الوصال - سالم العمري 

عندما تصل سانت ريجيس الموج فإن أول مايقدم لك في الاستقبال هو الشراب المنعش المستوحى والممزوج بفواكه من الجبل الأخضر . هذه التحفة المعمارية الفريدة في قلب مسقط بتفاصيله الفخمة التي تمزج بين تفاصيل الفندق الشهير في فيفث أفينيو بشارع 55 في نيويورك وبين التراث العماني في منتجع فريد في قلب العاصمة مسقط يعد إحدى الإضافات المهمة التي شهدها قطاع سياحة النخبة مؤخراً في سلطنة عمان والذي يجذب سياحاً من الفئة التي تبحث عن قمة الجودة ومستعدة للاستثمار العالي في قضاء إقامة فخمة ، كذلك شدني في الفندق وجود مطعم يديره شاب عماني متميز ويحمل المطعم علامة تجارية جديدة أستحدثت في مسقط ويركز على التنويع في تقديم أكلات مطورة من المطبخ العماني بالإضافة إلى المطبخين الأقرب إلى ذوق العمانيين وهما المطبخ الزنجباري والمطبخ الهندي.

سانت ريجيس الموج أحد المشاريع المهمة لاستقطاب سياحة النخبة وهناك مدرسة من المؤمنين بأن التركيز على سياحة النخبة هو الذي يجب أن تركز عليه وزارة التراث والسياحة في سلطنة عمان لأن إنفاق السائح الواحد من هذه الفئة قد يكون عشرة أضعاف على الأقل مما ينفقه السائح العادي ، ولا أخفيكم أني من المناصرين لسياحة النخبة وسأسرد لكم لماذا ولكن أنا كذلك من المناصرين لسياحة الأسرة المتوسطة الدخل وأرى أن التركيز عليها كذلك مهم جداً:

أولاً سياحة النخبة بالإضافة إلى جذبها النخبة التي تصرف فإنها كذلك فرصة دائمة للترويج لعمان لدى المستثمرين وصناع القرار  ورجال الأعمال في العالم بالإضافة إلى أنها فرصة لصناعة سلسة من الأنشطة السياحية حول هذه النوعية من السياحة كتأجير اليخوت والهيلكوبترات ورحلات التخييم الفخمة وكلها تعطي فرص عمل مريحة وممتعة في ذات الوقت للشباب العماني بالإضافة إلى أنشطة أخرى كثيرة مجزية.

السياحة العائلية كذلك أمر مطلوب مجتمعياً بالإضافة إلى أن الأسرة العربية وخاصة الخليجية بما فيها العمانية أسر كبيرة أو متوسطة العدد فهي تصرف في أي مكان تسافر إليه بشكل ممتاز مقارنة بكثير من أنواع السياحة الأخرى. أضف إلى ذلك أن

سياحة الأسرة تشهد مساندة مجتمعية وترحيباً من الأهالي خاصة في موسم الخريف في محافظة ظفار، وحسنًا فعل مكتب محافظ ظفار وبلدية ظفار في إشراك المجتمع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تقديم هذه الخدمات للأسر سواء عبر الأماكن المخصصة للعب الأطفال أو المقاهي الممتدة من بوابة السماء في أفتلقوت إلى قمم سمحان حيث تصطف الأسر وهي تلتقط الصور على الإطلالات الرائعة وفي يد رجالها ونسائها  وأطفالها أكواب قهوة لعلامات تجارية عمانية.

أدعو إلى التركيز بشكل كبير على سياحة النخبة وسياحة الأسرة وأن تكونا القاطرتان الرئيسيتان لمسار السياحة وهنا كلمة حق تقال أن المنظومة التي تحرك السياحة في بلادنا للأمام تمشي بخطى تسارعت في السنوات الأخيرة بشكل كبير؛ بدءاً من وزارة التراث والسياحة والجهات الأخرى وكذلك المستثمر الذي أوجد مكاناً فخماً مثل سانت ريجيس أو المؤسسات الصغيرة التي صنعت علامات تجارية عمانية مثل بوابة السماء وقمم سمحان.

--:--
--:--
استمع للراديو