الوصال ــ ناقشت الدكتورة حصة بنت عبد الله البادية، الأكاديمية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، في برنامج «ساعة الظهيرة» أبعاد الفضاء الرقمي بوصفه ساحة جديدة للصراعات العالمية، مؤكدة أن هذا الفضاء لم يعد مجرد امتداد تقني، بل أصبح ميدانًا مفتوحًا لتشابك المصالح والنفوذ والصراعات غير التقليدية.

وتناولت البادية التحولات المتسارعة التي فرضها الانفتاح المعلوماتي وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، موضحة أن كثيرًا من الدول باتت توظف هذه الأدوات ضمن استراتيجياتها العسكرية وغير العسكرية، ما استدعى بروز مفاهيم جديدة ترتبط بالأمن السبراني وأمن المعلومات، وتأثيرها المباشر على القطاعات الحيوية، والمسارات الاستراتيجية، وسلاسل الإمداد، والخدمات اللوجستية والطيران.

«الحرب الهجينة» الأخطر

واستعرضت مفهوم «الحرب الهجينة»، مبينة أنها أخطر من الحروب التقليدية لأنها تجمع بين أدوات متعددة، تشمل الحرب النظامية وغير النظامية، وحملات التضليل الإعلامي، والتشويه المتعمد، إضافة إلى الهجمات السبرانية التي تستهدف تعطيل الأنظمة، والتلاعب بالبيانات، وتحويل الحسابات المالية، بما يحمله ذلك من مخاطر واسعة على استقرار الدول والمجتمعات.

وأكدت أن النظر إلى الأمن السبراني باعتباره ترفًا يمثل فهمًا قاصرًا للواقع، مشيرة إلى أن التهديد لا يقتصر على المؤسسات والدول، بل يمتد إلى الأفراد، حيث يمكن لهجمة رقمية بسيطة أن تكشف معلومات شخصية وحساسة تمس الخصوصية والأمن الأسري، فكيف الحال إذا طال الاستهداف مؤسسات حيوية أو بنى تحتية وطنية.

قطاعات حيوية

وتطرقت إلى أمثلة واقعية لتعطيل قطاعات حساسة، مثل الطيران والموانئ، لافتة إلى حوادث شهدتها مطارات أوروبية خلال فترات توتر دولي، وما ترتب عليها من خسائر اقتصادية كبيرة، ما يعكس حجم التأثير الذي قد تحدثه الهجمات الرقمية مقارنة بالحروب التقليدية.

وختمت البادية حديثها بالتنبيه إلى أن تسارع تطبيقات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة سيضاعف من حجم هذه التحديات، ما يفرض على الدول والمؤسسات والأفراد الاستثمار الجاد في تعزيز منظومات الأمن السيبراني، بوصفه أحد أعمدة الأمن الوطني في العصر الرقمي.

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو