د. خالد السعدي لـ«الوصال»: سرطان الثدي والقولون يتصدران.. ومؤشر عُمان ضمن المعدلات العالمية
ساعة الظهيرة
الوصال ــ قدم الدكتور خالد بن سالم السعدي، طبيب اختصاصي أورام كبار بالمستشفى السلطاني ونائب رئيس الرابطة العُمانية للأورام، ، قراءة صحية في مؤشرات الإصابة بالسرطان في سلطنة عُمان، في ضوء الإحصاءات الرسمية التي أشارت إلى تسجيل «2510 حالات إصابة» خلال عام «2021»، مع تفاوت في معدلات الإصابة بين الجنسين واختلاف في أكثر أنواع السرطان شيوعًا.
الأكثر شيوعًا بين الجنسين
وأوضح السعدي في حديثه لـ«ساعة الظهيرة» أن الإحصائية الصادرة عن وزارة الصحة لعام «2021» تُظهر أن لدى الإناث يتصدر «سرطان الثدي»، فيما يبرز لدى الذكور «سرطان القولون والمستقيم»، لافتًا إلى أن هذا النمط ليس محليًا فقط بل هو موجود على المستوى العالمي.
تطور الأرقام وطمأنة المجتمع
وتطرق إلى مسار الإحصاءات، موضحًا أن وزارة الصحة بدأت رصد هذه المؤشرات منذ «1996»، وأن قراءة آخر خمس سنوات تُظهر ارتفاعًا من نحو «1800 حالة» في «2017» إلى قرابة «2400» في «2020»، ثم تسجيل «2300» في «2021»، معتبرًا أن جزءًا من هذا الارتفاع طبيعي ويرتبط بـ«زيادة معدل السكان» و«زيادة الأعمار».
«122 لكل 100 ألف»
وبيّن أن معدل الإصابات في سلطنة عُمان يبلغ نحو «122 حالة لكل 100 ألف نسمة»، معتبرًا أنه يقع ضمن «المعدل العالمي الطبيعي»، ومشيرًا إلى أن بعض الدول قد تصل فيها المعدلات إلى «400 حالة لكل 100 ألف»، وهو ما اعتبره رسالة طمأنة للمستمعين في ظل ما يتردد من تخوفات بشأن ازدياد الإصابات.
التوزيع الجغرافي
وأضاف أن ما يُشاع حول ارتفاع الإصابات في محافظات بعينها لا يستند ـ وفق قراءته ـ إلى تفاوت كبير، موضحًا أن المحافظات في المجمل متقاربة، مع ارتفاع نسبي في «مسقط» بوصفها محافظة مركزية.
عوامل محتملة لسرطان الثدي
وتناول السعدي بعض التفسيرات المرتبطة بارتفاع سرطان الثدي، موضحًا أنه لا توجد دراسات حاسمة بنسبة «100%»، إلا أن من العوامل المحتملة ارتفاع «مستوى الإستروجين» في جسم المرأة، وما قد يرتبط به من عوامل خارجية مثل «حبوب منع الحمل»، أو استخدام بعض الحبوب بعد «الطمث»، إضافة إلى «تغيرات جينية» لدى بعض النساء، ووجود «تكلسات» قد تتحول إلى خلايا سرطانية، وكذلك «التعرض للأشعة» وما يرتبط به من مخاطر محتملة.
الكشف المبكر.. وخطة وطنية قريبة
وتناول السعدي أهمية «الكشف المبكر»، موضحًا أنه يخفض نسب الإصابات ويحسن فرص العلاج، مشيرًا إلى أن هناك «برنامجًا وطنيًا للفحص المبكر» تحت قيد الإنشاء ومن المتوقع أن يرى النور قريبًا، بما يسهم في خفض نسب الإصابة وتسهيل الوصول للفحوصات.
خيارات الفحص المتاحة حاليًا
وأشار إلى أنه في ظل غياب برنامج شامل حاليًا، يمكن للنساء إجراء «مسح عنق الرحم» لدى طبيبات النساء والولادة، كما يمكن الاستفادة من «سيارات متنقلة» تحت رعاية الجمعية/الرابطة الوطنية للأورام تُوجد في المراكز الصحية والمجمعات، وتقدم «أشعة للثدي» لدى النساء، داعيًا النساء فوق العمر المحدد/المناسب إلى الاستفادة من هذه الخدمات عند توفرها في الولايات.
التردد من الفحص
ولفت إلى أن بعض الأشخاص يمتنعون عن الكشف المبكر بسبب الخوف من ظهور نتيجة، مؤكدًا أن هذا التوجس قد يعرقل فرص التشخيص المبكر، في حين أن المبادرة بالفحص تُعد خطوة وقائية وعلاجية في آن واحد.
فحوصات القولون
وتناول السعدي مثال سرطان القولون، موضحًا أن «منظار القولون» يعد من أدق الفحوصات، مع الإشارة إلى إمكانية البدء بفحص «الدم في البراز»، وإذا كانت النتيجة إيجابية يتم التوجه لاستكمال الفحوصات اللازمة مثل المنظار.
التاريخ العائلي
وأوضح أن «التاريخ العائلي» يمثل مؤشرًا مهمًا، داعيًا أفراد العائلة من الدرجة الأولى في حال وجود إصابة إلى الانتباه للأعراض وإجراء الفحوصات عند الحاجة.
أنماط الحياة وعوامل الخطر
وتناول ارتباط أنماط الحياة والعوامل البيئية بزيادة الإصابة بالسرطان، مشيرًا إلى أن «قلة النشاط البدني» و«الخمول» عوامل مؤثرة، إضافة إلى «التدخين» الذي وصفه بأنه من الأسباب الرئيسية للسرطان ويمكن أن يرتبط بعدد كبير من الأمراض السرطانية، لافتًا كذلك إلى خطورة التعرض للتدخين ومجالسة المدخنين، وإلى ملاحظته انتشار التدخين حتى بين فئات عمرية أصغر.
رسائل توعوية للمجتمع
واختتم السعدي بجملة رسائل توعوية، داعيًا إلى الابتعاد عن (اللحوم المصنعة» و«الأكلات الدهنية» والإكثار من «الخضروات والألياف»، واعتبار «الرياضة» عنصرًا أساسيًا، وعدم تجاهل أي أعراض غير طبيعية مثل «دم في البراز» أو «نزيف بعد سن اليأس»، إلى جانب التأكيد على ضرورة تغيير الفكرة السائدة بأن السرطان مرض قاتل بالضرورة، موضحًا أن نسبة كبيرة من المرضى يمكن أن تتعافى بإرادة الله، وأن على المرضى الاستمرار في العلاج والمتابعة وعدم الحكم على المصير مبكرًا.
لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام:


