الدكتور محمد العريمي لـ«الوصال»: الشفافية الاستباقية وتعزيز التواصل المباشر ركيزتان لترسيخ الثقة المجتمعية
منتدى الوصال
الوصال ــ تناول الدكتور محمد العريمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية، في «منتدى الوصال» أثر غياب المتحدث الرسمي لدى عدد من المؤسسات الخدمية، وانعكاس ذلك على صورة هذه الجهات وقدرتها على التواصل مع المجتمع، في ضوء التوجيهات السامية التي أكدت أهمية التفاعل مع قضايا المجتمع وإيصال الرسائل الصحيحة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
قضية قديمة تتجدد
واستهل العريمي حديثه بالإشارة إلى أن ملف المتحدثين الرسميين «ليس جديدًا»، موضحًا أن الحاجة إليه تتعاظم في ظل الانفتاح الإعلامي وتغيّر مهام الدولة، لافتًا إلى أن التواصل الفاعل يمثل شرطًا لنجاح أي مؤسسة في «إيصال خدماتها» واستيعاب «ردود الفعل» المرتبطة بها.
«التواصل ليس خيارًا»
وقال العريمي إن وجود متحدث رسمي لكل وزارة أو مؤسسة خدمية «لم يعد ترفًا»، بل أصبح «واجبًا» ضمن متطلبات الإدارة الحديثة، موضحًا أن المؤسسات لا يمكنها الاكتفاء بدور الإرسال فقط، بل ينبغي أن تجمع بين «إيصال الرسالة» و«استقبال الفيدباك» باعتباره جزءًا أصيلًا من تقييم رضا المجتمع واحتياجاته.
وتناول العريمي مثال وزارة التجارة، معتبرًا أن بعض الملفات ذات الحساسية العامة كانت تتطلب «تقديمًا إعلاميًا استباقيًا»، مستعرضًا ما رآه من اتساع مساحة اللغط في منصات التواصل، ومشيرًا إلى أن غياب «الملخص التوضيحي» فتح المجال لقراءات متباينة بين «الفاهم وغير الفاهم»، في وقت كان يمكن فيه معالجة فجوة المعلومات بطرح موجز يشرح الإطار العام دون الدخول في التفاصيل الفنية.
الشفافية… لا تأتي متأخرة
وناقش العريمي فكرة التأخر في التوضيح، معتبرًا أن بعض المؤسسات تأتي «بعد حدوث الهرج»، بينما المطلوب هو «المبادرة» ورفع مستوى الشرح المسبق، مبيّنًا أن منطق الانتظار كان قد يصلح في مراحل إعلامية سابقة، لكنه لم يعد مجديًا اليوم مع «السماوات المفتوحة» وتعدد مصادر التأثير وسرعة تداول الخبر.
التوجيهات السامية «رسالة واضحة»
وأشار العريمي إلى أن مضامين ما ورد في الخبر الرسمي حول لقاء جلالة السلطان المعظم بأعضاء مكتب مجلس الدولة حملت رسائل مباشرة تتصل بفعالية الأداء، و«تحويل المقترحات إلى خطوات عملية»، و«ترسيخ تكامل جهود مؤسسات الدولة»، و«التفاعل مع قضايا المجتمع»، مؤكدًا أن الحديث عن «إيصال الرسائل الصحيحة» يعكس وجود خلل في وصول المعلومات بالشكل المطلوب، وأن معالجة ذلك تتطلب عملاً مؤسسيًا متناسقًا.
المتحدث الرسمي… داخل المعلومة
وتطرق العريمي إلى تحديات المتحدث الرسمي داخل بعض المؤسسات، مبينًا أن نجاحه مرهون بـ«قناعة هرم المؤسسة»، وبأن يكون حاضرًا في الاجتماعات وداخل مسار المعلومة، لا أن يتحول إلى واجهة شكلية تتلقى ورقة عند الحاجة فقط، موضحًا أن الأزمات قد تأتي بشكل مفاجئ، وأن الاستعداد لها يتطلب تراكمًا معرفيًا لدى المتحدث وليس معلومات لحظية.
«البوسترات لا تكفي»
وتناول العريمي ما تطرحه بعض الجهات من أن النشر عبر الحسابات الرسمية كافٍ، معتبرًا أن الاكتفاء بالمحتوى الدعائي أو أخبار الاستقبالات والتوديع لا يحقق جوهر التواصل، وأن المطلوب هو شرح القضايا التي تهم الناس، والاستجابة الذكية لما يستوجب توضيحًا، ضمن «نسبة وتناسب» لا تجعل المؤسسة أسيرة لكل إشاعة، لكنها أيضًا لا تترك الفراغ الإعلامي يتمدد.
لا لاختزال الدولة في «بلوجر»
وأبدى العريمي تحفظه تجاه فكرة استبدال المؤسسات الصحفية أو المنابر المهنية بالمؤثرين، معتبرًا أن الاعتماد على «بلوجر» لتقديم رسائل الدولة يمثل «منزلقًا خطيرًا»، لأن وظيفة الإعلام ليست بيعًا وتسويقًا فقط، بل هي وظيفة تنويرية وتثقيفية وتفسيرية، مؤكّدًا في المقابل أن وجود المؤثرين قد يكون «جزءًا من المنظومة» لا بديلًا عنها.
الإعلام يحتاج: «حرية.. ودعم.. ومواهب»
وفي قراءته لمعادلة صناعة التأثير، أوضح العريمي أن مساحة الحرية موجودة ويمكن البناء عليها، لكنه أشار إلى أن التحدي الأكبر يظهر في «الدعم المالي» للقطاع الخاص الإعلامي بعد جائحة كورونا، متحدثًا عن تقلص الإعلانات، وتراجع الصفحات، وتسريح كوادر، معتبرًا أن استمرار الصحافة يتطلب «لفتة» تعزز قدرتها على القيام بدورها بوصفها «الخط الأول» في حماية المجتمع وإيصال الرسائل الوطنية.
المسؤولية مشتركة والتنسيق ضرورة
واختتم العريمي حديثه بالتأكيد على أن مواجهة الإشاعات أو القضايا العامة لا تقع على جهة واحدة فقط، بل «الكل معني في اختصاصه»، داعيًا إلى التنسيق بين المؤسسات، وإغلاق فجوات المعلومات قبل اتساعها، مؤكدًا أن المواطن اليوم لم يعد متلقيًا سلبيًا، بل طرفًا يراقب ويحلل ويعيد إنتاج المعلومة، وأن «ملء الفراغ» بات ضرورة، لأن «إذا لم تملأه أنت… ملأه غيرك».
لمتابعة حلقة «منتدى الوصال» عبر الرابط التالي:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام:


