دار لبـــــان للنشـــر تعقد فعــــــــالية ثقافية في إسـلام آباد

الوصال - استضاف قسمُ اللغة العربية بكلية اللغة العربية بجامعة العلّامة إقبال المفتوحة فعاليةَ “الثقافة العُمانية من أرض اللبان إلى أرض باكستان”، والتي استضافتها الجامعة أمسِ الاثنين بتنظيمٍ مشتركٍ بين الجامعة ودار لُبان للنشر، وبتنسيقٍ من قبل الدكتورة مريم البادية.
وفي بداية الفعالية تحدّث عميدُ الكلية الأستاذُ الدكتور محيي الدين الهاشمي مرحِّبًا بالوفد العُماني، وقال: إنّ هذه الزيارة تُعَدُّ جسرًا جديدًا يمثّل حلقةً تربط بين بلدينا الشقيقين، سلطنةِ عُمان وجمهوريةِ باكستان الإسلامية، ويؤكّد عُمق الروابط التاريخية والثقافية والدينية التي تجمع بين شعبينا على امتداد قرونٍ من التواصل والتعاون، مشيرًا إلى أنَّ سلطنةَ عُمان اشتهرت بثقافتها العريقة، وإرثها الحضاري، وتاريخها البحري المشهود، وعُرِفَت أرضُ اللبان بأنّها موطنُ الأصالة والكرم، كما أنّ باكستان كانت ولا تزال أرضًا للعلم والعلماء، ومهدًا للتفوّق الفكري والفنّي. يجمعُنا هذا اللقاء لتبادل المعارف، وتوثيق الصلات، وتعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين مؤسساتنا.
وأضاف الهاشمي في كلمته الافتتاحية: إنّنا ننظر إلى هذه الزيارة الكريمة على أنّها بدايةٌ لمرحلةٍ جديدة من العمل المشترك، تُثمر مشروعاتٍ علميةً وثقافيةً تعود بالنفع على طلابنا وأجيالنا، وتُسهم في خدمة تراثنا العربي والإسلامي المشترك.
وفي كلمته أكّد الدكتور عبد المجيد البغدادي سعادتَهم الكبيرة بوجود هذه الفعالية الثقافية التي جاءت بها دارُ لُبان من أرض اللبان، مؤكّدًا أن عبق العطر الأول فاح من هذه الأرض الطيبة، حيث ينبت اللبان بأصفى أنواعه وأرقى جودته، ذلك الطيب المبارك الذي ورد ذكرُه في الأحاديث النبوية الشريفة، شاهدًا على مكانته وفضله، مشيرًا إلى أن اللبان ظلَّ قرونًا طويلة يحمل رسالة الجمال والنقاء، حتى صار جزءًا من هوية عُمان وثقافتها وتاريخها. غير أنّ العطر في عُمان لا يتوقف عند الحجر والشجر، بل يسكن القلوب والوجوه، فيفوح من أهلها عبيرُ الوفاء، وشذى الأخلاق النبيلة، التي تملأ المجالس بهاءً، وتشيع في الأرواح صفاءً.
وقال الدكتور البغدادي: إنّ ندوتَنا هذه تشكّل جسرًا من جسور التواصل بين الشعبين العُماني والباكستاني، ومساحةً لتلاقي العقول والقلوب، وفرصةً لتبادل الرؤى حول الإرث الثقافي العُماني العريق، وكيف يمكن أن يبقى اللبان رمزًا حيًّا للتاريخ المشترك والتفاعل الحضاري بين أمتينا.
وفي أوراق العمل تحدّث الروائي محمد بن سيف الرحبي عن المكان في الرواية من خلال تجاربه الذاتية، منوّهًا بسحرية المكان العُماني ليكون مُلهمًا فنيًّا للكتابة السردية. كما قدّم المصوّر عبد الله العبري عرضًا فنيًّا لمجموعة كبيرة من الصور التي أبرزت الملامح الجمالية للمكان والإنسان في عُمان.
وفي ورقته أكد الأستاذ أحمد البادي تأثيرَ الثقافة الباكستانية في المجتمع العُماني، خاصةً في العمارة وبناء المساجد والأزياء والمطبخ، وأيضًا في المفردات اللغوية.
وقام مديرُ عام الدار محمد بن سيف الرحبي والمشاركون في الرحلة الثقافية بزيارةٍ إلى كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية العالمية، حيث استقبلهم عميدُ الكلية الأستاذُ الدكتور فضل الله، الذي أشار إلى دور الكلية في نشر اللغة العربية ومدى الرغبة في تعلّمها، مشيرًا إلى وجود أساتذة وطلبة من مختلف الجنسيات، فيما يبلغ عددُ طلبة الكلية نحو ألفَي طالب من نحو عشرين جنسية.