الوصال ــ أوضح الخبير في مجال الطاقة علي الريامي أن أسعار النفط سجلت خلال عام 2025 أكبر خسائر سنوية منذ عام 2020، نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة، مؤكدًا أن هذه التراجعات لا يمكن ربطها بسبب واحد فقط، بل تعود إلى مزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية وسياسات الإنتاج العالمية.

وأشار في حديثه لبرنامج «ساعة الظهيرة» إلى أن من أبرز العوامل المؤثرة ضعف الطلب العالمي على النفط خلال عام 2025، إلى جانب التحديات المرتبطة بالتجارة العالمية، والعقوبات المفروضة على عدد من الدول، فضلًا عن التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق.

تراجع الطلب العالمي

وبيّن الريامي أن الطلب على النفط خلال عام 2025 لم يكن بالمستوى المتوقع، مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الأسعار، موضحًا أن متوسط أسعار النفط خلال العام تراجع إلى حدود «72 دولارًا للبرميل»، مقارنة بمستويات تجاوزت «80 دولارًا» في عامي 2023 و2024.

وأضاف أن هذا التراجع انعكس في خسائر سنوية تُقدّر بنحو «18%» لخام غرب تكساس، ونحو «15%» لبعض الخامات الأخرى، وهو ما يعكس حجم الضغوط التي واجهتها السوق النفطية.

قرارات أوبك بلس

وأوضح الريامي أن قرارات تحالف «أوبك بلس» أسهمت في التأثير على حركة الأسعار، لاسيما ما يتعلق بإعادة الكميات المخفضة إلى السوق بوتيرة أسرع مما كان مخططًا له سابقًا، مشيرًا إلى أن ثماني دول – من بينها سلطنة عُمان – شاركت في هذه التخفيضات.

وبيّن أن التحالف قرر خلال الربع الثاني من العام إعادة كميات من الإنتاج بوتيرة متسارعة، بدلًا من جدولتها على فترة أطول تمتد حتى نهاية العام، وهو ما أدى إلى ضخ نحو «2.2 مليون برميل يوميًا» خلال فترة قصيرة، الأمر الذي أسهم في زيادة المعروض وخلق ضغوط إضافية على الأسعار.

وأكد في الوقت ذاته أنه لا يمكن تحميل «أوبك بلس» وحدها مسؤولية تراجع الأسعار، نظرًا للدور الذي لعبته عوامل أخرى خارج نطاق سيطرتها.

عوامل خارجية ضاغطة

وأشار الريامي إلى أن من بين العوامل المؤثرة أيضًا تصاعد التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى العقوبات المفروضة على دول مثل روسيا وإيران وفنزويلا، فضلًا عن ارتفاع الإنتاج من دول خارج إطار «أوبك».

وأوضح أن هذه العوامل مجتمعة أسهمت في زيادة المعروض العالمي، ما فاق معدلات الطلب، وأدى إلى ضغط إضافي على الأسعار في الأسواق العالمية.

تأثير محدود للأزمات

ولفت إلى أن الأزمات الجيوسياسية، رغم حدتها، لم تؤدِّ إلى ارتفاعات مستدامة في أسعار النفط، موضحًا أن تأثيرها غالبًا ما يكون مؤقتًا، إذ ترتفع الأسعار لفترات قصيرة ثم تعود إلى مستوياتها الطبيعية بعد انقضاء التوترات.

وأضاف أن حتى الأحداث الكبرى، مثل التوترات بين بعض الدول أو النزاعات الإقليمية، لم تُحدث قفزات طويلة الأمد في الأسعار، إذ سرعان ما تعود السوق إلى التفاعل مع أساسيات العرض والطلب.

قراءة في اجتماع أوبك بلس

وحول الاجتماع المرتقب لتحالف «أوبك بلس»، أشار الريامي إلى أن التوقعات تشير إلى عدم اتخاذ قرارات جوهرية جديدة، مرجحًا الإبقاء على السياسات الحالية، خاصة أن التحالف سبق أن قرر تأجيل إعادة بعض الكميات إلى السوق.

وأوضح أن من غير المستبعد تمديد العمل بهذه السياسة إلى الربع الثاني من عام 2026، رغم أن ذلك يبقى احتمالًا محدودًا، مشيرًا إلى أن مفاجآت الاجتماعات تبقى واردة في بعض الأحيان.

آفاق 2026

وتطرق الريامي إلى توقعاته لأسعار النفط خلال عام 2026، مشيرًا إلى أن ضعف النمو الاقتصادي العالمي، خاصة في دول كبرى مثل الصين والهند، قد يستمر في التأثير على مستويات الطلب.

وأضاف أن المخاوف من ارتفاع المخزونات خلال الربعين الأول والثاني من عام 2026 قائمة، ما قد يحدّ من أي ارتفاعات كبيرة في الأسعار خلال تلك الفترة.

وتوقع أن تتراوح أسعار النفط خلال معظم عام 2026 بين «60 و65 دولارًا للبرميل»، مع إمكانية تحسنها تدريجيًا خلال النصف الثاني من العام، في حال تحسن الطلب العالمي واستقرار الأوضاع الاقتصادية.

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو