الوصال - تحدث الدكتور محمد بن مبارك العريمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية وكاتب وباحث في الشؤون السياسية، في برنامج «ساعة الظهيرة» عن الرسائل السياسية التي حملها خطاب معالي وزير الخارجية العُماني خلال منتدى حوار المنامة 2025، مشيرًا إلى أن «اجتماع أكثر من ستين دولة في المنامة لمناقشة قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي يُعد ظاهرة صحية في ظل التوترات التي يشهدها العالم، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط».

وأوضح أن «الرسالة العُمانية كانت واضحة بأن الأمن والاستقرار لا يمكن تحقيقهما بشكل مجزأ»، مؤكدًا أنه «لا يمكن للمنطقة أن تنعم بالسلام ما لم تُشرك جميع الأطراف في منظومة واحدة، تشمل إيران واليمن والعراق ودول الخليج». وأضاف أن «على دول المنطقة أن تستفيد من دروس الماضي، فكل محاولات فرض الاستقرار من أطراف محددة لم تنجح».

«إطار أمني شامل»

وبيّن الدكتور العريمي أن «فكرة إقامة إطار أمني يضم الخليج والعراق واليمن وإيران ليست جديدة»، موضحًا أن «السلطنة تبنت هذا التوجه منذ سبعينيات القرن الماضي، في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – عندما استضافت مسقط اجتماعًا لقادة الدول عام 1973». وذكر أن نجاح هذه المبادرة «مرتبط بوجود إرادة صادقة وإيمان مشترك بأن الأمن لا يتحقق دون تعاون جماعي»، مشيرًا إلى أن «التجربة الأوروبية مثال على إمكانية تجاوز الخلافات لصناعة منظومة موحدة تخدم الشعوب والأنظمة معًا».

«الملف الإيراني» وتعقيداته

وتناول الدكتور العريمي «الملف الإيراني» واصفًا إياه بأنه «أعقد الملفات في الشرق الأوسط»، موضحًا أن «الخلاف بين إيران والغرب، خصوصًا في الملف النووي، لم يُحل بعد». وأكد أن «لا دولة تستطيع الوساطة في هذا الملف سوى سلطنة عُمان، لما تملكه من مصداقية وثقة لدى جميع الأطراف»، مبينًا أن «مسقط هي العاصمة الوحيدة القادرة على إحداث فارق في هذا الملف الحساس».

«الموقف العُماني» وصدق الخطاب

وفي ما يتعلق بتوجيه الانتقادات المباشرة لإسرائيل، قال العريمي إن «الدبلوماسية العُمانية معروفة بمصداقيتها ووضوح خطابها»، مشيرًا إلى أن «حتى الدول التي تجمعها علاقات قوية بإسرائيل وجهت انتقادات حادة لها بسبب المجازر التي ارتكبتها، وأدركت أنها المهدد الأكبر للأمن والاستقرار في المنطقة».

«عُمان محور السلام»

واختتم الدكتور العريمي حديثه بالتأكيد على أن «سلطنة عمان أثبتت خلال العقود الماضية وخلال السنوات الخمس من عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – أنها محور الدبلوماسية الإقليمية»، موضحًا أن «مسقط تمتلك المصداقية والخبرة التراكمية والنفس الدبلوماسي الهادئ الذي يجعلها قادرة على المساهمة في حل الملفات المعقدة». وأضاف أن «تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة سيعود بالنفع على جميع الشعوب والدول العربية والعالمية، وهو ما تنطلق منه عُمان في جهودها الدبلوماسية».

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو