الوصال ــ قال الصحفي والإعلامي خلفان الطوقي خلال حديثه في برنامج ساعة الظهيرة إن الجدل الدائر حول الاتفاقية العُمانية – الهندية في منصات التواصل الاجتماعي يُعد أمرًا طبيعيًا في أي مجتمع حي، موضحًا أن مساحة النقاش الواسعة تعكس وعي المجتمع وحرصه على حماية المصلحة العامة، وعدم الانزلاق في مسارات لا تخدم الاقتصاد الوطني أو الاستقرار الاجتماعي.

نقاش مجتمعي صحي

وأكد الطوقي أن اختلاف الآراء وتباين وجهات النظر حول الاتفاقيات الكبرى «ظاهرة صحية ومطلوبة»، لافتًا إلى أن المجتمع العُماني بات أكثر تفاعلًا مع القضايا الاقتصادية والسياسية، وهو ما يعزز التواصل بين المواطن والجهات الرسمية، ويمنح صانع القرار مؤشرات حقيقية لما يدور في الشارع العام.

قصور في إيصال الرسالة

وناقش وجود قصور نسبي في التواصل خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن بعض التصريحات التي تداولتها وسائل الإعلام ومنصات التواصل «خرجت عن سياقها أو جرى تحويرها»، ما ساهم في خلق حالة من القلق لدى بعض فئات المجتمع، رغم أن الواقع – بحسب وصفه – «مختلف تمامًا عمّا تم تداوله».

وأوضح أن الاتفاقية جاءت بعد عمل تفاوضي حكومي استمر قرابة عامين، وشاركت فيه فرق مختصة تمتلك رؤية واضحة حول مصالح الاقتصاد العُماني، مؤكدًا أن الهدف لا يقتصر على تعزيز العلاقات التجارية مع الهند فحسب، بل يتجاوزها إلى إرسال رسالة عالمية مفادها أن عُمان «منفتحة على الاستثمار والشراكات الاقتصادية طويلة المدى».

أهداف استراتيجية بعيدة المدى

واستعرض الطوقي الأبعاد الاستراتيجية للاتفاقية، مبينًا أنها تخدم مسارات تنويع مصادر الدخل، وزيادة الصادرات، وتعزيز الأمن الغذائي والدوائي، مؤكدًا أن ثمار مثل هذه الاتفاقيات «لا تُجنى بين ليلة وضحاها»، وإنما تحتاج إلى وقت وتخطيط وتكامل أدوار بين الحكومة والقطاع الخاص.

وشدد على أن «التوقيع ليس هو الإنجاز الحقيقي»، بل إن التحدي الأكبر يكمن في مرحلة ما بعد التوقيع، وكيفية تحويل بنود الاتفاقية إلى فرص استثمارية حقيقية، موضحًا أن دور الحكومة يتمثل في التهيئة والترويج، بينما يقع العبء الأكبر على القطاع الخاص في استثمار هذه الفرص والاستفادة منها.

لماذا سبق الجانب الهندي بالنشر؟

وحول تساؤلات الشارع بشأن نشر الجانب الهندي للاتفاقية قبل الإعلان التفصيلي محليًا، تناول الطوقي طبيعة المشهد السياسي في الهند، موضحًا أن تعدد الأحزاب والنقابات العمالية يفرض تفاعلات إعلامية وسياسية مختلفة، حيث قد تستغل بعض الأطراف الاتفاقية «في إطار الصراع الداخلي أو الحسابات الحزبية».

وأضاف أن بعض الجهات الهندية تنطلق من منطلقات حمائية تخشى انتقال جزء من الاستثمارات إلى خارج الهند، وهو ما يفسر حدة بعض التصريحات الصادرة هناك، مؤكدًا في المقابل أن «المكاسب المتوقعة لعُمان تظل كبيرة ومهمة على المدى المتوسط والبعيد».

ما المطلوب في المرحلة المقبلة؟

وأكد الطوقي أن المرحلة القادمة تتطلب جهدًا مضاعفًا في تبسيط لغة الاتفاقية وشرحها للقطاع الخاص والمجتمع، داعيًا إلى تسويقها باعتبارها «قصة نجاح وطنية» يمكن البناء عليها لجذب استثمارات جديدة من خارج عُمان والهند.

وأوضح أن إضافة سوق ضخم يتجاوز «مليار وأربعمائة مليون نسمة» يمثل ميزة تنافسية كبيرة للاقتصاد العُماني، مشددًا على ضرورة التفكير بمنظور شمولي، خاصة في ظل دخول دول منافسة في المنطقة إلى اتفاقيات مماثلة، محذرًا من أن البقاء خارج هذا الحراك يعني «الخروج من الكعكة الاستثمارية».

التفعيل أهم من التوقيع

وختم الطوقي حديثه بالتأكيد على أن اللقاءات التوضيحية المرتقبة مع الجهات المختصة تمثل فرصة مهمة للإجابة عن هواجس المجتمع، مشددًا على أن «التوقيع خطوة أولى، لكن التفعيل والمتابعة هما الفيصل الحقيقي لنجاح الاتفاقية وتحقيق أهدافها الاقتصادية».

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو