلية استهلاك الطاقة، وزيادة سعة الشبكة.

وكما هو معلوم أن الشبكات الخلوية قد وجدت لاستخدامها بواسطة الهواتف المحمولة في المقام الأول، ولكن شبكة الجيل الخامس ستسمح بتجربة استخدام أسرع بكثير عن المعتاد، ومن المتوقع أن تسخدم بفاعلية في بعض من التقنيات الناشئة كالآتي:

- السيارات ذاتية القيادة: وقد تتيح خاصية "انخفاض وقت الاستجابة" في تقنية الجيل الخامس للمركبات الاستجابة بسرعة لأي متغيرات قد تطرأ أثناء القيادة، وفي الوقت نفسه التواصل مع المركبات القريبة لتحسين حركة المرور، وتقوم المركبة بالعمليات الحسابية الضرورية بشكل ذاتي دون الحاجة الى نقل البيانات بين المركبة وخوادم الخدمة (السيرفرات)، وكل هذا لا يمكن لشبكة الجيل الرابع من نقل البيانات بسرعة عالية، وبحجم عالي، أو ارسالها في زمن انتقال قياسي بدرجة كافية للحفاظ على سلامة الركاب.

- الواقع الافتراضي، والواقع المعزز: يتفاعل المستخدم في الواقع الحقيقي مع البيئة الافتراضية دون الحاجة الى الاتصال الخلوي، فهذه ليست المشكلة، ولكن عندما يحتاج المستخدم الى التفاعل في الوقت الفعلي مع البيئة الرقمية عبر الاتصال اللاسلكي، ومن أبرز أمثلته عالم الواقع الافتراضي على فيسبوك، فمن الممكن الاستفادة من خاصية انخفاض وقت الاستجابة؛ للحصول على تجربة سريعة وسلسة.

- المدن الذكية: وتخلق المزيا الأربع للجيل الخامس إمكانية الوصول لتحقيق نجاح كبير في بناء مدن ذكية، وتقوم أي مدينة ذكية بشكل أساسي بالاستفادة من قدرات تقنية انترنت الاشياء في كل وظيفة أو خدمة في المدينة الذكية. مثال: يمكن للحافلات (ذاتية القيادة) استهداف المواقع ذات الكثافة السكانية العالية في أوقات معينة (ويمكن الحصول على هذه المعلومات من الكاميرات الأمنية أو أجهزة الاستشعار الموزعة)، دون الحاجة للتوقف في الأماكن التي لا تستدعي التوقف بها.

أخيرا لماذا تعد تقنية الجيل الخامس ساحة معركة بين الولايات المتحدة والصين؟ ومعركة من أجل التفوق العسكري

فكما هو معلوم فإن التقنية قد تحدث ثورة في التكنولوجيا العسكرية والأمنية، وهذا سبب رئيسي لجهود الولايات المتحدة لاحتواء صعود الصين كقوة تكنولوجية، ومن الاجراءات التي تتخذها ضد الشركات الصينية.

فمن المتوقع أن تتغير أساليب الحروب والأمن السيبراني تغيراَ جذريا بواسطة الجيل الخامس، ويتوقع خبراء بأن شبكات الجيل الخامس أكثر عرضة للتسلل من الشبكات السابقة، في وقت تتزايد فيه التوترات بين الولايات المتحدة والصين على مختلف الجبهات المترابطة والتي تشمل التجارة العالمية، والنفوذ في منطقة آسيا والمحيط الهادي، والتنافس التكنولوجي، وتتمثل هذه التوترات على خلفية الاجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة مؤخرا على شركة Huawei أكبر مزود لأجهزة الاتصالات في العالم, وقبل فترة طويلة تم توجيه الاتهام للشركة الصينية في الولايات المتحدة بعدة تهم أهمها: سرقة الاسرار التجارية، وانتهاك العقوبات الأمريكية، وهي اتهامات تنفيها الشركة الصينية، وتعرب المخابرات الأمريكية عن مخاوفها من أن معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية من Huawei قد تحتوي على برامج للتجسس. ويرى جنرال أمريكي متقاعد بأن الصين قد تتمكن من تسليح المدن اذا ما سيطرت على شبكات الجيل الخامس،

--:--
--:--
استمع للراديو