د. ريه الكميانية لـ«الوصال»: إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج خطوة وقائية لحماية الأسرة والمجتمع
ساعة الظهيرة
الوصال ــ أكدت الدكتورة ريه بنت سعيد الكميانية، طبيبة اختصاصية في الصحة العامة ورئيسة قسم الرعاية ما قبل الحمل بالمركز الوطني لصحة المرأة والطفل بوزارة الصحة، أن تطبيق إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج يمثل نقلة نوعية في مسار الصحة الوقائية في سلطنة عُمان، ويعكس حرص الوزارة على تعزيز جودة الحياة الصحية للأسرة والمجتمع.
وأوضحت في حديثها لبرنامج «ساعة الظهيرة» أن وزارة الصحة عملت على توفير خدمة الفحص الطبي قبل الزواج لجميع المواطنين والمقيمين المقبلين على الزواج، مؤكدة أن هذه الخدمة ليست جديدة، بل متاحة منذ سنوات في المؤسسات الصحية، ويجري حاليًا تعزيزها ضمن إطار الإلزام لضمان استفادة الجميع منها بسهولة ويُسر.
سهولة الحصول على الخدمة
وبيّنت الدكتورة الكميانية أن خدمة الفحص الطبي قبل الزواج متوفرة في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة، ويمكن لأي شخص التوجه مباشرة إلى أقرب مؤسسة صحية دون الحاجة إلى حجز موعد مسبق، حيث يتم استقباله في اليوم نفسه، وإجراء الفحص اللازم وسحب عينة الدم، ثم تحديد موعد لاحق لمراجعة النتائج وتقديم المشورة الطبية المناسبة.
وأشارت إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى التيسير على المقبلين على الزواج، وضمان عدم وجود عوائق تنظيمية أو زمنية تحول دون الاستفادة من الخدمة.
المشورة الطبية
وأوضحت أن جميع المقبلين على الزواج يحصلون على مشورة طبية متكاملة، سواء أظهرت نتائج الفحص توافقًا صحيًا أم عدم توافق، مشيرة إلى أن الفحوصات تشمل عددًا من الأمراض الوراثية والمعدية، من بينها «فقر الدم المنجلي»، و«الثلاسيميا بيتا»، إضافة إلى الأمراض المعدية المنقولة جنسيًا مثل «نقص المناعة المكتسب (الإيدز)»، و«التهابات الكبد الفيروسية»، و«الزهري».
وبيّنت أن دور المشورة يتمثل في شرح النتائج بشكل واضح للطرفين، وبيان احتمالات انتقال المرض أو توريثه للأبناء مستقبلًا، مع توضيح الخيارات الصحية المتاحة، سواء من حيث العلاج أو الوقاية أو تقليل المخاطر المحتملة.
وأكدت أن إلزامية الفحص لا تعني فرض قرار الزواج أو منعه، إذ يبقى القرار النهائي بيد الطرفين، بعد اطلاعهم الكامل على النتائج والتبعات الصحية المحتملة، بما يمكنهم من اتخاذ قرار واعٍ ومسؤول يحميهم ويحمي أبناءهم مستقبلًا.
توسيع نطاق الخدمة
وحول جاهزية المؤسسات الصحية، أوضحت الدكتورة الكميانية أن وزارة الصحة عملت على الاستعداد المسبق لتطبيق الإلزام من خلال توفير الكوادر المؤهلة والمستلزمات المخبرية اللازمة، ضمن إطار الحملة الوطنية للفحص الطبي قبل الزواج لعام «2025».
وأضافت أن المؤسسات الصحية الحكومية المنتشرة في مختلف ولايات سلطنة عُمان قادرة على استيعاب الأعداد المتوقعة من المراجعين، مشيرة إلى أن بعض المراكز النائية التي لا تتوافر فيها مختبرات طبية تُحال فيها الحالات إلى مراكز قريبة معروفة لدى المجتمع المحلي.
كما أكدت أن المؤسسات الصحية الخاصة تمثل شريكًا مهمًا في تقديم هذه الخدمة، حيث يتم اعتماد عدد منها من قبل وزارة الصحة لتقديم فحص ما قبل الزواج، سواء للمواطنين أو غير العمانيين، مع التأكيد على ضرورة التأكد من أن الجهة المقدمة للخدمة «معتمدة رسميًا» من الوزارة.
دور المجتمع والأسرة
وأكدت الدكتورة الكميانية على أهمية الدور المجتمعي في دعم تطبيق إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج، مشيرة إلى أن المسؤولية لا تقتصر على القطاع الصحي فحسب، بل تشمل الأسرة، والمؤسسات الدينية، والاجتماعية، والتربوية.
وأوضحت أن لأولياء الأمور دورًا محوريًا في توعية أبنائهم وتوجيههم لاتخاذ القرار السليم، خاصة أن المقبلين على الزواج يكونون في مرحلة مليئة بالحماس، وقد لا يدركون جميع الأبعاد الصحية طويلة المدى، مؤكدة أن دعم الأسرة يسهم في اتخاذ قرارات أكثر وعيًا ومسؤولية.
وأضافت أن الحملة الوطنية للفحص الطبي قبل الزواج خلال عام «2025» استهدفت فئتين أساسيتين هما المقبلون على الزواج وأولياء الأمور، بهدف ترسيخ ثقافة الوقاية وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الفحص.
نسب الإقبال
وأشارت إلى أن مؤشرات الإقبال على الفحص الطبي قبل الزواج شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغت نسبة الإقبال خلال عام «2025» نحو «42%» من الفئة المستهدفة، مع تطلع الوزارة إلى الوصول إلى تغطية كاملة تقارب «100%» مع بدء تطبيق الإلزام، بما يضمن استفادة جميع المقبلين على الزواج من هذه الخدمة الوقائية المهمة.
وختمت الدكتورة ريه الكميانية حديثها بالتأكيد على أن الفحص الطبي قبل الزواج يُعد استثمارًا صحيًا طويل الأمد، يسهم في الحد من الأمراض الوراثية والمعدية، ويعزز بناء أسر صحية مستقرة، مثمنة وعي المجتمع وتعاونه، ومتطلعة إلى مزيد من الشراكة المجتمعية لإنجاح هذه المبادرة الوطنية.
لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام:


