الوصال – تناول سالم الغيلاني، رئيس تحرير صحيفة «توفا» الإلكترونية، في حديثه عبر برنامج «ساعة الظهيرة» أسباب تراجع كرة القدم العُمانية في السنوات الأخيرة، موضحًا أن «الخلل لا يقتصر على النتائج، بل يمتد إلى المنظومة الرياضية بأكملها»، وأن «غياب التخطيط والحوكمة والاحترافية» جعل الواقع الرياضي بعيدًا عن متطلبات العصر الحديث.

أزمة منظومة لا أفراد

وبيّن الغيلاني أن ما يحدث في الساحة الرياضية «ليس نتيجة أخطاء فردية»، بل انعكاس لـ«إشكالية كبرى في إدارة المنظومة الرياضية»، مؤكدًا أن «الاتحادات والأندية واللاعبين جميعهم يتأثرون بضعف البنية المؤسسية»، وأن تحميل المسؤولية لطرف واحد «لا يعبّر عن الصورة الحقيقية».

المقارنة الإقليمية

وأشار إلى أن «المنطقة العربية تشهد طفرة رياضية واسعة»، بينما «ما زلنا نعيش على إنجازات مؤقتة»، مضيفًا أن «دولًا كانت متأخرة رياضيًا أصبحت تنافس على الصدارة بفضل الاستثمار والتخطيط»، في حين أن «الكرة العُمانية لم تواكب هذا التحول». ولفت إلى أن تصريحات المدرب كارلوس كيروش الأخيرة، التي أشار فيها إلى «مقاومة داخلية تفوق قدرته على الإصلاح»، تعبّر بدقة عن «حجم التعقيد في الواقع الرياضي المحلي».

غياب الشفافية والتواصل

وأوضح الغيلاني أن من أبرز التحديات «ضعف الاتصال المؤسسي وغياب الشفافية في القرارات»، مبينًا أن «الشارع الرياضي يُترك في حالة من الغموض بعد كل إخفاق»، داعيًا إلى ضرورة «وجود خريطة طريق واضحة» تحدد أهداف كل بطولة واستراتيجية الاتحاد للفترة المقبلة. وأكد أن «الاتصال المنهجي مع الجمهور والإعلام» كفيل بتقليل الإحباط ورفع مستوى الثقة في العمل الرياضي.

بيئة طاردة للمواهب

وأضاف أن «الكرة العُمانية أصبحت بيئة طاردة للمواهب»، لأن «الاحتراف لا يزال غائبًا»، موضحًا أن «كثيرًا من اللاعبين يفضلون المسار الوظيفي أو التعليمي على خوض تجربة رياضية غير مضمونة». وأشار إلى أن «الأندية غير قادرة على اكتشاف العناصر الجديدة أو تطويرها» بسبب انشغالها بـ«الديون والالتزامات المالية»، مما يؤدي إلى «فاقد كبير في المواهب الوطنية».

تقييم المرحلة الحالية

ولفت الغيلاني إلى أن «الاتحاد العُماني الحالي ورث منظومة مثقلة بالمشكلات»، وأن الحكم عليه «يتطلب مزيدًا من الوقت»، لكنه شدّد على «ضرورة تصحيح الأخطاء الإدارية والفنية»، وبناء مسار جديد يركز على «الاستدامة والحوكمة وتطوير الكفاءات الوطنية».

واختتم الغيلاني حديثه بالقول إن «تكرار تبديل المدربين لن يغيّر الواقع»، فالمشكلة «ليست في الأفراد بل في المنظومة»، داعيًا إلى «إصلاح جذري» يعيد للكرة العُمانية بريقها «على أسس علمية ومؤسسية حديثة».

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو