الوصال ــ أكد الدكتور عيسى بن سالم الشبيبي من المديرية العامة للبرامج وبناء القدرات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في «منتدى الوصال» أن النظر إلى البحث العلمي بوصفه ترفًا «رؤية قاصرة»، موضحًا أن «المعرفة هي المستقبل، ولا تُنتج إلا عبر البحث». وأكد على أن الأثر البحثي «يتطلب زمنًا ليظهر»، لكن نتائجه تمتد للاقتصاد وجذب الاستثمارات.

جائزة وطنية.. أثر ملموس

وأوضح الشبيبي أن الجائزة الوطنية للبحث العلمي في نسختها الثانية عشرة رفعت نوعية النشر العلمي، إذ بات الباحثون في عُمان ينشرون أكثر في مجلات Q1 وQ2، مؤكدًا أن هذه الزيادة «تغذّي مؤشرات الابتكار العالمية وترفع موقع عُمان»، بما يجذب رؤوس الأموال. وكشف أن الجائزة تمنح ««١٥٠٠ ريال عُماني» لكل باحث فائز»، إلى جانب قيمة معنوية عالية يعتز بها الأكاديميون في سيرهم الذاتية.

ستة قطاعات.. و«١٢» فائزًا

وبيّن أن الجائزة تشمل ستة مجالات مرتبطة برؤية «عُمان ٢٠٤٠»: التعليم، الصحة، تقنية المعلومات والاتصالات، الطاقة، الموارد الحيوية والزراعية، والعلوم الاجتماعية، مع تتويج 12 باحثًا (6 حملة دكتوراه و6 ناشئين). المشاركة «مفتوحة لكل الباحثين» بشرط «إثبات النشر المحكّم داخل مؤسسة عُمانية أو لباحث عُماني».

تمويل مؤسسي يبني الكفاءة

وتطرّق الشبيبي إلى برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة، موضحًا أنه لا يموّل المشاريع فحسب، بل «يرفع قدرات الجامعات في إدارة وتقييم البحوث واختيار أنشطتها»، مع اعتماد شرائح تمويل لطلبة البكالوريوس والماجستير وأعضاء هيئة التدريس. وذكر أن مخصصات البرنامج هذا العام بلغت ««٢.٦ مليون ريال عُماني»».

شراكات تصنع حلولًا

واستعرض مبادرة «إيجاد» لربط الصناعة بالأكاديميا؛ إذ تطرح القطاعات تحدّياتها لفرق بحثية تموّلها الشركات وتتبنّى مخرجاتها. كما تناول برنامج دعم المشاريع الاستراتيجية (تمويل «٥٠٪» من الوزارة و«٥٠٪» من الجهة الحكومية المستفيدة) الذي «بدأ يغيّر سياسات وتشريعات» لدى بعض الجهات بناءً على نتائج البحوث.

من المختبر إلى السوق

وأشار إلى برنامج «Upgrade» لتحويل مشاريع التخرّج إلى شركات ناشئة، لافتًا إلى قصة نجاح شركة «بيانات» التي انطلقت من فكرة طالب، ثم «استقطبت استثمارات من داخل المنطقة وخارجها»، مؤكدًا أن هذا المسار «يجسّد تحويل المعرفة إلى قيمة سوقية».

ثقافة الطلاب تتبدّل

وذكر أن الإقبال الطلابي على البحث «يتصاعد بوضوح» بفضل مسارات التمويل وبرامج مثل Falling Walls ومنتدى لينداو، موضحًا أن إشراك الطلبة مبكرًا «يخلق مهارات الابتكار» ويُخرج نماذج أولية قابلة للتطوير.

الإنفاق والمعيار العالمي

وقال الشبيبي إن إنفاق عُمان على البحث العلمي يقارب ««٠.٤٪ من الناتج المحلي»»، وهو «أقل من دول متقدمة تصل إلى ٣–٤٪»، معتبرًا أن رفع الإنفاق تدريجيًا مع حُسن التوجيه «مفتاح لتعظيم العائد الوطني».

نقل التكنولوجيا.. تحسين لا استهلاك

وأوضح أن «نقل التكنولوجيا» لا يعني الاستهلاك فقط، بل «البناء على حلول قائمة وتحسينها»، مؤكدًا أن الجامعات العُمانية—including نزوى، صحار، ظفار—أنشأت مراكز ابتكار ونقل تقنية وتحولت بعض المخرجات إلى منتجات فعلية.

تعاون خليجي وعربي

وكشف عن حوار متقدم مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بخصوص برامج مشتركة في الحاضنات وتسريع الابتكار، مع عملٍ جارٍ على مركز وصندوق بحوث خليجيين مشتركين. كما نوّه إلى نموذج تعاون طويل الأمد بين جامعة السلطان قابوس وجامعة الإمارات.

التكامل داخل الجامعات

وأفاد ببرنامج مرتقب «يفعّل فرقًا بحثية مشتركة» بين الجامعات الكبرى والكليات الأصغر داخل السلطنة، لنقل الخبرة عمليًا عبر «مشاريع تمتد لعامين»، معتبرًا ذلك «أكثر فاعلية من الدورات النظرية».

واختتم الشبيبي مؤكدًا أن «ترقية موقع عُمان على مؤشرات الابتكار، وتحويل البحوث إلى منتجات وسياسات، وتعميق الشراكات» هي مسارات متوازية، وأن «الطريق يبدأ من الإيمان بأن البحث العلمي أولوية وطنية لا رفاهية». وأضاف: «إن واصلنا هذا النهج، فسنرى أثرًا أوسع على الاقتصاد وسوق العمل خلال السنوات المقبلة».

لمتابعة حلقة «منتدى الوصال» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو