الوصال - تحدث محمد السيّابي، مالك حافلات مدرسية، في برنامج «منتدى الوصال» عن ملف نقل الطلبة، مؤكدًا أن سلامة الطلاب «أولوية لا تُساوَم»، وأن السائقين ومالكي الحافلات بحاجة إلى حلول عملية بدل الاكتفاء بالتوجيهات العامة، مشيرًا إلى أن الحوادث الأخيرة فتحت باب النقاش مجددًا حول واقع النقل المدرسي والتحديات التي تواجهه.


ما أبرز التحديات؟
وأوضح السيّابي أن أبرز التحديات تكمن في إلزام أصحاب الحافلات بشراء أنظمة معينة أو التعامل مع شركات محددة، مما يخلق احتكارًا في السوق ويزيد الأعباء المالية عليهم. وبيّن أن تركيب زر إيقاف المحرك من الخلف المُلزم به حاليًا تصل كلفته إلى أكثر 500  ريال عماني للحافلة الواحدة، أي ما يعادل دخل شهر كامل، وهو مبلغ كبير لا يمكن تحمّله في ظل العقود الحالية التي لا تتجاوز قيمتها الشهرية في المتوسط 400 ريال.
وأضاف أن كثيرًا من السائقين يواجهون مشكلات تقنية بعد تركيب هذه الأنظمة، إذ تظهر فيها أعطال متكررة، ما يجعلها غير فعالة في ضمان السلامة كما يُفترض. وأشار إلى أن «القرارات يجب أن تُبنى على دراسة ميدانية ومشاورة المعنيين» وليس على تعميمات مفاجئة تُصدر دون مناقشة.


ما البدائل الممكنة؟
واقترح السيّابي اعتماد نظام إلكتروني ذكي يرسل إشعارات فورية لأولياء الأمور في حال تأخر الطالب أو عدم وصوله، معتبرًا أن هذا الحل أكثر فاعلية وأقل كلفة، كما أنه معمول به في المدارس الخاصة. وأشار إلى أن من الممكن تفعيل دور المعلمات المناوبات في المدارس لمتابعة نزول جميع الطلبة من الحافلات، بدلًا من الاكتفاء بتركيب أجهزة مكلفة قد تتعرض للأعطال.


من يتحمل الكلفة؟
وتحدث السيّابي عن غياب الدعم أو المساهمة الحكومية في تمويل هذه الأنظمة، موضحًا أن ملاك الحافلات لا يمانعون في الالتزام بمتطلبات السلامة بشرط وجود شراكة في التكاليف أو تسهيلات تمويلية. وقال إن الوزارة لم توضح حتى الآن آلية التمويل أو المساعدة، بل ألزمت السائقين بتوقيع تعهدات بالتركيب دون نقاش أو بدائل.


وماذا عن العمر التشغيلي للحافلة؟
وتطرق السيّابي إلى مسألة تحديد العمر التشغيلي للحافلات بـ 12 سنة، مؤكدًا أن هذا القرار لا يراعي واقع التمويل البنكي أو فترات السداد التي تمتد إلى تسع سنوات، مما يعني أن السائق سيُجبر على استبدال الحافلة بعد فترة قصيرة من تسديدها، وهو عبء إضافي. وأضاف أن بعض الحافلات الجديدة التي فُرضت ضمن برامج الإحلال تعاني من عيوب في الجودة وعدم توازن أثناء القيادة وصدأ في الهيكل، فضلًا عن ارتفاع كلفة الصيانة الشهرية من 16 ريالًا سابقًا إلى أكثر من 70 ريالًا الآن.


ماذا عن الوقود والصيانة؟
وأشار السيّابي إلى أن الحافلات الجديدة تستهلك وقودًا أكثر بمقدار الضعف مقارنة بالحافلات القديمة، موضحًا أن مصروف الوقود الشهري ارتفع من 50 ريالًا إلى أكثر من 150 ريالًا، ما يضاعف الأعباء المالية، خاصة في ظل ثبات قيمة العقود الشهرية. وقال: «نحن لا نرفض التطوير، لكن نطالب بأن تكون القرارات مدروسة ومبنية على واقع ميداني لا على افتراضات مكتبية».


ما المطالب النهائية؟
واختتم السيّابي حديثه بالتأكيد على أن أهم مطالب ملاك الحافلات تتمثل في إلغاء الاحتكار في الشراء والتركيب، وفتح المجال أمام أكثر من شركة منافسة لتقديم الخدمات بأسعار عادلة، إلى جانب مراجعة العمر الافتراضي للحافلات وربطه بدورة التمويل، وتوفير دعم مالي أو تمويلي يراعي وضع السائقين. وأضاف أن الجميع «شركاء في الأمان»، وأن حماية الأطفال مسؤولية جماعية تتطلب تنسيقًا حقيقيًا بين وزارة التربية والتعليم ومالكي الحافلات والمجتمع.

لمتابعة الحلقة عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو