السفير السابق لدى مملكة إسبانيا لـ «الوصال»: التقارب الجغرافي بين عُمان وإسبانيا أسس لتعاون سياحي وثقافي متبادل
منتدى الوصال
                                                    الوصال - تحدث سعادة الشيخ هلال بن مرهون بن سالم المعمري، السفير العُماني السابق لدى مملكة إسبانيا، في برنامج «منتدى الوصال» عن عمق العلاقات العُمانية الإسبانية التي وصفها بـ«التاريخية والمتنامية» في مختلف المجالات، موضحًا أن هذه العلاقات تمتد لعقود وتشهد تنوعًا في مجالات التعاون «السياسي والاقتصادي والثقافي»، بما يعكس حرص البلدين الصديقين على تطويرها واستثمار فرصها المشتركة.
شراكات اقتصادية
وأشار إلى أن «العلاقات الاقتصادية» بين البلدين بدأت مبكرًا، حيث عملت سلطنة عُمان على «توطين التعاون مع الشركات الإسبانية» العاملة في مجالات «الطاقة المتجددة وتحلية المياه»، إضافة إلى استثمارات قائمة منذ أكثر من عقد في «قطاعات النفط والطاقة»، بما يعكس «الثقة المتبادلة» والحرص على توسيع الشراكات الاقتصادية والاستثمارية.
تشابه جغرافي وثقافي
وتطرق المعمري إلى «التشابه الكبير بين الطبيعة الجغرافية» في سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا، موضحًا أن هذا التقارب كان مدخلًا مهمًا لتأسيس تعاون واسع في «المجال السياحي والثقافي»، خاصة أن «التضاريس والمباني التراثية القديمة» في كلا البلدين تتشابه إلى حد كبير، ما فتح المجال أمام «تبادل الخبرات في تحويل القرى التراثية والحصون إلى وجهات سياحية وثقافية مستدامة».
فرص واعدة
وبيّن أن إسبانيا تُعد من «الدول الرائدة في مجالات الزراعة الحديثة، والصيد البحري، والطاقة المتجددة، وإدارة المياه»، مشيرًا إلى أن هذه القطاعات تمثل «فرصًا واعدة لتعزيز التعاون الاقتصادي» مع سلطنة عُمان، خصوصًا في مجالات «الأمن الغذائي والتقنيات الزراعية والابتكار في الطاقة النظيفة».
توثيق ثقافي وتبادل لغوي
وأوضح أن «الجانب الثقافي يشكل بعدًا محوريًا» في العلاقات بين البلدين، حيث شهدت المرحلة الماضية «توقيع مذكرات تفاهم لتبادل الوثائق التاريخية» بين «هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية» العُمانية ونظيرتها الإسبانية، إلى جانب تعاون أكاديمي متنامٍ في «تدريس اللغة الإسبانية» بجامعة السلطان قابوس وبعض المعاهد العُمانية.
نظام ملكي وتعدد أقاليم
وتناول المعمري «النظام الملكي في إسبانيا» وآلية الحكم في المقاطعات مثل «كتالونيا»، مبينًا أن إسبانيا رغم تعدد الأقاليم واللغات، إلا أن «سلطتها المركزية تبقى في مدريد»، وأن هذا التنوع لم يمنعها من لعب «دور سياسي وإنساني متوازن»، خصوصًا في «دعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية»، التي تحظى بـ«اعتراف رسمي ودعم إنساني مستمر» من الحكومة الإسبانية.
إرث الأندلس والهوية العربية
وفي الجانب التاريخي، تحدث سعادة الشيخ عن «الروابط التاريخية العميقة بين عُمان والأندلس»، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الإسبان «يعتزون بأصول عربية» ما زالت آثارها واضحة في «العمارة والعادات والتقاليد وحتى اللهجات»، لافتًا إلى أن أسماء المدن الجنوبية مثل «غرناطة وقرطبة وشبيلية وملقة» ما زالت تحتفظ بـ«جذورها العربية القديمة».
تواصل تاريخي وتأثير لغوي
وأوضح أن «الأبحاث التاريخية» كشفت عن «تواصل قديم بين عمان وإسبانيا عبر البرتغاليين» في القرن السادس عشر، وأن بعض المفردات المستخدمة في «اللهجة العُمانية اليومية» تعود جذورها إلى «اللغة الإسبانية والبرتغالية»، خصوصًا في المناطق الساحلية.
مواقف إنسانية وقرب ثقافي
وأكد المعمري أن «إسبانيا تعد من أقرب الدول الأوروبية إلى العالم العربي» من حيث «الموقف السياسي والثقافي»، مشيرًا إلى أن علاقاتها مع سلطنة عُمان قائمة على «الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك»، وأن «الزيارة الرسمية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى مملكة إسبانيا» تمثل امتدادًا لمسار «العلاقات الوثيقة التي أرساها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – مع الملك خوان كارلوس».
علاقات متينة ومتواصلة
وختم سعادته بالتأكيد على أن «العلاقات بين مسقط ومدريد علاقات صداقة وثيقة» تشمل التعاون «السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري والأمني»، مشيرًا إلى وجود «مشاورات سياسية منتظمة بين وزارتي الخارجية» في البلدين، ومؤكدًا أن المرحلة المقبلة «ستشهد مزيدًا من التقدم والتكامل في هذه العلاقة المتميزة».
لمتابعة حلقة «منتدى الوصال» عبر الرابط التالي:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام:


